تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِيلَ»، وَلكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ. 20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، 21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي ِلهًا، 22وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ» ... _ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ إِلَى بَيْتَِ إِيلَ وَأَقِمْ هُنَاكَ، وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو أَخِيكَ». 2فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَأَبْدِلُوا ثِيَابَكُمْ. 3وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، فَأَصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحًا ِللهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي، وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ». 4فَأَعْطَوْا يَعْقُوبَ كُلَّ الآلِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي أَيْدِيهِمْ وَالأَقْرَاطَِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ، فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ. 5ثُمَّ رَحَلُوا، وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ، فَلَمْ يَسْعَوْا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ. 6فَأَتَى يَعْقُوبُ إِلَى لُوزَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَهِيَ بَيْتُ إِيلَ. هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ. 7وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا، وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ".

ولكى تكتمل الصورة يحسن أن أورد ما جاء فى "دائرة المعارف الكتابية" مما يتعلق بموضوعنا تحت عنوان "بيت إيل ونصه: "كان اسم المدينة قبلا "لوز" (تك 28: 19 ... إلخ). وعندما جاءها يعقوب، وهو في الطريق إلى فدان أرام، صادف مكانا وبات هناك (تك 28: 11) وكلمة "مكان" هنا، هي في العبرية "مقوم"، وهي شبيهة باللفظة العربية "مقام" لفظا ومعنى، أي أنها تعني "مكانا مقدسا". ولا شك أنه كان "المكان" الذي بنى فيه إبراهيم مذبحا للرب ودعا باسم الرب (تك 12: 8). وفي الصباح أخذ يعقوب الحجر الذي وضعه تحت رأسه (وسادة له)، وأقامه عمودا وصب زيتا على رأسه ودعا اسم ذلك المكان "بيت إيل"، أي "بيت الله" (تك 28: 18 و19)، أي "الله" الذي ارتبط ظهوره له بذلك العمود. وأضحت تلك البقعة مركزا بالغ الأهمية، فتزايدت عظمة المدينة. وبمرور الزمن اندثر اسم "لوز" وحل محله اسم "المقام المقدس". وأصبحت المدينة و"المقام" شيئا واحدا".

لقد استشهدت بهذه النصوص كى يرى القارئ أن للأمر جوانب أخرى ينبغى له أن يلم بها ولو إلماما سريعا. وكما قلت من قبل إنه حتى لو أخطأت الرواية التى نحن بصددها فلا يُعَدّ هذا طعنا فى الإسلام لأن تلك الروايات والأحاديث شىء، والقرآن المجيد شىء آخر. أما نحن فحين نحتكم هنا إلى نصوص القوم فإنما نحصر أنفسنا فى كتابهم المقدس ولا نحاجُّهم بسواه. على أنه لا بد من طرح بعض الأسئلة التى أرى أنها مما لا يستغنى عنه فى سياقنا: هل المقصود بالمسجد الأقصى هو ما نعرفه اليوم من هذه الكلمة؟ يقينا لم يكن للمسجد الأقصى بذلك المعنى وجود فى عصر الرسول حين سئل هذا السؤال الذى نحن بصدده رغم أن القرآن قد استعمل ذلك اللفظ. لكن هل يقصد القرآن بكلمة "المسجد" ما نقصده الآن بتلك الكلمة؟ لا أظن، إذ لم تكن هناك مساجد فى ذلك الوقت. ومن المحتمل جدا أن يكون المراد مكان السجود بإطلاق حتى لو تم ذلك فى الهواء الطلق بعيدا عن العمران. وهل هناك تطابق فى المكان بين المسجد الأقصى بهذا المعنى وهيكل بنى إسرائيل؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على ذلك السؤال جوابا يقينيا. ثم لدينا حكاية بانى كل من المسجدين: من هو؟ ومتى كان ذلك؟ وأخيرا وليس آخرا: إلى أى مدى نستطيع الاعتماد على نصوص الكتاب المقدس كوثائق تاريخية مقطوع بصحتها؟ ليس هناك عالم حقيقى يولى تلك النصوص كبير أهمية. وأنا لا أقصد علماء المسلمين فقط، بل علماء الغرب أولا، وكثير منهم من رجال الدين، بل من كبارهم على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير