تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما هو معلوم للجميع ... إلخ. وأيا ما يكن الأمر فمن الواضح أنه لا علاقة لهذا الحديث بأية وثنية، فضلا عن أن المسألة التى يتناولها ليست مسألة أساسية فى موضوعنا، بل مسألة جانبية لا تقدم ولا تؤخر.

وفى الختام ينتهى سام شمعون إلى إصدار حكمه على الرسول العظيم بأنه بدأ وانتهى بدين وثنى، مع فارق وحيد: أنه أعاد تغليفه بمضمون توحيدى. وهو كلام مضحك لأن المضمون لا يغلَّف به، بل الذى يغلَّف به هو الشكل، أما المضمون فيغلَّف، والشكل هو الذى يغلفه. كما أن قوله إن الدين الذى غلفه محمد بمضمون توحيدى ظل دينا وثنيا هو كلام لا يصدر إلا عن الحمقى، إذ كيف يكون الدين توحيديا ووثنيا فى ذات الوقت؟ ومع هذا فرغم كل ما فندنا به ترهاته ومزاعمه فسوف نسلِّم كعادتنا بحاصل ما قال، وهو أن محمدا، الذى كان وثنيا، قد صير الوثنية توحيدا. فماذا نجد؟ لسوف نجد معا أن ما حدث من قوم شمعون هو العكس تماما من هذا، إذ انقلب على أيديهم دين التوحيد إلى ديانة وثنية. وإليك، يا قارئى العزيز، بيان ذلك. ولن نعتمد فى بياننا إلا على الكتاب المقدس ذاته، على عكس ما صنع هو، إذ استند إلى الأحاديث، وهى نصوص لا ترقى أبدا إلى مرتبة النص القرآنى من حيث الوثاقة، مع احترامنا للجهود العبقرية التى نهض بها علماء الحديث عندنا على نحو ليس له نظير. ونود أن ننبه إلى أننا لن نورد كل ما فى كتابهم المقدس، فهو يفيض بالبراهين النصية القاطعة على ما نقول، بل سوف نكتفى بأمثلة منها فحسب.

نحن نعلم أن من العرب فى الجاهلية من كانوا يزعمون ان لله سبحانه وتعالى بنات كالملائكة واللات والعزى ومناة، وقد أنكر القرآن عليهم هذا الاعتقاد الوثنى فى آيات متعددة يعرفها كل من له صلة بالكتاب الكريم. فماذا نجد على الضفة الأخرى فى الكتاب المقدس لدى شمعون وقومه؟ لن نذهب بعيدا، ففى سادس إصحاح من سفر "التكوين" نجد أن البنات هذه المرة من نصيب الناس، أما الله عز وجل فنصيبه الذكور، الذين يقول عنهم مؤلف السفر إنهم "أبناء الله" و"بنو الله"، هكذا نصا دون أى تدخل من جانبنا: "لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ، 2أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذلِكَ أَيْضًا إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَدًا، هؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ". فانظر كيف يكرر الكتاب المقدس التفرقة بين الذكور والإناث تفرقة قاطعة لا لبس فيها ناسبا الذكور فى كل مرة إلى الله سبحانه وتعالى. فهذا أول القصيدة!

وكأن ذلك غير كاف، إذ نجد لوقا، فى نسب يسوع الموجود فى نهاية الإصحاح الثالث من إنجيله، يؤكد أن آدم هو "ابن الله": "23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي، 24بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، بْنِ مَلْكِي، بْنِ يَنَّا، بْنِ يُوسُفَ، 25بْنِ مَتَّاثِيَا، بْنِ عَامُوصَ، بْنِ نَاحُومَ، بْنِ حَسْلِي، بْنِ نَجَّايِ، 26بْنِ مَآثَ، بْنِ مَتَّاثِيَا، بْنِ شِمْعِي، بْنِ يُوسُفَ، بْنِ يَهُوذَا، 27بْنِ يُوحَنَّا، بْنِ رِيسَا، بْنِ زَرُبَّابِلَ، بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ، بْنِ نِيرِي، 28بْنِ مَلْكِي، بْنِ أَدِّي، بْنِ قُصَمَ، بْنِ أَلْمُودَامَ، بْنِ عِيرِ، 29بْنِ يُوسِي، بْنِ أَلِيعَازَرَ، بْنِ يُورِيمَ، بْنِ مَتْثَاتَ، بْنِ لاَوِي، 30بْنِ شِمْعُونَ، بْنِ يَهُوذَا، بْنِ يُوسُفَ، بْنِ يُونَانَ، بْنِ أَلِيَاقِيمَ، 31بْنِ مَلَيَا، بْنِ مَيْنَانَ، بْنِ مَتَّاثَا، بْنِ نَاثَانَ، بْنِ دَاوُدَ، 32بْنِ يَسَّى، بْنِ عُوبِيدَ، بْنِ بُوعَزَ، بْنِ سَلْمُونَ، بْنِ نَحْشُونَ، 33بْنِ عَمِّينَادَابَ، بْنِ أَرَامَ، بْنِ حَصْرُونَ، بْنِ فَارِصَ، بْنِ يَهُوذَا، 34بْنِ يَعْقُوبَ، بْنِ إِسْحَاقَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بْنِ تَارَحَ،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير