تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقول محمد أركون:"نحن نريد القرآن المتوسل إليه من كل جهة والمقروء والمشروح من قبل الفاعلين الاجتماعيين (المسلمين)،مهما يكن مستواهم الثقافي وكفاءتهم العقائدية،أن يصبح موضوعاً للتساؤلات النقدية المتعلقة بمكانته اللغوية، التاريخية ... ، ونطمع من جراء ذلك إلى إحداث نهضة ثقافية عقلية، وحتى إلى ثورة تصاحب الخطابات النضالية العديدة من أجل أن تفسر منشأها ووظائفها ودلالاتها ومن ثم من أجل السيطرة عليها "أ. هـ[10] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn10)، ويزيد الأمر وضوحاً فيقول:"إن مجموع هذه النصوص يتطلب معاملة مزدوجة:فأولاً ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس، وثانياً: ينبغي القيام بتحليل التبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور (بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتمل على أساطير قديمة متبعثرة) شكلاً ومعنى جديداً"أهـ. [11] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn11)

ويقول د. نصر أبو زيد:"إن النص القرآني وإن كان نصاً مقدساً إلا أنه لا يخرج عن كونه نصاً، فلذلك يجب أن يخضع لقواعد النقد الأدبي كغيره من النصوص الأدبية "أهـ[12] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn12).

وأنت تعجب من هذا التناقض كيف يكون نصاً مقدساً وهو أيضاً مثل غيره من النصوص الأدبية الأخرى.

وهؤلاء كانوا على مستوى من الصراحة والوقاحة في نقد كتاب الله جل وعلا،ولكن بعضهم يصرح بموافقتهم إلا أنه يرى أن الوقت غير مناسب ولكن له وجهة نظر أخرى أن يكون النقد من داخل التراث، وهو يعنى إحياء الانحرافات القديمة للطوائف المنتسبة للإسلام ونسبتها إليهم حتى يخرج من التبعة ويحقق ما يريد من التشكيك والحط من قدر القرآن الكريم ومصادر التشريعة، ومن هؤلاء المفكر المغربي د. محمد عابد الجابري حيث يقول:

"لا الوضعية الثقافية والبنية الفكرية العامة المهنية، ولا درجة النضوج لدى المثقفين أنفسهم يسمح بهذا النوع من الممارسة الفولتيرية للنقد اللاهوتي، ولا السياسة تسمح، وبطبيعة الحال فالإنسان يجب أن يعيش داخل واقعه لا خارجه حتى يستطيع تغييره "،ثم يفصح الجابري عن خطته المغايرة لأركون وأبو زيد فيقول:"هناك من يرى أن من الواجب مهاجمة اللاعقلانية [13] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn13) في عقر دارها وهذا خطأ في رأيي،لأن مهاجمة الفكر اللاعقلاني في مسلماته في فروضه في عقر داره يسفر في غالب الأحيان عن إيقاظ، تنبيه،رد فعل، وبالتالي تعميم الحوار بين العقل واللاعقل، والسيادة في النهاية ستكون خاضعة حتماً للاعقل؛لأن الأرضية أرضيته والميدان ميدانه،والمسألة مسألة تخطيط" [14] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn14)، فالمسألة كيد ومكر وتخطيط لتجاوز المسلمات والأصول التي تبنى عليها عقيدة المسلمين فالهدف واحد والطرق مختلفة والله المستعان.

ثم يستمر مبينا خطة الهجوم على أصول الإسلام الكبرى كالقرآن والسنة فيقترح أن يستفاد من انحرافات الطوائف التي خالفت أهل الإسلام كطوائف المتكلمين والفلاسفة فيقول:"يجب علينا أن ننقد مفاهيمنا الموروثة –يمكن أن نمارس النقد اللاهوتي من خلال القدماء –يعني نستطيع بشكل أو بآخر استغلال الحوار الذي دار في تاريخنا الثقافي ما بين المتكلمين بعضهم مع بعض ونوظف هذا الحوار،لنا حرمات يجب أن نحترمها حتى تتطور الأمور، المسألة مسألة تطور"أهـ[15] ( http://tafsir.net/vb/#_ftn15).، فالمسألة عند الجابري مسألة وقت وتتطور وإلا فإن الحرمات هذه التي يتحدث عنها لا قيمة لها عنده، وإلا لو كانت لها قيمة لما تغيرت الحرمات مع تقدم الوقت ومع التطور كما يزعم.

المبحث الثاني: المآل الثاني:-أن البيئة هي التي أثرت في خطاب القرآن وهذا فيه إشارة إلى أنه ليس بوحي من عند الله:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير