تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) كان ابن عباس يقول: كانتا ملتزقتين، ففتقهما الله.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كان الحسن وقتادة يقولان: كانتا جميعا، ففصل الله بينهما بهذا الهواء.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أن السماوات كانت مرتتقة طبقة، ففتقها الله فجعلها سبع سماوات وكذلك الأرض كانت كذلك مرتتقة، ففتقها، فجعلها سبع أرضين*

ذكر من قال: ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تبارك وتعالى (رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) من الأرض ستّ أرضين معها فتلك سبع أرضين معها، ومن السماء ستّ سماوات معها، فتلك سبع سماوات معها، قال: ولم تكن الأرض والسماء متماسَّتين.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: فتقهنّ سبع سماوات، بعضهنّ فوق بعض، وسبع أرضين بعضهنّ تحت بعض.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد نحو حديث محمد بن عمرو، عن أبي عاصم.

حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، قال: سألت أبا صالح عن قوله (كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كانت الأرض رتقا والسماوات رتقا، ففتق من السماء سبع سماوات، ومن الأرض سبع أرضين.

وقال آخرون: بل عنى بذلك أن السماوات كانت رتقا لا تمطر، والأرض كذلك رتقا لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كانتا رتقا لا يخرج منهما شيء، ففتق السماء بالمطر وفتق الأرض بالنبات. قال: وهو قوله (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ).

حدثني الحسين بن عليّ الصدائي، قال: ثنا أبي، عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية، في قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كانت السماء رتقا لا تمطر، والأرض رتقا لا تنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الأرض بالنبات، وجعل من الماء كل شيء حيّ، أفلا يؤمنون؟

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) قال: كانت السماوات رتقا لا ينزل منها مطر، وكانت الأرض رتقا لا يخرج منها نبات، ففتقهما الله، فأنزل مطر السماء، وشقّ الأرض فأخرج نباتها، وقرأ (فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ).

وقال آخرون: إنما قيل (فَفَتَقْنَاهُما) لأن الليل كان قبل النهار، ففتق النهار.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خلق الليل قبل النهار، ثم قال: كانتا رتقا ففتقناهما.

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات.

وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه."

وهذه الأقوال التي أوردها الطبري ورجح أحدها تدل على أن الأفهام اختلفت في معنى الآية وهي محل اجتهاد وقول أحد المجتهدين ليس حجة على الآخر، وعلى أي من الأقوال حملت الآية لا يمنع من أنها تحتمل معاني أخرى وجوانب أخرى من الفهم منطوقا ومفهوما وإشارة.

وهنا نلاحظ أن الدكتور حجر واسعا حيث اختار أحد الأقوال ومنع بقية الفهوم والاجتهادات وهذا في نظري لا يمت إلى البحث العلمي الجاد بصله.

والله أعلى وأعلم

وللحديث بقية

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[26 Jan 2010, 11:33 م]ـ

إن هناك ركنا أساسيا في هذا المجال يغفل عنه دعاة الإعجاز ..

ولن أطيل ولن أقتص من المواضيع ما يحلو لي، وما أستطيع - ولو بشيء من التعسف الرد عليه - ولكن أقول:

هذا القرآن نزل على أمة معينة، ولا شك أنها مخاطبة به.

هذا أولا.

ثانيا: هل الكفار في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يفهمون نظرية الإنفجار الكبير.؟

أم أنهم كانوا يفهمون ما قال الله تعالى: أي أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين أو مغلقتين ثم فرق بينهما؟

ثالثا: إن نظرية الإنفجار الكبير لا تقول حتى ما يقوله أهل الإعجاز؛ فإنها تنص على أن الكون كله، وليس السماوات والأرض فقط؛ بل كل موجود، كان عبارة عن نقطة يجهلون ما قبلها؛ وما الذي دعاها للإنفجار؛ والمهم أنها انفجرت؛ فنتج عنها هذا الكون الذي يتمدد من لحظة الإنفجار تلك - مع عدم إدراك لحظة الانفجار وعدم تحديد أقل مقياس زمني لها.

رابعا: وأنبه عليها دائما:

1 - تفاسير السلف مناقضة لتفاسير أهل الإعجاز مناقضة لا يصح الجمع معها.

2 - فهل نكذب تفاسير أهل الإعجاز، ويصدق تفاسير السلف الصالح، أم نعكس.

الله تعالى هو وحده القادر على هداية التوفيق نسأله ذلك للجميع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير