تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وآخر المواقف التي أُثِيرت فيها مجددًا قضية "ارتداد" نصر حامد أبو زيد كانت في الكويت، حيث منع من دخوله البلاد، التي كان مدعوًا لإلقاء محاضرة فيها، بعد احتجاجات من عدد كبير من علماء المسلمين بالكويت على دخوله البلاد.

قد كثرت مقابلات الراحل مع وسائل الإعلام التي تتصيد أمثاله لمناوئة الإسلام والمسلمين، وخاصة مع الهجمات على الإسلام ورسوله وكتابه وشعائره في الغرب اليوم، فتجده يتنقل من قناة إلى قناة ينشر الشبهات، ويعين على المنكر، ويستحل الكذب على الله ودينه، ويطأ مواطئاً تغيظ المؤمنين الصادقين.

إنَّ في وفاته لعبرةً لأولي الإلباب، ويظلُّ تساقطُ رموز العلمانية والماركسية وأضرابهم واحداً تلو الآخر مذكراً للمؤمنين الصادقين الثابتين على المنهج الصحيح بضرورة المحافظة على ثوابتهم، وحراستها بالدفاع عنها والانتصار للقرآن الكريم والمنهج الصحيح بكل وسيلة مشروعة.

ويظلُّ تساقطُ فِكرِ هؤلاء المنظِّرين للمُنكرِ الفكريِّ والعلميِّ والعَقَديِّ دليلاً على رُسوخِ هذا الحق، ثُمَّ يأتي تساقطُ أرواحهم بِمثابة مناسبةٍ لتذكير الأجيال المسلمة بهذه النماذج التي باعت الحق واشترت الباطل، وأعرضت عن الحق إعراض العارف له المبغض له ولأهله، وهي مرحلةٌ من مراحلِ الصِّراعِ بين الحق والباطل، (وقُلْ جاءَ الحقُّ وَزَهَقَ الباطلُ إِنَّ الباطلَ كان زَهُوقاً).

وقفات:

1 - ضرورة الانتصار للقرآن والدفاع عنه فإن العاقبة للحق، ولكن بالدليل والعدل لا بالتعدي والجور، وبالأدب والمنطق لا باتابع أساليب الطاعنين في الشتم والسباب.

2 - ضرورة استغلال مثل هذه المناسبات للتذكير بمعالم المنهج الصحيح فإن الأجيال الجديدة ربما لا تعرف الحقيقة، وكثير من الصحفيين اليوم يتحدثون عن د. نصر حامد أبو زيد على أنه من المجددين في الفكر الإسلامي، فلا بد من التوضيح للحقيقة والاحتساب في هذا السبيل فإنه من الانتصار للحق وللحقيقة.

3 - دعوة للباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية إلى الاطلاع على كتبه والكتب التي ناقشت أفكاره وردَّتْ عليها، حتى يكونوا على بينة وعلم بحقيقته.

4 - دعوة لعدد كبير من المعجبين والمروجين لفكر نصر حامد أبو زيد من أبناء المسلمين المنخدعين أن يتوبوا إلى الله ويعودوا إلى رشدهم ويعتبروا بهذا الرجل وأمثاله ممن سبقه في هذا الميدان.

الرياض في 25/ 7/1431هـ

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Jul 2010, 06:04 ص]ـ

لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم أحسن عاقبتنا وتوفنا مسلمين.

(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) الجاثية)

أسأل الله تعالى أن لا يجعلنا ممن يَضلون ولا ممن يُضِلون وجعل ما علّمنا حجة لنا لا حجة علينا.

ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[07 Jul 2010, 07:48 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل، والصلاة والسلام على حامل راية الشفاعة يوم لا يغني خليل عن خليل، وعلى آله وصحبه أجمعين وعلينا معهم في التابعين، ثم أما بعد:

فلقد والله ساءني وسرني ما رأيت في الشريط من خبر أخي عبد الرحمن عن وفاة نصر حامد أبي زيد، أما أنه ساءني فلأن الرجل مات دون أن يحدث توبة، لما تحدثه توبته من نفع شخصي له أولا، ومن إرجاع المنخدعين به وبطروحاته إلى جادة الصواب، فلقد والله وددت من كثرة مناقشاتي لبواطله في كثير من الأبحاث والمواقف والمحاضرات لو أنه يسر الله لمثل هذا العودة عما وقع فيه من الضلال، والبعد عن المنهج القويم في التفسير لكتاب الله، ولقد كان آخر موطن من مواطن إنكاري عليه وأمثاله البحثان المذكوران في التعريف واللذان مثل أحدهما أولى مشاركاتي في هذا المنتدى وأرجو أن ييسر الله لي تنزيل الثاني في أقرب فرصة في هذا المنتدى المبارك.

وأما أنه سرني فلزوال إحدى بوابات الزيغ والضلال، فوالله لقد ناقشت بعض الباحثين المعجبين أو المغترين بفكر مثل هذا الضال في مرحلة الماجستير، فلم أصل معهم إلى كثير أو قليل لما غزا به من مقدمات منطقية عقولهم التي وجدها فكره خلوا من المعارف الأساس في جانب العقيدة والمنهجية الإسلامية في تناول النصوص، ولهذا يحب الحرص على أن يبدأ الطالب المبتدئ بالأساس المتين قبل أن يخوض معمعة البحث والمناقشات الفكرية، لأن هؤلاء وأمثالهم كثير في المبتدئين يتم تزيين البواطل لهم بأشكال منطقية من المقدمات الخاطئة والتي لا توصل معتنقها إلا إلى الزيغ والانحراف، وممن تبهرهم العبارات البراقة، التي يبثها أصحاب الدعوات الهدامة، فالحمد لله الذي جرت سنته بأن يموت ويفنى كل ما سواه سبحانه، فهو الحق لا إله إلا هو.

أما ما كتبه هذا وأمثاله فهو أحد أمرين فإما أن يدخل في عداد ما لا يلتفت إليه من الكلام، فيرمى في مزبلة الأيام، أو أن يقيض الله الرجال لما غرسه من شبهات فينفونها نفي الكير خبث الحديد، وأين سيكون هو وأمثاله مما فعل المصلوب ثم قال قد وضعت فيكم أربعة آلاف، فقيل له قد قيض الله لها الرجال من أمثال أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله، ومن هنا يدخل تحت هو وما كتبه تحت دائرة الزبد الذي جرت سنة الله بزواله: فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

وفي الأخير أدعو كل من سلك مسلك هذا الضال، وكل من اغتر بما زيفوه من بواطل حول كتاب الله وسنة نبيه، التي كان هذا الضال لا يقيم لها بالا ولا يعتبرها وحيا، أن يعتبروا وأن يعلموا أنهم إلى الفناء فليتصلوا اتصالا صحيحا بكتاب الله يكتب لهم به ومن خلاله البقاء بذكر حسن وجهد مشكور، وإلا فلن يضروا الله شيئا، ويأبى الله إلا أن يتم نوره.

جعلنا الله ممن كتب لهم الثبات في الحياة الدنيا والآخرة، وعصمنا بالإيمان به، ووفقنا للاعتصام بكتابه، وسنة نبيه، وجماعة المسلمين، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير