تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعدلاً، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به " (18: 19).

مكانته: لقد شغل إبراهيم مكانة رفيعة وفريدة في كل العالم منذ نحو أربعة آلاف سنة. فعند اليهود هو أبو أمة إسرائيل، كما يعتبره العالم الإسلامي ثاني الأنبياء ويذكر في القرآن 188 مرة، كما يعتبر عند المسيحيين من أعظم رجال الإيمان في كل العصور. وكثيراً ما يطلق على الإسرائيليين " نسل إبراهيم "، وفي كل عصور العهد القديم تأكدت حقيقة أن إبراهيم كان الأب الذي منه جاء الشعب المختار (إش 51: 2، حز 33: 24) وما أعظم أهمية تلك الحقيقة أن الله اختار إبراهيم (نح 9: 7) وفداه (إش 29: 22) وباركه بركة خاصة (ميخا 7: 22).

والإعلان السماوي الذي أعطاه الله لإبراهيم بالغ الأهمية في تاريخ إسرائيل. فقد أعلن الله نفسه لموسى ولشعب إسرائيل في مصر بأنه " إله إبراهيم " (خر 2: 24 - 6: 8). وعليه فبعد خروج إسرائيل من مصر طلب موسى الرحمة على أساس عهد الله لإبراهيم (32: 13). وفي كل سفر التثنية يذكر موسى الشعب بأن الله أحب أباءهم وقطع عهداً معهم وطلب منهم أن يطيعوا حتى يتمم الله لهم العهد الذي أعطاه لإبراهيم (تث 1: 8، 6: 10، 9: 9 و 27 و 28، 29: 13، 30: 20). كما أن كنعان التي كانوا على وشك أن يمتلكوها، هي الأرض التي وعد الله بها إبراهيم (34: 4). كما ناشد داود إله إبراهيم في صلاته من اجل سليمان (1 أخ 29: 18)، وكذلك فعل يهوشافاط وهو يدرك أن شعبه هو نسل إبراهيم (2 أخ 20: 7)، كما يخاطب إيليا في تحديه لكهنة البعل، إله إسرائيل بأنه إله إبراهيم (1 مل 18: 36). وفي أيام يهو آحاز تحنن الله على الشعب ورحمهم ونجاهم من يد حزائيل ملك آرام لأجل عهده مع إبراهيم (2 مل 13: 23). فالمرنمون في المزامير (47: 9، 105: 6 و 9و 42) وأشعياء (29: 22، 41: 51: 63: 16)، وإرميا (33: 26)، وحزقيال (33: 24)، ميخا (7: 20) جميعهم يذكرون مكانة إبراهيم كأبيهم الذي قطع الله معه عهداً وصنع معه الرحمة بصورة خاصة.

كما يذكر إبراهيم في أسفار الأبوكريفا وفي الكتابات المتأخرة كنبي عظيم، أعطاه الله إعلانات عظيمة وثبت معه العهد (انظر يشوع ابن سيراخ 44: 20 - 23 وكذلك يوسيفوس 1: 7 و 8). كما تذكر بعض القصص الأسطورية عن إبراهيم في سفر يهوديت، وكذلك في يوسيفوس. ويقول التلمود إن إبراهيم كان فلكياً أو منجماً من الطبقة الأولى، وقد علم الحكمة لملوك الشرق والغرب.

وفي المسيحية أيضاً يحظى إبراهيم بمكانة عالية كبطل من أبطال الإيمان، كما أن يسوع جاء من نسل إبراهيم (مت 1: 1)، كما أنه في تعاليمه وأحاديثه أقر بمكانة اليهود كنسل إبراهيم، ولكنه أكد أيضاً أنه أعظم من إبراهيم (متى 1: 1 و 2 و 17، 3: 8: 11، 22: 32، مرقس 12: 26، لو 1: 55 و 73، 3: 8 و 23 - 34، 13: 16 و 28، 16: 22 - 30، 19: 20: 37، يو 8: 33 - 58).

كما أن الرسل كثيراً ماذكروا إبراهيم في أقوالهم لليهود (أع 3: 13 و 25، 7: 2 - 32، 13: 26) كما ذكر بولس إبراهيم كمثال بارز للتبرير بالإيمان (رو 4: 1 - 16) وفي رسالته إلى غلاطية يؤكد بولس أن الذين للمسيح هم نسل إبراهيم الذي قبل بالإيمان كل إعلانات ومواعيد الله. كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يشير إلى إبراهيم كمن خرج من صلبه الكهنوت اللاوي (عب 7: 5)، ويخص إبراهيم باعتباره رجل الإيمان العظيم في علاقته بالله والمواعيد التي أعطيت له. ومن زمن العهد الجديد ما زال إبراهيم مثالاً للإيمان والطاعة في علاقته بالله.

حضن إبراهيم: هو عبارة مجازية استخدمها الرب يسوع في مثل لعازر والغني (لو 16: 22 و 23) في وصف حالة الأمن والسعادة التي أكرم بها لعازر عند موته. وهذه الصورة المجازية مأخوذة عن العادة في الشرق القديم من الاتكاء في الولائم على وسائد، الواحد إلى جانب الآخر، وكانت الصورة التي يجلس عليها المتكئون، هي أن تصل رأس الواحد إلى صدر الجالس بجانبه، وعند الحديث كان الواحد يسند رأسه على صدر الآخر، وكان من دواعي الشرف أن يجلس أحدهم إلى جانب ضيف مرموق، والأكثر أن يجلس بجوار المضيف (صاحب الوليمة)، فجلوس شخص بجوار ضيف عظيم أو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير