أمَّا أن يقول (صلاح أبو عرفة): (فالوصف في كتاب الله يعني الكذب فكيف تعبد الله بالصفات؟ فهذا يعني أنَّك تعبده بالكذب)، فلا أدري من أين أتى هذا الرجل بهذا اللازم، وحاول أن يلزم به خلق الله على ضلاله الذي وقع فيه، ولنفترض جدلاً أنَّ الوصف ورد في القرآن بمعنى الكذب، فهل يعني هذا أن يكون الوصف لأحد حينما يوصف بشيء فإنَّ هذا الوصف الذي وُصِفَ به كذب؟!
والعجب أنَّه حينما يسأله سائل عن صفات الله يلزمه بضلاله وجوره، فكم من شخص يسأله عن ذلك فيقول له: قل الصفات والعياذ بالله لأنَّه ذكر باطلاً، وهذا مسجَّل بصوته في الشريط المذكور.
فعلاً صدق الشاعر حينما قال:
وكم من فقيه خابط في ضلاله ... وحجَّته فيها الكتاب المنزَّل
• وأخيرا:
فإني أقول لصلاح أبو عرفة هداه الله وردَّه إلى الحق .... آمين.
إن كنت معظِّماً لله تعالى ومحباً له عزَّ وجل؛ فإني أدعوك أن تراجع منهجك وطريقتك في التعامل مع كتاب الله تعالى، حاول أن تعتزل الناس قليلاً كي تراجع منهجك لتدرك أنَّك تسير في طريق خطير جد خطير، تتنكب فيه للمنهج القرآني الذي تدعو إليه، وتقع في أخطاء عقائدية ومنهجية وفكرية خطيرة، وبعدها فما الفائدة؟!!
ألا ترى أنَّك لا تثير سوى الغرائب والعجائب؟!!
وهل وسع أهل القرآن أن يحدثوا الناس إلا بمثل هذه الأمور ثمَّ يطلبوا من غيرهم أن يقتنعوا بها، وإن لم يقتنعوا يشنعوا عليهم في ذلك؟!!
ألا تذكر حين كنت تقف أمام الناس وتقسم بالله أنَّ أمريكا ستغرق في تاريخ كذا وكذا وتقسم على ذلك في المساجد؟ وحينما أتى موعد الغرق الذي قلت به ولم يحصل، أجَّلت هذا لتاريخ آخر، ومع هذا فلم يحصل هذا ولا ذاك ... وليتك اعتذرت للناس عمَّا حصل منك في ذلك.
لهذا فإني أقول لك يا صلاح ألا يسعك ما وسع منهج سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان؟!!
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لهداه، ويوفقنا وإياك لرضاه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
ونقول ختاماً:
تم الكلام وربنا محمود ... وله المكارم والعلا والجود
ثمَّ الصلاة على النبي وآله ... ما لاح قمري وأورق عود
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به، وحسبنا الله ونعم الوكيل، سائلاً الله تعالى الهداية لجميع المسلمين، وأن يوفقهم لأحسن الأقوال والأفعال، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وكتبه
خباب بن مروان الحمد
[email protected]
حامداً لربه، ومصليِّاً على رسوله
صباح يوم الخميس الموافق
30/ 12/ 1430هـ
17/ 12/2009م
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Dec 2009, 02:34 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي خباب، فقد أجدت فأفدت،
ولي هنا الملاحظات الآتية:
1. سبق أن سألت شيخي عن المدعو صلاح أبو عرفة فلم يزد أن قال:" دعك ".
2. سبق أن استمعت للرجل وهو يتكلم في حلقة من الحلقات التي تنتشر في المسجد الإقصى فتبين لي أن الرجل يتيه برأيه وهو يتقن التلبيس على العوام. وأقصد بالعوام من ليس لهم حظ من العلم الشرعي. سألت عن تخصصه فوجدته كما قال لي شيخي قد تتلمذ على نفسه.
3. ما يأتي به الرجل من بدع ناتج عن ولعه في الإغراب ولفت الانتباه إلى نفسه. ويبدو أنه يبحث عن بعض ما أثير قديماً فيعمد إلى جعله في قالب مزخرف يخلو من مضمون حقيقي، ومن هنا لا يخدع به أهل العلم، بل ويسهل عليهم إدراك الخلل بمجرد الاستماع إليه لدقائق.
4. ويكفي للتعريف بهذا الرجل ومنطقه المتهافت أن تسمع له شريطاً مصوراً أنزله في الإنترنت يُقسم فيه بأغلظ الأيمان أن الأمريكان لن يصلوا إلى أسامة بن لادن والظواهري. أما دليله على هذا فأخذه كما يقول من سورة القصص:"قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ". ويشدد على أنهما رجلان والقرآن يقول:" ونجعل لكما سلطاناً"، فهل بعد ذلك من عجب؟!!
والذي أراه أنه يكفي مثل هذا الشريط وبمثل هذا المنطق ليقتنع كل صاحب عقل بتهافت منطق الرجل وسخافته.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[06 Jan 2010, 12:37 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي خباب، فقد أجدت فأفدت،
ولي هنا الملاحظات الآتية:
¥