ـ[سعيد محمد]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:26 ص]ـ
آيات ووقفات (الحلقة الواحدة والأربعون)
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57))
بعدما كشف الله سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل البلاء والنقم، أعطاهم سبحانه نعم لم يبذلوا كثير جهد ليحصلوا عليها، فعندما كانوا في التيه ظللهم الله بالغمام وهو كما قال ابن كثير السحاب الأبيض سمي بذلك لأنه يغم السماء ويواريها وذلك ليقيهم من حر الشمس، وعندما سألوا موسى من اين لنا طعاماً في هذه الأرض؟ أنزل الله عليهم من السماء المن وهو شراب يشبه العسل، والسلوى طير كبير يشبه الحمام يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت (قاله وهب بن منبه) ثم قالوا من أين لنا الماء فأمر الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام فضرب بعصاه التي كانت معجزة مختصة به فانفجرت الصخرة باثنتي عشرة عيناً لكل سبط عين.
ثم أتت الآية في أخرها بامتنان الرب سبحانه وتعالى، وواسع فضله، وعفوه، فقال لهم كلوا من طيبات رزق الله، وإن كانت أفعالهم تخالف أوامر الله فإنهم هم الذين سيظلمون أنفسهم فلا يضرون إلا أنفسهم، وفي هذا تنبيه على من تبقى من اليهود أن لا يفعلوا كما فعل آبائهم، وأسلافهم من التمرد على الأنبياء، وعصيان أوامر الله وكما سيتبين لنا في الآيات القادمة إن شاء الله، قال ابن كثير رحمه الله: ومن هاهنا تتبين فضيلة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنتهم مع ما كانوا معه في أسفاره وغزواته منها عام تبوك في ذلك القيظ والحر الشديد والجهد لم يسألوا خرق عادة ولا إيجاد أمر مع أن ذلك كان سهلا على النبي ولكن لما أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم فجاء قدر مبرك الشاة فدعا الله فيه وأمرهم فملئوا كل وعاء معهم وكذا لما احتاجوا إلى الماء سأل الله تعالى فجاءتهم سحابة فأمطرتهم فشربوا وسقوا الإبل وملئوا أسقيتهم ثم نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر. فهذا هو الأكمل في اتباع الشيء مع قدر الله مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الوقفات
1 - إثبات أن الرزق بيد الله سبحانه فما خلق أحداً وأهمله.
2 - معجزة موسى في العصا حيث سخرها له ربه لعل أولئك اليهود يتقوا ربهم ويطيعوه.
3 - إثبات رحمة الله ولطفه بعباده.
ـ[سعيد محمد]ــــــــ[31 Mar 2006, 05:28 ص]ـ
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)
عندما نجى الله موسى وقومه من الطاغية فرعون وجنوده وخرجوا من مصر، وأعطاهم في تلك البقعة المن والسلوى وسقاهم حيث ضرب موسى بعصاه صخرة فانفجرت بالمياه اثني عشرة عيناً لكل سبط، أو فخذ منهم عين يشربون منها.
جاءت تفاصيل قصة الأمر بمقاتلة الكنعانيين (بأرض فلسطين) في سورة المائدة، ولكن ينبغي أن أربط هنا تلك القصة بهذه الآيات كي تتضح الصورة كاملة. أمر الله سبحانه وتعالى قوم موسى أن يباغتوا الكنعانيين الساكنين في أرض فلسطين، ويقاتلوهم لأن الأرض المقدسة هي أرض بني إسرائيل آنذاك التي ارتضاها الله لهم، فلما انتشر بينهم أن الكنعانيين عمالقة وجبارين، جبنوا ولم يجاهدوا في سبيل الله، وارتضوا الحياة الدنيا على الآخرة، وتلك هي النفوس الدنيئة التي لا تؤمن بلقاء الله، ولا تطيع خالقها، فقالوا لنبيهم موسى طالما أن هناك أولئك الجبارين فلن ندخل المدينة، فاذهب قاتل أنت وربك، أعوذ بالله من سوء الخلق، فجاء العقاب الإلهي بتحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين سنة يتيهون في أرض سيناء.
وبعد موت موسى وهارون عليهما السلام جاء يوشع بن نون، وبعد انتهاء التيه فغزا بهم أولئك العمالقة (الكنعانيون) ففتح الله عليه ونصرهم، فأمرهم الله أن يشكروه ويدخلوا سجداً شكراً لله، ويقول حطة أي حط عنا خطايانا يا رب، فقالوا كلاماً غير ذلك وهم يزحفون على استاههم ويقولون حبة في شعيرة، فسلط الله عليهم بجند من جنوده مرض الطاعون أفنى الكثير منهم عقاباً لفسقهم وجحودهم نعمة الله وفي هذه الآية تذكير لليهود اللاحقين كي يتعظوا مما فعله أسلافهم ويتخذوا العبرة.
الوقفات
1 - وجوب الشكر لنعم الله وآلاءه.
2 - تذكير اليهود في عهد النبي بسلفهم كي لا يتشبهوا بهم، ويتبعوا خاتم النبيين عليه السلام.
3 - إثبات عقوبة الله وغضبه سبحانه وتعالى على من عصاه.
4 - زيادة المحسنين في الأجر و الهداية عند امتثالهم لأوامر الله.
¥