تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:25 ص]ـ

يقول الدكتور غازي التوبة:

"ولكننا نجد عند البحث الدقيق أنّ هناك اعتسافًا في التعامل مع الآيات الكريمة التي ربطوها بالإعجاز العلمي.

فهم اقتلعوها من سياقها الذي وردت فيه من أجل تأدية غرض معيّن، وربطوها بالنظرية العلمية التي اكتشفت حديثًا دون النظر إلى ما قبلها وما بعدها، وهذا خطأ كبير في فهم القرآن الكريم وفي التعامل معه"

وأقول:

هذه دعوى من الدكتور لا دليل عليها.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:38 ص]ـ

يقول الدكتور غازي التوبة:

" وبالغ بعضهم في الإشادة بالإعجاز العلمي، فاعتبر أنّ الربط بين الآية الكريمة والنظرية الحديثة هو الذي أفهمنا إيّاها، وهذا اتهام للقرآن بأنه طلاسم وألغاز ومغاليق، كانت تُتلى من المسلمين طوال أربعة عشر قرنًا دون فهم أو استيعاب"

وهذا كلام يفتقر إلى الدقة لأنه إذا كشف العلم عن معنى يحتمله اللفظ القرآني فلا يعني هذا أن القرآن كان طلاسم وألغازا ومغاليق.

ثم يقول:

"وهذا غير صحيح فالقرآن الكريم كتاب عربي مبين، ويتميّز عن الكتب السماوية الأخرى بأنه كتاب علم وعقل، وتوصف معجزة القرآن الكريم الخالدة بأنها معجزة بيانية عقلية"

أقول: هذا كلام يفتقر إلى الدقة وإن الدكتور تكلم به أو كتبه دون أن يمحصه وينظر في مدى صحته فكل الكتب السماوية كتب علم وعقل لأن مصدرها واحد وهو الله تعالى، إلا إذا كان يقصد بالكتب السماوية الكتب المحرفة المزعومة المنسوبة إلى السماء فحينها لا يجوز له أن ينسبها هو إلى السماء ولا يقارن بينها وبين القرآن كلام الله.

ثم يقول الدكتور: وتوصف معجزة القرآن الكريم الخالدة بأنها معجزة بيانية عقلية"

وأقول:

هذا تناقض من الدكتور فهو يصف القرآن بأنه معجزة بيانية عقلية، ثم يحجر على العقل أن يتدبر ويستنبط ويفهم ويدعوه إلى أن يكون بليدا مقلدا يردد قول الآخرين بلا حجة.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[27 Jan 2010, 01:07 ص]ـ

يقول الدكتور غازي التوبة:

"الأول: قال تعالى: "وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذاريات،47).

"الحديث القرآني عن سعة السماء ليس المقصود منه طرح نظرية علمية لأنه انتزاع للآية من سياقها وليس هدفًا للسورة بحال من الأحوال، بل المقصود توجيه نظر الإنسان وقت نزول القرآن الكريم والآن وفي المستقبل إلى مشهد بديع يملأ العين والقلب بعشرات الأفكار والمشاعر"

أقول:

لم يقل أحد إن الحديث القرآني عن سعة السماء المقصود منه طرح نظرية علمية.

ونتفق مع الدكتور أن "المقصود توجيه نظر الإنسان ........... بعشرات الأفكار" ومنها التفكر في مدلول هذه اللفظة.

ويقول الدكتور غازي التوبة:

"أشار باحثو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إلى أنّ الآية "وإنّا لموسعون" أشارت إلى نظرية تمدّد الكون واتساعه التي اكتشفها العلم حديثًا، وهذا قول مجانب للصواب، وتحميل للآية ما لا يحتمله سياقها في السورة. فمن الواضح عند النظر إلى الآية في سياق سورة الذاريات أنّ الآية بدأت بمقطع يتحدّث عن بعض مظاهر قدرة الله تعالى في السماء والأرض، وعن حكمة الله في خلق الأزواج فقال تعالى: "وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ. وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ. وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (الذاريات،47 - 49).

وقد جاء هذا المقطع بعد إخبار الله لنا في المقطع السابق من السورة عن إهلاك عدّة أقوام، منها: قوم لوط، وقوم فرعون، وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم نوح، ثم يأتي أمران للعباد بعد آيات إهلاك الأقوام، وآيات السماء والأرض والأزواج، هما: الفرار إلى الله، والتحذير من الإشراك معه شيئًا آخر، قال تعالى: "فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ. وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (الذاريات،50 - 51)، وهذان الأمران مطلوبان لأنّ الله هو ربهم ومليكهم وخالقهم، وهو العظيم القادر على أن يحفظهم ويرعاهم، وأن يمدّهم بكل أسباب النماء والقوّة إلخ ... ، فمن الجليّ أنّ الحديث عن سعة السماء وما فيها من أفلاك ونجوم وكواكب ومجرّات إلخ ... -وهي ظاهرة واضحة للعيان يراها الإنسان بشكل جليّ- يدل على عظمة الله وقدرته وجبروته وحكمته إلخ ... ، ويبني في قلب الإنسان تعظيم الله، وتقدير قدرته، ويدفعه للخضوع لله سبحانه وتعالى. "

وأقول:

لا أحد ينازع أن المراد من الآيات وهدفها هو التدليل على قدرة الله وعظمته ووحدانيته ومن ثم الدعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وهذا لا يتعارض مع القول إن فيها دلالة على توسع الكون وتمدده، فإذا ثبت أن لفظ "لموسعون" يحتمل معنى التوسيع والتمديد فلماذا لا يكون سبقا قرآنياً إذا ما ثبت أن التمدد حقيقة كونية؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير