ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:05 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد
إن ما ذكرته من قولك: ((أن الفعل (دخل) كما يتعدى بـ (في)، فكذلك يتعدى بـ (إلى). يقال: دخل في البيت .. ودخل إلى البيت .. والأول هو الأصل، وهو الأكثر في الاستعمال .. والفرق بينهما هو الفرق بين (في) الدالة على الظرفية، و (إلى) الدالة على انتهاء الغاية)) هو قول صحيح لا غبار عليه .. وللسبب الذي ذكرتَ أنت لم يستعمل المتعدي بـ (إلى) في القرآن على حسب علمي .. ولهذا لم أذكره في جوابي السابق.
وأما ما ذكرته ثانياً من قولك إن الأسماء المنصوبة في نحو قولهم: ((دخل البيت، أو المسجد، أو المدينة ... إنما هي منصوبة بإسقاط الجار. أي: بنزع الخافض. وتعرب مفعولاً به توسُّعاً))
فهذا موضع نزاع بين النحاة: فمن قال بالنصب على نزع الخافض فلأنه يرى أن الفعل (دخل) لازم .. ومن قال بالنصب على المفعول به فلأنه يرى أن الفعل (دخل) متعدٍّ .. وما ذكرته من تفصيل في استعمال هذا الفعل هو الأنسب .. والله تعالى أعلم.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 11:41 ص]ـ
كلامك جميل مع احتمال الأمرين
شكرا لك
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[31 Mar 2006, 01:00 ص]ـ
أولاً- الفعل في النحو العربي من حيث التعدي واللزوم ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يكون فيه الفعل لازمًا، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بوساطة حرف الجر .. والقسم الثاني: يكون فيه الفعل متعديًا، وهو الذي يتعدى إلى المفعول بدون وساطة حرف الجر.
ثانيًا- قد يحذف حرف الجر مع بعض الأفعال اللازمة، فينتصب الاسم على المفعول به اتساعًا؛ كقول العرب: ذهبت الشام. ومررت الديار. والأصل فيهما: ذهبت إلى الشام. ومررت على الديار، ومررت بالديار. قال الشاعر:
تمرون الديار ولم تعوجوا ... سلامكم علي إذن حرام
فهذا ممَّا حذف منه حرف الجر اتساعًا، لسر بلاغي من أسرار البيان، فانتصب الاسم بعده على نزع الخافض؛ إذ الأصل فيه اللزوم.
ومنه قوله تعالى:? وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ? (الأعراف: 155). والأصل فيه: واختار موسى من قومه سبعين رجلاً. فكأن قومه كلهم هذا العدد المذكور.
ثالثًا- قد ترد بعض الأفعال المتعدية متعدية بأنفسها تارة، ومتعدية بحرف الجر تارة أخرى؛ كقول العرب: سبَّح اللهَ، وسبَّح لله. وشكر الله، وشكر لله. ونصح القوم، ونصح للقوم. فانتصاب الاسم مع هذه الأفعال على المفعول به؛ لأن الأصل فيها التعدي. وأمثلتها في القرآن كثيرة لمن أراد أن يتتبعها.
رابعًا- الفعل (دخل) يستعمل لازمًا تارة. ومتعديًا تارة أخرى. ومتعديًا ولازمًا تارة ثالثة:
أما كونه لازمًا فلأن مصدره على: فعول، وهو غالب في الأفعال اللازمة؛ ولأن نظيره ونقيضه كذلك: عبرت، وخرجت، وكلاهما لازم. ويتعين كونه لازمًا، إذا كان المدخول فيه مكانًا غير مختص؛ كقوله تعالى:? ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم ? (الأعراف: 38). وقوله تعالى:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السَّّلْمِ كَآفَّةً ? (البقرة: 208).
فإذا كان المدخول فيه مكانًا مختصًّا فإما أن يكون ذلك المكان متسعًا جدًّا، بحيث يكون كالبلد العظيم. أو يكون ضيِّقًا جدًّا، بحيث يكون الدخول فيه ولوجًا وتقحمًا. أو يكون وسطًا بينهما.
فإذا كان الأول، لم يكن من نصبه بدٌّ؛ كقول العرب: دخلت الكوفة، والحجاز، والعراق. ويقبُح أن يقال: دخلت في الكوفة، وفي الحجاز، وفي العراق، مع جوازه. ومنه قوله تعالى:? يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ? (المائدة: 21). وقوله تعالى:? ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? (النحل: 32).
وإن كان الثاني، لم يكن من جره بدٌّ؛ كقولهم: دخلت في البئر.
وإن كان الثالث، جاز فيه النصب، والجر؛ كقولهم: دخلت المسجد، وفي المسجد. ونصبه أبلغ من جره. وانتصابه على المفعول به، لا على نزع الخافض؛ لأن الأصل في الفعل (دخل) المتعدي إلى المكان المختص التعدي بنفسه، خلافًا للفعل (ذهب) في قولهم: ذهبت الشام؛ لأن الأصل في هذا اللزوم. ومنه قوله تعالى:? يَا أيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ? (النمل: 18).
¥