ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[28 Oct 2009, 11:34 م]ـ
أخي الكريم:
حتى يكون الحوار مفيدا يجب أن يكون الهدف منه طلب الحق، والبحث عنه دون تعصب أو كلام جارح؛ فلا فائدة في الحوار المشدود الذي يخرج عند أول مداخلة عن حسن الأدب مع الإخوان المسلمين.
أما قولك إن نعت المرأة بالحسن والوضاءة لمجرد قامتها وقدها ليس بفهم عربي صحيح فلم تتثبت منه؛ بل هو فهم العرب الأقحاح، وأمثلته في شعرهم معروفة، وإن شئت الأمثلة فهي موجودة.
وأما قولك بأن الفضل بن عباس وصف بالحسن أيضا؛ فتناولك لهذا الأمر بطريق السخرية لا يليق بأمثالك هذا أولا، وثانيا: نعم يوصف الرجل بالجمال لحسن قامته، وطوله، بل وحتى لكيفية حمله للسيف وتناسقه في مشيته، وإن شئت الأمثلة من شعر العرب فلك ذلك.
وأما قولك بأن المذكور في الحديث يستلزم الكشف عن الوجه، وأنه عبر عنه بما هو لازم له؛ فهو محل النزاع بيننا، وحتى لو قبلته معك – تنزلا- فهذا الذي عبر عنه هنا بلازمه ألم يستطع أحد أن يصرح به في أي حديث من هذه الآلاف المؤلفة من الأحاديث مع العلم أن التصريح هو الأصل والتعبير باللازم عارض
وأما قولك – سامحك الله – أني ربما أستثقل كلامك؛ فلا ينبغي لمثلك من طلاب العلم إذ كيف أستثقله وهو إما نقل عن عالم، أو اجتهاد في الفهم منك، وكل منها ينزل علي كالنسيم العليل، وتستروح نفسي له، ولغيره ..
وأما النقول التي تفضلت بها فلليست داخلة في الموضوع؛ وقد قررت لك أن روايات الحديث تدل على أنها كانت وضيئة وحسناء، والخلاف بيننا هو: هل يطلق العرب وصف "وضيئة "و "حسنة" على المرأة دون نظر إلى وجهها؟ هذا هو محل النزاع، وكل النقول التي تكرمت بها ليس في تصريح بذلك إلا في موضعين:
الأول: ما نقلت عن عمدة القاري.
والثاني: ما استنبطه ابن القطان.
والباقي كله خارج عن موضوع البحث، وكله تأكيد على نفس روايةالحديث وهي ليست مخل خلاف بيننا.
وأظنك توافقني في أن أكثر أهل العلم الذين تكلموا على هذا الحديث لم يصرحوا بما صرح به صاحب عمدة القاري، ولم يصرحوا أنهم استنبطوا ما استنبطه ابن القطان.
وأعود أخي الكريم وأكرر أن الهدف هو الفائدة أما العبارات من مثل انقلب مائة وثمانين درجة، وخرجنا من هذا الاعتراض لننتقل للاعتراض الثاني؛ فمثل هذه الأمور لا تليق بطلبة العلم، وإنما عرض الأدلة في مسألة الخلاف، ومناقشتها وعرض أقوال أهل العلم فيها، ومن ثم الوصول إلى فائدة يتفق عليها الجميع، ولا غالب هنا ولا مغلوب، وإنما الحق هو الغالب.
حفظك الله ورعاك وسدد نحو الخير خطانا وخطاك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Oct 2009, 01:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعدة
سعدنا بالنقاش بين الإخوة: الأستاذ محمد وإبراهيم وطارق حياكم الله جميعا وبارك فيكم وحفظكم.
وإن كان لي من كلمه فأقول:
ـ يا سادة هذه قضية خلافية وستظل خلافية ولو طرقتم كل باب وسلكتم إليها كل طريق ما انتهيتم أبدا إلى رأي أوحد فالمسألة خلافيه وأكرر
ستظل خلافية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذ الله تعالى قد فصَّل لنا ما حرم علينا وهذه المسألة مما لم يدخله الله فيما فصل تحريمه،
غاية ما فيها قوله تعالى:" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " وليس النص على وجوههن. ولو أراد سبحانه حسم هذا الخلاف وبتر
الاختلاف وإغلاق باب الاجتهاد في هذه القضية لقال نصا صريحا ينسف كل اختلاف متوقع ليرتفع به إلى درجة الحرام المتيقن ولقال سبحانه
بدلا من قوله:" وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا " ولا يبدين زينتهن إلا ظاهر ثيابهن، ولكن لا تبديل لكلمات الله.
فالأمر فيه أخذ ورد ما دامت السماوات والأرض
ـ
ـ ولو كان الكشف محرما للوجه لما كان عورة يجب سترها في وقت وعدم سترها في وقت آخر إذ لا معنى أن يكون العضو حراما حلالا في آن.
ـ وكما يقول البعض هل حرمة كشف الوجه هي هي حرمة كشف الفرج والثدي والبطن و .......... وبما أن أحدا لم يقل بذلك قلنا علينا إن نتفاهم في حدود صيانة المجتمع من الجريمة أو التلوث البصري أو ما هو مظنة الولوغ في الحرام ولو بنظرة.
ـ ولنا أن نضع كلام العلماء كلهم موضع الاعتبار منا فمن قائل: إن ستر الوجه واجب قوله يحترم في أرض ارتضت هذا القول والخروج عنه في تلك الأرض عار وعيب حتى ممن لا يدينون بغير هذا الرأي.
ـ ومن قال إنه مباح ومحمدة قلنا له جزاك الله خيرا واحترمنا تقاليده المتصلة بالدين في أرضه ووطنه.
ومن قال إن النقاب لا يرفض ولا يفرض في بلد لا تعرفه إلا قليلا كأهل مصر وقرنا قوله.
ومن قال بفرضيته وحتميته على الفاتنة من النساء منعا للفتنة والإغواء والإغراء قلنا له أحسنت هذا مما يرتفع معه الخلاف.
ومن قال إنه ليس من الدين في شيء قلنا لقد افتريت على العلم والعلماء وكتاب الله الكذب وشوهت العلم وأهله.
ـ المهم عندنا أن نصون المجتمع كل مجتمع بحسبه من الفضيلة.
هذه مجرد تباريح أردت أن أصورها بين يدي المتناقشين.
والله ولي التوفيق
ملحوظة: يجب فهم النقاش في ضوء العلم المجرد فحسب ولا يجوز سحبه على عين الأشخاص المتناقشين فليتدبر
.
¥