تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالأُفُق المُبِين"؟ فقالت إن أوّل هذه الأمة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: لَمْ أَرَ جِبْرِيلَ عَلى صُورَتِهِ إلاّ هاتَيْن المَرّتَيْن مُنْهَبِطا مِنَ السّماء سادًّا عِظَم خَلْقِهِ ما بَينَ السّماءِ والأرْض ... حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: حدثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، عن عامر، قال: ثني عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن كعب أنه أخبره أن الله تبارك وتعالى قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلّمه موسى مرّتين، ورآه محمد مرّتين، قال: فأتى مسروق عائشة، فقال: يا أمّ المؤمنين، هل رأى محمد ربه، فقالت: سبحان الله لقد قفّ شعري لما قلت: أين أنت من ثلاثة من حدّثك بهنّ فقد كذب؟ من أخبرك أن محمدا رأى ربه فقد كذب. ثم قرأت: "لا تُدْرِكُه الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارُ وَهُوَ اللّطِيفُ الخَبِير"، "وَما كانَ لِبَشَر أنْ يُكَلّمَهُ اللّهُ إلاّ وَحْيا أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجاب". ومن أخبرك ما في غد فقد كذب. ثم تلت آخر سورة لقمان: "إنّ اللّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَيُنْزّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما في الأرْحام وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذَا تَكْسِبُ غَدا وَما تَدْرِي نَفْسٌ بأيّ أرْضٍ تَمُوتُ". ومن أخبرك أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد كذب. ثم قرأت: "يا أيّها الرّسُولُ بَلّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبّكَ". قالت: ولكنه رأى جبريل عليه السلام في صورته مرّتين. حدثنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أُسامة، قال: ثني إسماعيل، عن عامر، قال: حدثنا عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: سمعت كعبا، ثم ذكر نحو حديث عبد الحميد بن بيان، غير أنه قال في حديثه: فرآه محمد مرّة، وكلّمه موسى مرّتين. ذِكْر من قال فيه: رأى ربه عزّ وجلّ. حدثنا أبو كُرَيب، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن سماك بن عكرِمة، عن ابن عباس أنه قال: "وَلَقَدْ رآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه بقلبه، فقال له رجل عند ذلك: أليس لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأبْصَارَ؟ قال له عكرِمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: أفكلها ترى؟ ". نعم هناك من يقول إن محمدا رأى ربه فى تلك الليلة، لكنها مجرد أخبار لم يرد منها شىء فى القرآن الكريم، بل هى اجتهادات من أصحابها لا تنسجم مع ما قاله الكتاب المجيد فى هذا الموضوع مما وضحته الصديقة بنت الصديق أتم توضيح وأبلغه وأوفاه بالإقناع.

وقد حكى القرآن الكريم هذه القصة، ولكن على نحو مغاير، إذ لم ير موسى ربه لا من أمامه ولا من ورائه لأنه سبحانه ليس كائنا ماديا حتى تمكن رؤيته ولو من الخلف كما يقول مؤلف سفر "الخروج" فى العهد القديم، وكأنه سبحانه وتعالى له بطنٌ وظهرٌ ووجهٌ وقفًا وأمامٌ ووراءٌ، بل خَرَّ عليه السلام صَعِقًا بمجرد أن تجلى ربه للجبل، ثم لما أفاق أقر بتجاوزه حدوده. جاء فى الآية الثالثة والأربعين بعد المائة من سورة "الأعراف": "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ".

أما مع هارون عليه السلام فنحن أمام مصيبة متلتلة، إذ صنع، وهو النبى وأخو النبى، عجلا من الذهب كى يعبده بنو إسرائيل ويرقصوا حوله عرايا بلابيص. وإلى القارئ نص ذلك بالحرف من الإصحاح الثانى والثلاثين من سفر "الخروج": "1وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا». 3فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. 4فَأَخَذَ ذلِكَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير