تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جامعة أجنبية. وأضاف قاسم بأن ما ينشره القمني عن التاريخ الإسلامي أو التاريخ القديم لا يمت بصلة للعلم ولا للمنهج ولا للأمانة، مجرد زيف وتهريج حسب قوله.

وبعدها ببضعة أيام ليس غير (فى 1/ 8/ 2009م على وجه التحديد) نشرت "المصريون" خبرا يحسم المسألة ويؤكد أن شهادة الدكتورية التى مع القمنى يمكنه أن يبلها ويشرب ماءها: قبل تغيير الريق أو بعده، لا يهم! وهذا نص الخبر، وهو بعنوان "القمني اشترى دكتوراه بمائتي دولار من مكتب محترف تزوير شهادات": "في تتابع مخيف لفضيحة التزوير الذي تتستر عليه وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للثقافة فيما يخص الجائزة التي منحوها لسيد محمود القمني مدرس الثانوي، وادعاء القمني والوزير والمجلس بأنه حاصل على دكتوراة في فلسفة الأديان، تم الكشف عن أن القمني متورط في جريمة تزوير خطيرة تمثلت في إقدامه على شراء شهادة دكتوراة مزورة من مكتب أمريكي محترف في تجارة الشهادات المزورة بجميع صورها ودرجاتها مقابل مائتي دولار.

وكانت السلطات الأمريكية قد ألقت القبض على أصحاب هذا المكتب الذي أطلقوا عليه اسم "جامعة كاليفورنيا الجنوبية" وتم تقديمهم للعدالة حيث قضت محكمة نورث كارولينا بسجن أصحابه خمس سنوات في واقعة اعتبرتها المصادر الجامعية أكبر جريمة تزوير في تاريخ الجامعات الأمريكية. وبناء عليه قررت السلطات الأمريكية طرد أي موظف أمريكي تم تعيينه بموجب شهادات مستخرجه من هذا المكتب مكتفية بهذه العقوبة له على مشاركته في جريمة التزوير، وهو ما نتمنى أن تحذو حذوه الحكومة المصرية بسحب الجائزة التي منحها فاروق حسني وزير الثقافة لسيد القمني بوصفها تأسست على معلومات مضللة وأوراق مزورة، كأقل عقوبة يمكن أن يواجهها بنفس التهمة.

وكان بداية الخيط في الفضيحة الجديدة حوار اكتشفناه صدفة نشره القمني في صحيفة "القبس" الكويتية ذكر فيه أنه حصل على درجة الدكتوراة بالمراسلة من جامعة كاليفورنيا الجنوبية عام 1983 عن كتاب اسمه: "رب الثورة أوزوريس". وكان هذا الادعاء شديد الفجاجة والغرابة وبعيدا عن المنطق، لأنه في ذلك التاريخ لم يكن هناك خدمات الإنترنت التي تتيح إنجاز رسائل علمية بالمراسلة مع أمريكا، حيث تكون الرسالة البريدية العادية تحتاج أسابيع لكي تصل، وأشهرا لكي يتم الرد عليها، فكيف برسالة دكتوراة يتم النقاش فيها والأخذ والرد والتعديل وخلافه؟

هذه هي الملاحظة الأولى التي كشفت الكذب والتزوير. ثم إن رسالة الدكتوراة المقدمة لجامعة أمريكية كيف يمكن أن تقدم هناك وتتم مناقشتها ودراستها، وهي باللغة العربية من غير نص إنجليزي؟ هذه هي الثانية. وكان ذلك دافعنا إلى تقصي الحقيقة من خلال المؤسسات الأمريكية المعنية بالأمر. وعندما بدأنا البحث عن تاريخ التعليم بالمراسلة في الولايات المتحدة وجدنا أن المرجع رقم واحد في العالم في هذا الموضوع هو كتاب يتضمن قائمة بالجامعات المزورة في الولايات المتحدة منذ نهاية السبعينات. لم تكن مفاجأة لنا أن نجد اسم الجامعة العريقة التي تخرج منها هذا القمني في هذه القائمة وتحت اسم الجامعة مكتوب بالنص أن أصحاب الجامعة تم محاكتمهم و سجنهم خمس سنوات لبيعهم شهادات جامعية من كل الأنواع مقابل 200 دولار فأكثر.

ولم تكن هذه مجرد جريمة تزوير كما في أي جامعة، بل كانت طبقا للكتاب أكبر جريمة تزوير في تاريخ الجامعات الأمريكية. وتمت المحاكمة في محكمة نورث كارولينا في أكتوبر 1987. وطبقا لوزارة التعليم الأمريكية فإن كل الدرجات الممنوحة من أي جامعة مزوره تعتبر لاغية لكون الحاصلين على هذه الشهادات لم يقوموا بالدراسة بالإضافه لمشاركتهم في عملية التزوير ويتم الاكتفاء بطردهم من وظائفهم".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير