تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

5 - صرح هؤلاء في أكثر من موضع من كتاباتهم التي سطروها وبكل جرأة بأنهم استفادوا وبنوا نظرياتهم في القدح في القرآن والشريعة على رأي المعتزلة في القرآن وأنه مخلوق وليس كلام الله حقيقة،منهم من كان صريحاً وأشاد بالقول بخلق القرآن وبالمعتزلة، ومنهم من كان غير صريح لكنه يشن هجوماً على اعتقاد السلف ولما يأتي مذهب المعتزلة والمذاهب الباطنية المنحرفة يعرضها على أنها من التراث دون استنكار لما تحويه من باطل [3] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn3) . وممن كان صريحاً د. نصر أبو زيد حيث قال:"وإذا كنا هنا نتبنى القول ببشرية النصوص الدينية، فإن هذا الشيء لا يقوم على أساس أيدلوجي يواجه الفكر الديني السائد والمسيطر، بل يقوم على أساس موضوعي يستند إلى حقائق التاريخ وإلى حقائق النصوص ذاتها،وفي مثل هذا الطرح يكون الاستناد إلى الموقف الاعتزالي التراثي وما يطرحه من حدوث النص وخلقه، ليس استناداً تأسيسياً بمعنى أن الموقف الاعتزالي -رغم أهميته التاريخية-يظل موقفاً تراثياً لا يؤسس وحده وعينا العلمي بطبيعة النصوص، الموقف الاعتزالي شاهد تاريخي دال

على بواكير وإرهاصات ذات مغزى تقدمي علمي، والمغزى لا الشاهد التاريخي هو الذي يهمنا لتأسيس الوعي بطبيعة النصوص الدينية"أهـ[4] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn4)، فنصر أبو زيد من خلال هذا النص وغيره من النصوص التي يكررها يؤكد ما يلي:

1 - بشرية النصوص.

2 - يستند في طروحاته هو وغيره من العلمانيين على رأي المعتزلة القائل بخلق القرآن.

3 - أنهم لم يقفوا عند هذه البدعة وإنما استفادوا منها ليمرروا زندقتهم المكشوفة وإلا فرأيهم وحده لا يشفي عليلهم ولا يروي غليلهم.

ونرى أن أركون كان أكثر صراحة في تبني رأي المعتزلة والقدح في السلف الصالح وموقفهم من القرآن الكريم فيقول مبينا السبب بكل وضوح:"من أجل أن نفتح ثغرة في الجدار المسدود للتاريخ ... نعني بكل بساطة أن القرآن بحاجة إلى وساطة بشرية، أن نقول بأن القرآن مخلوق فهذا يعني أنه متجسد في لغة بشرية هي هنا اللغة العربية "أ. هـ[5] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn5)، ويصم أركون قول أهل السنة بالقول المتشدد وهو القول بأن القرآن كلام الله وصفة من صفاته وأنه غير مخلوق فيقول:" " إن الموقف الأصولي المتشدد في الأديان يحيلنا إلى ذلك الخيار الفلسفي المتعلق بمنشأ المعنى من خلال التفاعل بين اللغة والفكر. فالفضاء الواسع والغني الذي فتح من قبل كلام الله الوحى من أجل (مفكر فيه) متجدد باستمرار، كان قد أغلق واختزل إلى ما ندعوه بـ (المستحيل التفكير فيه). وهذا ما حصل بالضبط مع المناقشة التي فتحها مفكرو المعتزلة"أ. هـ[6] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn6) ، فأركون يصرح بأن الذي فتح لهم الطريق ومهد لهم هو رأي المعتزلة في القرآن؛ حتى يقدحوا في القرآن بعد نزع القداسة عنه.

بل يرى أركون إن المسلمين لن يخرجوا من تخلفهم ولن يتقدموا إلا إذا تبنوا آراء المعتزلة. [7] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn7)، بل إن رؤوس المنظرين للحداثة كأدونيس وغيره نراهم يمجدون المعتزلة وخاصة قولهم بخلق القرآن. [8] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn8)

6- أن التيار العلماني استفاد من عقيدة الأشاعرة والمعتزلة في القرآن، أما المعتزلة فقد تقدم ما يكفي أما الأشاعرة الذين يقررون أن المعنى من الله واللفظ من محمد أو جبريل، فقد بنى عليه العلمانيون كثيراً من زندقتهم وطعنهم في الوحي، وهو أمر أخذوه وتابعوا فيه المستشرقين [9] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn9)

المبحث الأول:المآل الأول:-القول بوجوب نقد القرآن وأنه كغيره من النصوص.

إن من يتأمل كتاباتهم ليتعجب كيف ينتسبون للإسلام أو يمكن أن يعدوا مؤمنين بهذه الشريعة وبهذا القرآن، فكتاباتهم واضحة وصريحة في القدح في القرآن وأنه كلام رب العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير