تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- فهذا ما وجدت منه في نفسي شئ.

ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[03 Apr 2006, 02:49 م]ـ

د. أبو بكر! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد.

أولاً- فأنت تقول: إنك كنت تفهم المعنى العام للآية .. وأنك لما تأملت القول الكريم، ودققت النظر فيه: استوقفك لفظ: " غالب على أمره "، إذ معناه الحرفي والتفصيلي: أن (الله غالب على أمر نفسه (،

ولما رجعت إلى كتب التفسير، وجدت أن هذا المعنى هو أحد القولين فيها، وأن الضمير عائد إلى الله تعالى، أو إلى يوسف عليه السلام، فأشكل عليك القول بجواز عوده إلى الله تعالى، وأنه غالب على أمر نفسه ..

ثم قلت: وقد استراحت نفسك لاقتصار الإمام الطبري رحمه الله على القول بعود الضمير إلى يوسف عليه السلام. ثم انتهيت إلى القول: فأحسب أن هذا هو الأرجح، والأليق بذات الله عزَ و جلَ.والله تعالى أعلم بمراده.

ثانيًا- أنت لم تسأل: أي التفسيرين هو الأرجح، ولم تسأل عن توجيه التفسير الأول؛ لأنك استحسنت تفسير الطبري على أنه الأرجح، والأليق بذات الله جل وعلا. وبهذا زال ما كان مشكلاً عندك.

ثالثًا- ثم تقول: لا نزاع في المعنى العام لتلك الآية، وعليه فأمر الله غالب في كل حال وعلى كل مخلوق، لا ريب في هذا بحال، ومفهوم الآية عام، ولا يحتاج إلى استدلال.

تقول هذا مع أن النزاع حاصل بينهم في هذا المعنى العام للآية؛ لأن عود الضمير على الله جل وعلا أمر مشكل عندهم؛ ولهذا تأولوا الآية بقولهم: (على أمر نفسه) .. وهذا ما أشكل عليك. والغرض منه عندهم واضح، وهو تنزيه لفظ الجلالة بتقدير لفظ النفس بين المضاف والمضاف إليه .. فبدلاً من أن يقولوا: (على أمره). أي: (على أمر الله)، قالوا: (على أمر نفسه). وهو تكلف لا داعي له، سببه بعدهم عن التوجيه الصحيح لمعنى الآية الكريمة.

وللتخلص من هذا التكلف، الذي لا مبرر له، هرب منه بعضهم إلى القول بعود هذا الضمير على يوسف عليه السلام، فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار.

ومعنى الآية باختصار: (الله غالب كل مخلوق على أمره). والغالب هو القاهر. ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ? (الأنعام:18). والقهر يتطلب الخضوع .. والكل مقهور خاضع لحكم الله جل وعلا، و ولسلطانه، مستسلم لقضائه، طوعًا، أو كرهًا، ? وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ?، ? وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً ?؛ لأن له سبحانه:? الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ?،? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ?. سبحانه وتعالى!!!

ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Apr 2006, 09:47 م]ـ

لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق!

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Apr 2006, 09:58 م]ـ

الأخ الكريم الدكتور أبو بكر

قولك أخي (و كنت أفهم المعنى الإجمالي العام لقوله عزَ و جلَ: {و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون}: أنه تعالى ذكره لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، و إذ1 أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.

سبحانه جلَ شأنه.)

هو توجه عام لدى معظم علماء المسلمين---ويسمّى مذهب التفويض---وهو مذهب يهتم بآيراد المعنى الإجمالي للآية دون المعنى التفصيلي لجزئيّاتها وذلك في التعامل مع المتشابهات من الآيات

بوركت على دقة فهمك

ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[03 Apr 2006, 11:06 م]ـ

لو تلطفت في القول قليلا لكان أوفق و أليق!

أشكرك عل هذه النصيحة الغالية يا دكتور، ففيها من اللطف ما لا يخفى على أحد، وأضم صوتي إلى صوت الأستاذ جمال، فأبارك لك على دقة فهمك للآية الكريمة!!!

ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[04 Apr 2006, 06:52 ص]ـ

قال الله تعالى:? وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?) الكهف21).

في هذه الآية الكريمة يخبر الله عز وجل أن القوم الذين أعثرهم على أصحاب الكهف تنازعوا فيهم، وأنهم انقسموا في ذلك النزاع إلى قسمين: أحدهما مغلوب على أمره، وهم القائلون:? ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ?، والآخر غالب على أمره، وهم القائلون:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ? .. والظاهر من ذلك أن غرض القسمين هو تعظيم أصحاب الكهف، وإجلالهم ..

وليس في قول القسم الثاني ما يشعر بأنهم كانوا مسلمين، وأن القسم الأول كانوا كافرين؛ لأن المراد بالمسجد- هنا- ليس ما يطلق عليه اليوم من مصلى المسلمين؛ وإنما المراد به معبد المؤمنين من تلك الأمة، وقد كانوا من النصارى الموحدين.

ولعل الأولين الذين طلبوا بناء البنيان عليهم، لم يتحققوا من حالهم، وأنهم ناموا تلك المدة، ثم بعثوا؛ فلهذا طلبوا هذا الطلب، وأحالوا أمرهم إلى ربهم سبحانه .. وهذا ما رفضه الآخرون، الذين كان لهم الغلبة في هذا الأمر، وقالوا:? لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ?.

وقرأ الحسن وعيسى الثقفي:? غُلِبُوْا عَلَى أَمْرِهِمْ ?، بضم الغين وكسر اللام، على أن الفعل مبني للمفعول. أي: غلبوا على أمرهم من قبل القسم الأول .. وكأنهم قالوا: إن لم يكن بدٌّ من البناء، فليكن ذلك البناء مسجدًا .. والله تعالى أعلم بمراده.

وفي كلا القراءتين توكيد للمعنى، الذي فسرت به قول الله تعالى:? وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ ? من آية يوسف عليه السلام ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير