تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

7قَامَتُكِ هذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ، وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ، وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ، 9وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ. 10أَنَا لِحَبِيبِي، وَإِلَيَّ اشْتِيَاقُهُ. 11تَعَالَ يَا حَبِيبِي لِنَخْرُجْ إِلَى الْحَقْلِ، وَلْنَبِتْ فِي الْقُرَى. 12لِنُبَكِّرَنَّ إِلَى الْكُرُومِ، لِنَنْظُرَ: هَلْ أَزْهَرَ الْكَرْمُ؟ هَلْ تَفَتَّحَ الْقُعَالُ؟ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟ هُنَالِكَ أُعْطِيكَ حُبِّي. 13اَللُّفَّاحُ يَفُوحُ رَائِحَةً، وَعِنْدَ أَبْوَابِنَا كُلُّ النَّفَائِسِ مِنْ جَدِيدَةٍ وَقَدِيمَةٍ، ذَخَرْتُهَا لَكَ يَا حَبِيبِي". والعجيب أن الكاتب بعد ذلك كله، وما ذلك كله إلا غَيْضٌ من فَيْض، يتهم القرآن بأنه أخطأ فى اتهام اليهود بتحريف كتابهم!

ويتعلق بهذا إشارته إلى ما يقوله علماء المسلمين من أن فى العهد القديم نبوءات خاصة بنبوة محمد عليه السلام وتأكيده أن علماء اليهود قد فنّدوا هذا الادعاء مبينين أنه لا صلة بين نصوص العهد القديم المرادة وبين نبوة محمد. ولكن ماذا يقول عن الأحبار والرهبان والقساوسة من كل بلاد العالم الذين قالوا ما يقوله علماء المسلمين فى تفسير هذه النصوص، ثم زادوا على ذلك أنْ تصرفوا التصرف المنطقى فى هذه الحالة، وهو الدخول فى الإسلام؟ وقائمة أولئك الناس جِدُّ طويلةٍ، وكثير من أسمائها أوروبى وأمريكى. وأولهم عبد الله بن سلام، الحبر الذى أسلم فى حياة النبى فى قصة شائقة عجيبة تدلك على خلائق اليهود وما هم عليه من عناد وتصلب رقاب ونفاق، وأصبح بعدها واحدا من كبار الصحابة. وما زال العدّاد مستمرا لا يتوقف، ولن يتوقف بمشيئة الله. وقد أورد الكاتب اسم واحد من هذه الأسماء هو السَّمَوْأَل بن يحيى المغربى (الحبر اليهودى السابق شموائيل بن يهوذا بن آبوان، الذى سماه كاتبنا بـ"المرتدّ")، وكان متضلعا من اللغة العبرية والتاريخ والطب، فضلا عن علوم الرياضيات، التى ترك فيها مؤلفات بلغت القمة فى أهميتها ... إلخ. ولم يكتف السموأل باعتناق الإسلام، بل كتب يفضح ويفنِّد الأخطاء الموجودة فى ديانته الأولى، مشيرا إلى مواضع العبث والتحريف فى العهد القديم. وهذا موجود فى كتابه: "إفحام اليهود". ومِثْلُ السموأل من علماء يهود القدامى فى ترك اليهودية واعتناق دين محمد عليه الصلاة والسلام: هبة الله علي بن الحسين بن ملكا، وسعيد بن الحسن الإسكندراني (في القرنين السابع والثامن الهجريين). وفى الختام أجد لزاما علىّ أن أشير إلى وقوف كاتبنا بعض الوقت أمام اسم رائد الدراسات الدينية المقارنة الإمام العظيم ابن حزم وتراثه الذى خلّفه لنا فى تبيين ما يعجّ به الكتاب المقدس من أخطاء وتناقضات، وعلى رأسه "الفِصَل فى المِلَل والأهواء والنِّحَل". والحق أن ابن حزم عقلية جبارة وعبقرية شاهقة ليس من السهل العثور على مثيل لها. وإنى لأهتبل هذه السانحة فأدعو الله أن يسكنه عُلْيَا الفراديس وأن يُغْدِق عليه شآبيب كرمه العميم.

ومما تناوله الكاتب فى هذا السياق أيضا الاتهام الذى وجهه علماء المسلمين إلى اليهودية بأنها تجسد الله وتشبّهه من ثم بالبشر. وأنا لن أصنع شيئا هنا سوى إيراد بعض النصوص التى تُجَسِّد الله فعلا، حاصرا نفسى فى السِّفْر الأول فقط من العهد القديم. وعلى القارئ أن يقيس ما لم نتطرق إليه على ما تطرقنا: "1فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا" (تكوين/ 1)، "8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير