ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Feb 2010, 09:10 م]ـ
أما عن الضوابط في مدرسة التفسير العلمي ..
فليس لدى هؤلاء المفسرين العلميين ضابطة، إلا موافقة دلالة الآية للفكرة العلمية. ثم إنهم يستخدمون أي شيء إذا كان لصالح تفسيرهم. فيستعينون باللغة والاشتقاق، وحتى بأقوال السلف في التفسير ـ إذا كانت في صالح تفسيرهم.
فتجد ـ مثلا ـ زغلول النجار، في تفسيره لقوله تعالى (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا .. )، يستعين بقول طائفة من أهل اللغة إذ قالوا بأن مفردة (عنكبوت) تؤنث وتذكر، أو تؤنث وقد تذكر .. ويظن أن هذا يساعده في زعمه بأن تأنيث تاء الفعل (اتخذت) هو من أجل أن الآية تقصد الأنثى من العنكبوت .. !! باعتبار أن الكلمة مذكرة ولكنها أنثت من أجل إرادة الأنثى!!
وهكذا إذا كان الدليل اللغوي أو الأثري في صالحهم يذكرونه مقرونا بتوجيههم الخاص، وإذا فلا يذكرونه أبدا.
وحتى الزنداني في تفسيره لمفردة (علق)، يذكر التفسير الأصلي (الدم المتجمد)، ولكنه يتغافل عن المعنى الأصلي لهذا التفسير (المعنى الأصلي هو الدم حين يتجلط ويتخثر)، ويقول إن هذا يشير إلى أن الدم الذي يغذي الجنين في تلك المرحلة هو دم ساكن .. أي يفهم من صفة (متجمد) أنها تعني الراكد الساكن!!
مشكلة هؤلاء أنهم لديهم الفكرة قبل أن يستعرضوا النص. التفسير عندهم ليس محاولة لهم ما يقوله النص، بل هو تقويل النص ما لديهم من فكرة. لا يريدون أن يَفهموا النص، بل يُفهِمون النص ما لديهم. لا يفسّرون النص، بل يجعلونه مجرد قالب للفكرة العلمية.
ومشكلتنا معهم ليست هي نزعتهم العلمية، ليست المشكلة هي أنهم يؤمنون بحائق العلم الحديث، بل هي أنهم يظلمون النصوص ويشوّهونها ويحرفونها تحريفا معنويا، ويقتلعونها من سياقاتها، ويتلاعبون بالتفسير اللغوي ..
مشكلتنا معهم مشكلة علمية أساسا. تفسيرهم ليس علميا أبدا، ليس فيه الشروط العلمية. و مصطلح (التفسير العلمي) لا يشير سوى إلى أن هذا التفسير تُستخدَم فيه فكرة علمية. وهو في الحقيقة فرض لأفكار علمية على القرآن، وهي أجنبية عنه.
وسيكون لي عودة إلى الموضوع.
يا له من إبداع منقطع النظير ..
ويا لها من علمية في الطرح غابت عن كثير من المشاركات ..
أخي الكريم بارك الله فيك ونفع بما كتبت.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 11:52 ص]ـ
الأخوة الكرام:
ينبغي أن نفرق بين وجودالإعجاز العلمي في القرآن والذي هو حق لا مرية فيه , وبين التفسير العلمي , وصنيع مناصريه وطريقتهم في إثبات هذاالإعجاز, وأن ننظر إلى المسائل فرادى فنثبت الصواب وننفي عن كتاب الله الخطأ.
وهذا الموضوع قد دار حوله نقاشات في هذا الملتقى لعل من المناسب الرجوع إليها في فهرس ملتقى الانتصار للقرآن.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Feb 2010, 12:23 م]ـ
أما عن الضوابط في مدرسة التفسير العلمي ..
فليس لدى هؤلاء المفسرين العلميين ضابطة، إلا موافقة دلالة الآية للفكرة العلمية. ثم إنهم يستخدمون أي شيء إذا كان لصالح تفسيرهم. فيستعينون باللغة والاشتقاق، وحتى بأقوال السلف في التفسير ـ إذا كانت في صالح تفسيرهم.
فتجد ـ مثلا ـ زغلول النجار، في تفسيره لقوله تعالى (كمثل العنكبوت اتخذت بيتا .. )، يستعين بقول طائفة من أهل اللغة إذ قالوا بأن مفردة (عنكبوت) تؤنث وتذكر، أو تؤنث وقد تذكر .. ويظن أن هذا يساعده في زعمه بأن تأنيث تاء الفعل (اتخذت) هو من أجل أن الآية تقصد الأنثى من العنكبوت .. !! باعتبار أن الكلمة مذكرة ولكنها أنثت من أجل إرادة الأنثى!!
وهكذا إذا كان الدليل اللغوي أو الأثري في صالحهم يذكرونه مقرونا بتوجيههم الخاص، وإذا فلا يذكرونه أبدا.
وحتى الزنداني في تفسيره لمفردة (علق)، يذكر التفسير الأصلي (الدم المتجمد)، ولكنه يتغافل عن المعنى الأصلي لهذا التفسير (المعنى الأصلي هو الدم حين يتجلط ويتخثر)، ويقول إن هذا يشير إلى أن الدم الذي يغذي الجنين في تلك المرحلة هو دم ساكن .. أي يفهم من صفة (متجمد) أنها تعني الراكد الساكن!!
مشكلة هؤلاء أنهم لديهم الفكرة قبل أن يستعرضوا النص. التفسير عندهم ليس محاولة لهم ما يقوله النص، بل هو تقويل النص ما لديهم من فكرة. لا يريدون أن يَفهموا النص، بل يُفهِمون النص ما لديهم. لا يفسّرون النص، بل يجعلونه مجرد قالب للفكرة العلمية.
ومشكلتنا معهم ليست هي نزعتهم العلمية، ليست المشكلة هي أنهم يؤمنون بحائق العلم الحديث، بل هي أنهم يظلمون النصوص ويشوّهونها ويحرفونها تحريفا معنويا، ويقتلعونها من سياقاتها، ويتلاعبون بالتفسير اللغوي ..
مشكلتنا معهم مشكلة علمية أساسا. تفسيرهم ليس علميا أبدا، ليس فيه الشروط العلمية. و مصطلح (التفسير العلمي) لا يشير سوى إلى أن هذا التفسير تُستخدَم فيه فكرة علمية. وهو في الحقيقة فرض لأفكار علمية على القرآن، وهي أجنبية عنه.
وسيكون لي عودة إلى الموضوع.
كل ما ذكرت يا جمال دعوى يعوزها الدليل
فأنت نفيت أن لدى الباحثين في الإعجاز ضوابط وهذه فرية مجافية للحقيقة حيث إن ضوابط البحث في الإعجاز العلمي متقرره من علماء أفاضل مشهود لهم بالعلم والفضل ولو بحثت عنها لوجدتها.
ثم إنك اتهمت الباحثين في الإعجاز العلمي بسوء النية والقصد حيث قلتَ: ثم إنهم يستخدمون أي شيء إذا كان لصالح تفسيرهم. فيستعينون باللغة والاشتقاق، وحتى بأقوال السلف في التفسير ـ إذا كانت في صالح تفسيرهم.
وهذا أمر لا يليق بمسلم يبحث في كتاب الله وقصده الدعوة إلى دين الله، فمن أين لك هذا الحكم؟ هل اطلعت على سرائر القوم ونياتهم؟.
ثم اتهمتهم بالجهل حيث قلت إنهم يبحثون عن ما يسند الفكرة قبل النظر في النص وأقول من أين لك هذا؟