تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

4 - قد تحمل هذه الاحاديث على أناس معينين قصدوا مضاهاة خلق الله, رغم اننا لا نجد لهذا الكلام ما يسنده في السير والتاريخ والصحاح. على أي حال, يجب الا يغيب عن البال ان قضية الخلق هي قضية تختص بالربوبية, بل هي من اخص خصوصيات الربوبية, وقضايا الربوبية لا يمكن لأي انسان ان يطالها من قريب او من بعيد, والتحدي الالهي ما زال قائما لأي كائن ان يخلق. غير ان هذه الاحاديث توحي بأن المصورين قد قاربوا قضية الخلق مقاربة خطيرة، أي انهم قاربوا دائرة الربوبية!!!

5 - جاء على هامش صحيح مسلم ج6 ص159:"قوله عليه السلام يا عائشة أشد الناس الخ قال في المبارق قال النووي: هذا محمول على من فعل الصورة لتعبد او على من قصد به مضاهاة خلق الله واعتقد ذلك فهو كافر يزيد عذابه بزيادة قبح كفره والا فمن لم يقصد ذلك فهو صاحب كبيرة فكيف يكون اشد الناس عذابا الى هنا كلامه." ولا يخفى ان كلام النووي هنا محمول على التعجّب .. (فكيف يكون اشد الناس عذابا) ..

6 - قال تعالى (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء) وجاء في الحديث: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذهَبَ يَخْلُقُ خَلْقاً كَخَلْقِي" ... ان الآية من جهتها تنفي ان يستطيع احد من البشر ان يخلق كخلق الله, اما الحديث فانه يتوعد من يخلق كخلق الله!!!!!!

7 - جاء في الاحاديث:. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «إِنَّ أَصْحَابَ ه?ذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ. وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْمَلاَئِكَةُ». وهذا التحذير الشديد يتوجّه فيه الرسول الى ما كان مصوّرا على البسط غير ان ابن عباس وغيره من التابعين كالقاسم بن محمد والفقهاء لا يرون بأسا بما كان مصورا على بسط ويقصرون التحذير على التماثيل. فماذا فعلوا بهذه الاحاديث يا ترى؟ نسأل ذلك لأنهم كانوا من رواة الاحاديث التي توعّدت بالعذاب للمصوّرين ..

أغلب الظن, ان الاحاديث التي ربطت عملية التصوير بالخلق وبنفخ الروح لم تنقل نقلا دقيقا, وان هناك خلطا جرى من قبل الرواة على مستوى ارجاع تكليف النفخ والخلق للأصنام نفسها.

وكمدخل لهذه الرؤية, نستعرض الحديث التالي:

حدثنا أبو داود قال حدثنا بن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران قال حدثني عمير مولى بن عباس عن أسامة بن زيد قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة ورأى صورا قال فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها ويقول قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون (مسند الطيالسي 1/ 87)

والارجح في هذا الحديث, والله اعلم, ان فعل الخلق يرجع الى الاشياء المصورة لا المصورين، فيكون معنى الحديث: قاتل الله قوما يصورون أشياءا, وهذه الاشياء ليس في مقدورها ان تخلق, فتبارك الله احسن الخالقين ..

وقد استدل البعض بالاحاديث التالي على ان التمثال اذا قطع رأسه جاز:

- أخبرنا هناد بن السري عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة قال ثم استأذن جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادخل فقال كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تماثيل خيلا ورجالا فإما أن تقطع رؤوسها أو تجعل بساطا يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير (السنن الكبرى 5/ 504)

- حدّثنا عبد الله، حدَّثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة «أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف صوته فقال: ادخل فقال: إن في البيت ستراً في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطاً أو وسائد فاوطؤه، فإنا لا ندخل بيتاً فيه تماثيل». (مسند احمد)

- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «اسْتَأْذَنَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ادْخُلْ فَقَالَ: كَيْفَ أَدْخُلُ وَفِي بَيْتِكَ سِتْرٌ فِيهِ تَصَاوِيرُ؟ فَإمَّا أَنْ تُقْطَعَ رُووسُهَا أَوْ تُجْعَلَ بِسَاطا يُوطَأُ فَإنَّا مَعْشَرَ الْمَلاَئِكَةِ لاَ نَدْخُلُ بَيْتا فِيهِ تَصَاوِيرُ». (سنن النسائي)

وهناك عدة ملاحظات على هذه الاحاديث:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير