القضية الثامنة: أنشأ الدكتور مساعد مقالا في التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير، وأنه على أربعة أوجه ... (ص 121) فقال:
الوجه الأول: يشمل ألفاظ القرآن وأساليبه في الخطاب، وذلك لأنه نزل بلغتهم وعلى طرائقهم في الكلام (ص122).
الوجه الثاني: ما لا يعذر أحد بجهله ويشمل الفرائض والنهي عن المحارم, أصول الأخلاق والعقائد (ص125).
الوجه الثالث: ما تعلمه العلماء، ومما يشمله هذا القسم، ما تشابه منه على عامة الناس سواء أكان في الأحكام أم في المعاني. (ص126)
الوجه الرابع: ما لا يعلمه إلا الله ومن ادعى علمه فقد كذب (ص126).
المناقشة: إن ما روي عن ابن عباس-رضي الله عنه-يحتاج إلى نقاش من جهتين: سنداً ومتناً.
وقد كفانا أستاذنا الدكتور فضل عباس ذلك في كتاب (التفسير أساسياته واتجاهاته) ص (113 - 115).
بين أستاذنا أن الأثر مروي من طريقين، وكلاهما ضعيف ص (113 - 114).هذا من جهة السند
أما من جهة المتن فيقول "لكن الأثر ينبغي أن يرد من حيث المتن كذلك؛ لأكثر من سبب ,أكتفي هنا بسب واحد, وهو أن ابن عباس –رضي الله عنهما- لا يفسر المتشابه بما استأثر الله بعلمه , بل الروايات الثابتة عنه أن المتشابه مما يعلمه الراسخون في العلم.
وعلى هذا فإن هذه الرواية تتناقض تناقضا تاما بما اشتهر عن ابن عباس, لأنه جعل من التفسير ما استأثر الله بعلمه".ص (115).
ثم إن فيما ذكر الأستاذ مساعد تداخلا إذ ما الفرق بين الوجه الثالث والوجه الرابع إذ كلاهما من المتشابه سواء تشابه على العامة أم على العلماء. ثم إن ما ذكره من الأمثلة تحت الوجه الرابع ليست محلا للنزاع بين العلماء لأن ماهية الدابة مثلا مما لم نكلف البحث فيه في حين أن لفظ الدابة مفهوم غير مشكل. و
للمزيد انظر مشكوراً كتاب أستاذنا فضل عباس إتقان البرهان , مبحث المحكم والتشابه.
القضية التاسعة: يرى في نقده لمصطلح" تفسير القرآن بالقرآن" أن هذا المصطلح إذا لم يتحقق فيه معنى البيان عن شيء في الآية بآية أخرى، فإنه ليس تعبيرا مطابقا لهذا المصطلح بل هو من التوسع الذي يكون في تطبيقات المصطلح .. ص (130).
ثم قال: ويمكن القول إنه ليس هناك ضابط يضبط المصطلح المتوسع بحيث يمكن أن يقال: هذا يدخل في تفسير القرآن بالقرآن، وهذا لا يدخل فيه ولذا يمكن اعتبار كتب (متشابه القرآن) وكتب (الوجوه والنظائر) من كتب تفسير القرآن بالقرآن بسبب التوسع في المصطلح ... ص (130 - 131).
ورأى أن هذا المصطلح ينقسم إلى قسمين:
ما يعتمد على البيان أي وقوع البيان عن آية بآية أخرى وهذا يعد تعبيراً مطابقا للمصطلح.
ما لم يكن فيه بيان عن آية بآية أخرى، وهذا مصطلح مفتوح .. ص (132) بتصرف ويسير.
وجعل من الأمثلة المطابقة للمصطلح تخصيص العام وتبيين المجل وتقييد المطلق، وتفسير لفظة غريبة بلفظة أشهر منها, تفسير معنى آية بآية أخرى ص (132 - 134).
ويرى أن تفسير القرآن بالقرآن هو من باب التفسير بالرأي وذلك لأن طريق الوصول إليه هو الرأي والاستنباط ص (136) بتصرف.
وأما عن حجيته فيقول لا يمكن القول بحجية تفسير القرآن بالقرآن مطلقاً بحيث يجب قبوله ممن هو دون النبي –صلى الله عليه وسلم-بل هو مقيد بأن يكون ضمن الأنواع التي يجب الأخذ بها في التفسير ص (137).
المناقشة: إن إدخال الوجوه والنظائر وكتب المتشابه في دائرة تفسير القرآن بالقرآن على التوسع في المصطلح غير دقيق.
وذلك لا ينبغي أن يتجاوز تفسير القرآن بالقرآن تخصيص العام وتقييد المطلق والإيجاز والبسط وذلك لأن إدخال الوجوه والنظائر وكتب التشابه يؤدي إلى أمرين خطيرين:
1 - إغفال السياق الذي وردت فيه تلك الكلمة القرآنية, واختيرت في مكانها ومثل هذا الإغفال مدعاة للخلط والخبط في التفسير.
2 - إنه يفضي للقول بتكرار معاني القرآن الكريم, ولا شك أن هذا غير مقبول. التفسيرأساسياته واتجاهاته د. فضل حسن عباس ص (187 - 188).
قول الدكتور مساعد: إن تفسير القرآن بالقرآن هو من باب التفسير بالرأي لا يقبل على الإطلاق: لأنه يمكن أن يقع من النبي عليه السلام , فكيف يكون رأيا هذا أولا , ثانيا: إن هذا الأمرلم يقل به أحد- فما أعلم- قبل الدكتور مساعد.
¥