تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Dec 2009, 06:40 م]ـ

الأخوة الكرام،

في ظني: يكمن سبب الخوض بعيداً عن ظاهر النصوص القرآنية في المسألة المطروحة في الآتي:

1. عدم التفريق بين معنى لفظة (أب) ولفظة (والد). فالوالد هو الأب المباشر (الأقرب). أما الأب فيمكن أن يكون الوالد ويمكن أن يكون الجد وإن علا، ويمكن أن يكون العم. يقول سبحانه في سورة يوسف:"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ .. " ومعلوم أن يعقوب هو الوالد، وإسحاق هو الجد وإبراهيم هو جد الوالد، سلام الله عليهم جميعاً. وورد في آية أخرى أن إسماعيل عليه السلام هو أب أيضاً على الرغم من كونه عم الوالد:"أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ".

2. ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري وذكر في المداخلات:" ... فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الْأَبْعَدِ؟ " لأن الأب الأقرب هو الوالد وكان مؤمناً بدليل ما ورد في دعاء إبراهيم عليه السلام في شيخوخته:" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".

وعليه فآزر يمكن أن يكون الجد أو العم. أما الولد فكان مؤمناً. وكان تبرّؤ إبراهيم من آزر بعد أن تبين له أنه عدو لله، وليس بعد أن تبين له كفره بموته. وهناك فرق بين الكافر العدو والكافر غير العدو، فالكافر العدو نقابله بالعداوة والبغضاء والكافر غير العدو يمكن أن نعامله بالبر.

كلام جميل يا بيراوي

ولكنه يحتاج إلى مزيد بحث.

ويمكن أن يكون سؤالي الآتي هو المفتاح:

هل استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه المذكور في سورة التوبة هو قوله في سورة إبراهيم:

" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"

ثم حسب تقسيمك للكافر إلى كافر عدو وكافر غير عدو هل يجوز الاستغفار للكافر غير العدو؟

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Dec 2009, 12:43 ص]ـ

الأخ الكريم حجازي حفظه الله،

1. وعد إبراهيم عليه السلام أباه أن يستغفر له:"لأستغفرنّ لك ... "، وهو عليه السلام أجدر من يفي بوعده:"وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه". ولكنه بعد أن تبين له أنه عدو لله تبرأ منه وهاجر إلى الأرض المباركة فوهب الله له إسماعيل وإسحاق. ولما كبر إسماعيل عليه السلام ساعد والده في بناء الكعبة وكان دعاء إبراهيم لوالده ووالدته:" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ".

2. يقول سبحانه:"مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" ولا يتبين لنا أن الشخص من أصحاب النار حتى يموت على الكفر. ومن هنا لا يجوز الاستغفار للكافر الميت.

وهنا أسأل: إذا كان الاستغفار للكافر الميت يحرم شرعاً، فهل يجوز الترحم عليه؟ على اعتبار أنّ الاستغفار هو طلب المغفرة، وبالتالي دخول الجنة. والترحم هو طلب الرحمة، ومن الرحمة تخفيف العذاب.

ـ[ابن مسعود]ــــــــ[10 Dec 2009, 03:36 م]ـ

هذه المسألة تعرض لها الحافظ ابن حجر بالتفصيل في فتح الباري في كتاب التفسير عند تفسير قوله تعالى (ولا تخزني يوم يبعثون) وهو كلام نفيس ولولا طول المقام لذكرته فراجعوه إن شئتم!

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Dec 2009, 11:33 م]ـ

الأخ الكريم حجازي حفظه الله،

حتى تكتمل الصورة نُذكِّر بالآية الكريمة من سورة الشعراء:" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ"، هذه هي الآية التي تشير إلى استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه الأبعد. أما تلك فتشير إلى استغفاره لوالده (الأب الأقرب).

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Dec 2009, 12:52 ص]ـ

الأخ الكريم حجازي حفظه الله،

حتى تكتمل الصورة نُذكِّر بالآية الكريمة من سورة الشعراء:" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ"، هذه هي الآية التي تشير إلى استغفار إبراهيم عليه السلام لأبيه الأبعد. أما تلك فتشير إلى استغفاره لوالده (الأب الأقرب).

أخي الفاضل حفظك الله ورعاك

لا أرى في الآيتين أي قرينة تدل على ما تقول.

أخانا الكريم:

ظاهر القرآن يدل على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تبينت له عدواة أبيه في الدنيا لأنه كان من المشركين وقد حصلت البراءة في الدنيا وآية التوبة جاءت لترد على أنه لا يجوز الاحتجاج باستغفار إبراهيم لأبيه ونحن لا نعرف استغفارا لإبراهيم لأبيه إلا ماورد في القرآن في سورة إبراهيم وفي سورة الشعراء.

فلا يصح أن يحمل استغفار إبراهيم لأبيه بما ورد في البخاري ولا أن البراءة من أبيه ستكون يوم القيامة.

والذي يحتاج منا الوقوف عنده هو آية سورة إبراهيم حيث إن إبراهيم عليه السلام استغفر لوالديه ونحن نعلم أنه لم يؤمن له إلا لوط عليه السلام، ولم يأت ذكر لأم إبراهيم عليه السلام فهل يمكن أنها ماتت مؤمنة؟

ثم لو كان دخول والد إبراهيم عليه السلام يعد خزيا للحق هذا الخزي كل من دخل له قريب النار وهو من أهل الجنة.

فهذا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال عن ابيه إنه في النار كما هو في الحديث الصحيح.

وهاهو قد نهي عن الاستغفار لأمه.

وهاهو قد اخبر أن عمه أبا طالب في النار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير