ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[31 May 2006, 03:49 م]ـ
الحلقة 47
قال الله تبارك وتعالى (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالاً لما بين يديها وموعظة للمتقين)
جاءت هذه الآية بقصة المعتدين على حدود الله من اليهود الذين أمرهم الله ألا يصطادوا السمك في يوم السبت، وأن يعظموه ويحترموه، فابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم في يوم السبت كثيرة تطفوا على وجه البحر. أما في بقية الأيام فليس لها أثر، فلما اعتدا فريقا منهم حينما حفروا حفراً للحوت في يوم السبت، ويجدوه في يوم الأحد فيأخذوه، وكأنهم بذلك يتحايلون على ربنا تبارك وتعالى، وفي ذلك اعتداء على حدود الله، فبذلك استحقوا عقاب الله فجعلهم الله قردة خاسئين نتيجة لعصيانهم وتحايلهم على أوامر ربهم، فجعلها الله عقوبة ونكالاً لمن حضر تلك الحادثة من الأمم، وبلغه خبرها ممن هو في وقتهم وما خلفها أي من بعدهم، فتقوم على العباد حجة الله، وليرتدعوا عن معاصيه ولكن ذلك كله لا ينتفع به ولا يعرف أهميته إلا المتقين.
الوقفات:
1 - إثبات اعتداء بعض اليهود على حدود الله.
2 - مسخ بعض اليهود إلى قردة بسبب عصيانهم لأوامر الله.
3 - إثبات أن الموعظة تفيد المتقين وتذكرهم بالله تبارك وتعالى.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[03 Jun 2006, 03:18 م]ـ
الحلقة 49
قال الله تبارك وتعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون، أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)
هنا إشارة إلى أن بعض اليهود المتمردين على أوامر الله عز وجل، حيث أنهم حرفوا كلام الله عز وجل من بعد ما عقلوه وعلموه، وهذا دليل على فساد قلوبهم، وجرأتهم على معصية ربهم سبحانه وتعالى، وبذلك يتبين أن هؤلاء لا مطمع من وراء إيمانهم، ولا خير فيهم فلا سبيل إلى إيمانهم، وذلك تقرير من الله عز وجل بعدم قبول قلوبهم لذلك الأمر، وهو يعلم أسرار قلوبهم سبحانه وتعالى. وكانوا إذا التقوا بالمؤمنين فيصادقونهم على ما أتى به القرآن ومشابهته بالتوراة، فيصبح ذلك حجة عليهم بأن دين الإسلام هو الناسخ لجميع الأديان السابقة، لذلك أخذ كبارهم يوبخونهم ويقولون كيف تبرهنون على أنفسكم تناقضكم، وتصديقكم لدين محمد وتجعلون ذلك حجة عليكم. فيرد الله عليهم أغفلوا عن السميع العليم تبارك وتعالى الذي يعلم سرهم وعلنهم، ويعلم مؤتمراتهم السرية التي تنعقد ضد الدعوة النبوية. والتخطيط على حصار الدين وأهله ومحاربته بما يستطيعونه من التضليل والتحريض ضد الدعوة المحمدية. ثم ذكر الله تبارك وتعالى أن من اليهود أناس أميون عوام مقلدون لهم فلا بصيرة عندهم وهؤلاء أيضاً لا مطمع للمؤمنين في إيمانهم.
الوقفات
1 - إثبات تحريف التوراة.
2 - إثبات معرفة الله بأسرار القلوب.
3 - ذم الله سبحانه وتعالى لنفوس المعرضين عن أوامر الله المحرفين لكلامه.
ـ[سعيد محمد الشهري]ــــــــ[04 Jun 2006, 06:01 م]ـ
الحلقة 50
قال الله تبارك وتعالى (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)
بعدما أخبر الله عز وجل عن أفعال اليهود السيئة حيث حرفوا كتاب الله وافسدوا على الناس عقائدهم وذلك من أجل الدنيا وزينتها، وبعدما جاءهم من الله الوعيد الشديد بالعقوبة، يذكر الله الخلف من اليهود بان أولئك السلف كانوا مثالاً للأفعال السيئة مع الله ومع أنبيائه، ثم جاء السياق يذكر كيف كانت جرأتهم على الله تبارك وتعالى واخبروا قومهم بأنهم لن تمسهم النار إلا أياماً قلائل ممكن تعدادها وكأنهم يعلمون بنية ربهم، أو كأنهم أخذوا على الرب تبارك وتعالى عهداً بذلك، فلو فعلوا ذلك فلن يخلف الله العهد إن كان عقده، أم أنهم يقولون على الله مالا يعلمون، ثم ذكر الله تبارك وتعالى من هم الذي غلبتهم السيئات ورجحت بالميزان على الحسنات، والمؤمنين الذين رجحت حسناتهم على سيئاتهم فهم أصحاب الجنة خالدين فيها. وهنا تنويه أن صاحب المعصية من المسلمين إذا مات فهو إلى مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ولا يكفر المسلم بالسيئات لأن الله عز وجل يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ولكنه على خطر إذا لم يتب، والإيمان يكون بالله وملائكته وكتبه ورسله و واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والصالحات من الأعمال يشترط فيها الإخلاص لله ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الوقفات:
1 - ذكر جرأه اليهود على الله والقول عليه بغير علم.
2 - السيئة سبب لدخول النار.
3 - الإيمان والأعمال الصالحة بعد رحمة الله سبب لدخول الجنة.
¥