تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وانظر كذلك مادة "الخروف" فى "دائرة المعارف الكتابية" حيث جاء فيها أنه "يُكَنَّى عن المسيح بـ"حَمَل الله" (إش 53: 7، يو 1: 29 و35، رؤ 5: 6) ". وقد تكرر الكلام عن الخروف فى "رؤيا يوحنا اللاهوتى" مرارا كثيرة مقصودا به المسيح (الربّ بطبيعة الحال)، ومنها هذه النصوص الثلاثة الموجودة فى الإصحاحات: الخامس والسابع عشر والحادى والعشرين على التوالى: "وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ"، "14هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ» "، "10وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، 11لَهَا مَجْدُ اللهِ، وَلَمَعَانُهَا شِبْهُ أَكْرَمِ حَجَرٍ كَحَجَرِ يَشْبٍ بَلُّورِيٍّ. 12وَكَانَ لَهَا سُورٌ عَظِيمٌ وَعَال، وَكَانَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ بَابًا، وَعَلَى الأَبْوَابِ اثْنَا عَشَرَ مَلاَكًا، وَأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَةٌ هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 13مِنَ الشَّرْقِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الشِّمَالِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْجَنُوبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ، وَمِنَ الْغَرْبِ ثَلاَثَةُ أَبْوَابٍ. 14وَسُورُ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وَعَلَيْهَا أَسْمَاءُ رُسُلِ الْخَرُوفِ الاثْنَيْ عَشَرَ".

وقد علق ناشد حنا فى تفسيره للكتاب المقدس الصادر عن مكتبة الأخوة على النص الأول بما يلى: "وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ": وجَّه أحد الشيوخ نظر يوحنا إلى الأسد الغالب صاحب الحقوق الشخصية والاكتسابية لإعلان مشورة الله وتنفيذها، ولكن لما التفت يوحنا لم ير أسدا بل رأى خروفا وديعا. وهذا الخروف هو في وسط العرش كالدّيان، وفي وسط الحيوانات كسيد الخليقة، وفي وسط الشيوخ كالفادي، فهو مركز الدائرة والمحور الذي يدور عليه كل شيء. كان لا بد أن يظهر فشل الجميع لكي يبرز هو بكمال استحقاقه. والمقصود بمنظر الخروف الذي كأنه مذبوح هو جسد قيامته الممجَّد الذي فيه آثار الجراح، نفس الجسد الذي رآه التلاميذ بعد قيامته حين "أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو 20: 20). وهو نفس الجسد الذي رآه توما حين قال له الرب: "هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا". وهو نفس الجسد الذي به صعد إلى السماء، والذي به سيأتي في مجده وتنظره كل عين والذين طعنوه. لقد تكلم إشعياء عن احتقار المسيح وآلامه وتقديم نفسه ذبيحة حين قال: "كشاةٍ تساق إلى المذبح، وكنعجة صامتة أمام جازّيها" (إش 53: 7). وتكلم عنه المعمدان قائلا: "هو ذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1: 29). نفس هذا الحَمَل نراه هنا ولكن في مشهد مختلف، لا محتقرا ومخذولا فيما بعد، بل نراه وإذا هو مركز الدائرة في مجد السماء. ومع ذلك فهو يحمل في جسده آثار الصليب، تلك الآثار الخالدة. فالذي رُفِض في الأرض نراه مركز المجد في السماء. والصليب الذي كان موضوع تعييره في الأرض هو أساس استحقاقه ومجده في السماء كابن الإنسان. "خروف قائم": لقد قال له الآب عند صعوده إلى السماء بعد إتمام عمل الفداء: "اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز 110: 1). وهو يقول لملاك كنيسة لاودكية: "كما غَلَبْتُ أنا أيضا وجلستُ مع أبي في عرشه" (ص 3: 21). ولكننا نراه هنا "قائما" فكأن وقت صبره وانتظاره قد انتهى، فيقوم مستعدا للعمل لكي يخضع أعداءه ويضعهم تحت قدميه. "لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ": نحن نعرف أن عدد سبعة هو رمز الكمال، وهو يتكرر ثلاث مرات في هذه الآية: فهو كمال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير