ـ[علال بوربيق]ــــــــ[27 Apr 2006, 11:10 م]ـ
لقد أصبتِ كبد الحقيقة في استنباط هذا المقصد، فالشاطبي مدرسة مغربية عريقة، تطلب الحقيقة من معينها الصافي، قبل أن تكدرها المكدرات، وقد قالوا قديما "إئت بأصلك إن الفرع متهم ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم قِ ألسنتنا الزلل، ورطبها بذكرك.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ". متفق عليه
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 09:49 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
- يقول الإمام الشاطبي:" والدليل على ذلك استقراء الشريعة فإنا رأينا الشارع يعرض عما لا يفيد عملا مكلفا به ففى القرآن الكريم: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَ?لْحَجِّ " البقرة [189]، فوقع الجواب بما يتعلق به العمل إعراضا عما قصده السائل من السؤال عن الهلال لم يبدو فى أول الشهر دقيقا كالخيط، ثم يمتلىء حتى يصير بدرا، ثم يعود إلى حالته الأولى؟ " ثم بين رحمه الله المناسبة التي بينها وبين الجملة التي بعدها فقال: " ثم قال: " وَلَيْسَ ?لْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ?لْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا "، بناء على تأويل من تأول أن الآية كلها نزلت فى هذا المعنى فكان من جملة الجواب أن هذا السؤال - فى التمثيل- إتيان للبيوت من ظهورها والبر إنما هو: التقوى، لا العلم بهذه الأمور التى لا تفيد نفعا فى التكليف ولا تجر إليه، وقال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ ?لسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَى? رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ، إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا " النازعات [42] أى إن السؤالَ عن هذا، سؤالٌ عما لا يعنى إذ يكفى من علمها أنه لا بد منها ولذلك لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة. قال للسائل: ما أعددت لها؟ " الموافقات ص:28
ومثله أيضا؛ قوله تعالى: " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَ?لأَقْرَبِينَ وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينَ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ?للَّهَ بِهِ عَلِيمٌ "
البقرة [215]
وهذا جاري في كلام العرب الأوائل، فقد قال شاعرهم:
[
أتت تشتكي مني مزاولة القرى =وقد رأت الأضياف ينحون منزلي
فقلت لها لما سمعت كلامها =هم الضيف جدى في قراهم وعجلي
وهذا من العادات القرآنية التي تنفع المفتي، فإن المفتي موقع عن الله، وقائم مقام رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجوز له أن يعدل عما يستفتى فيه إذا كان السؤال لا يفيد عملا مكلفا به.
وفي هذه العادة القرآنية لفتة أخرى، وهي أن الصحابة رضوان الله عليهم في بداية أمرهم لم تكن لهم ملكة قوية في السؤال عن أمور دينهم، ولذلك عاتبهم الله بقوله: " ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ?لْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ .. " المائدة [101] فلما استوى أمرهم على هذا الدين صاروا يسألون عما ينفعهم.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآنـ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا =وتطوي كما قد طوينا السنينا
ـ[ريحانة]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الحديث عن "عادات القرآن"بهذا المصطلح قد يشوش علينا ويوهم، لذا حينما بحثت عنه وجدت أنّ هذا الموضوع أثير باسم " الوجوه و النظائر القرآنية"، وأرى أنه بهذا المصطلح نستطيع أن نؤصل لهذا البحث، و نجلي عنه اللبس. فإطلاق لفظ العادات – وإن كان من قبيل المجاز – فقد ذكره الإمام الطاهر بن عاشور بهذا المعنى في سياق كلامه، و هناك مقالة علمية فريدة في مجلة الموافقات الجزائرية العدد الثاني بعنوان " نحو موسوعة إسلامية في الوجوه و النظائر القرآنية " د/ محمد على الحسن (جامعة دبي سابقا) و يرى صاحب المقال في المبحث الثاني حينما ذكر التسلسل التاريخي للمؤلفات في هذا المجال
1 - مقاتل بن سليمان البلخي *150ه*، عدد الألفاظ الواردة فيه-186 - ب-773 - وجه / حققه عبد الله محمود شحاتة
2 - هارون بن موسى المصرى *170ه*، يقال له هارون الأعور، كان يهوديا و أسلم وحسن إسلامه
3 - المبرد *276ه*، في كتابه "ما اتفق لفظه و اختلف معناه من القرآن المجيد " و جاء في كتابه – مادام الشيخ قد ذكر "أدراك " في مقالته- و ما جاء في القرآن من "وما يدريك" فغير مذكور جوابه، وما جاء "وما أدراك" فمذكور جوابه
4 - أحمد بن فارس الرازى *395ه*،في كتابه الإفراد
5 - أبو عبد الله الدامغانى، في كتابه الوجوه و النظائرفي القرآن الكريم"
6 - إبن الجوزى *597*في " نزهة الأعين و النواضر في علم الوجوه و النظائر"
بعد هذا المختصر أقول أنّ طرح الشيخ متميز، لأنه يراعي السياق في معرفة عادات القرآن في ذلك اللفظ، و لعل لهذا الموضوع صلة وثيقة بعلم المناسبة، فالألفاظ المشتركة تعمل في القرآن كل مرة بمعنى يخدم السياق، و السباق، و اللحاق، و موضوع السورة و موضعها، عسى،أن تتحفنا صاحبة المناسبة، التى سألت عن الإمام البقاعي، عن علاقة هذا العلم بحديثنا هنا.
شيخنا الفاضل، ما استدركت ولا عقبت فلست من أهل هذا الفن، ولا من الذين يتطاولون على الشيوخ، ولكن محبة في رياض الجنة التي طلب منا أن نرتع عندها، ولو من وراء الشاشة، والله من وراء القصد، أرجو أن تدعو لي بالرشاد
في التوقيع اسمي الشخصي نزولا عند طلب شيخنا الشهري.
¥