ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:49 م]ـ
أختاه جزاك ربي أفضل الجزاء، وأوفره على ما تفضلت به. مسألة المصطلح أظنك أصولية ولا يخفى عليك ما ذكره الغزالي في مقدمة " مستصفاه " وغيره من أهل الأصول من أنه لامشاحة في الإصطلاح بعد فهم المعاني، إلاإذا كنت لاتقولين بتوسع العرب في كلامها ولا أخالك كذلك؛ لأنك ذكرت المجاز ولم تعقبي عليه. " العادات " ليست محصورة في اللفظ، بل في كل الوجوه العربية. وأذكرهنا حقيقة يغفل الكثيرعنها من دارسي الأصول. ذكرها الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة، ثم أغفلها أهل الأصول، وذهبوا بها مذهبا لم يرده الشافعي، وتفطن لها الشاطبي، وإن أسعفتني الظروف، فسأتناولها في وقت لاحق. موضوع علم المناسبة يتقاطع مع هذا الموضوع ففي رأيي أن بينهما عموم وخصوص من وجه، ولذا فصاحبة المناسبات سيكون لها حضور في هذا الموضوع لنستفيد منها أولا ولتستفيد منا ثانيا، أما بالنسبة للموضوع فهو بحق جديد وممتع، والمشاركة فيه هي المدراسة الحقيقية للقرآن. المشيخة أختاه أحس أنها جبة أكبرمني فأنا لازلت أحبذ كلمة " طالب العلم ".
أرجوأن تنظري ما ذكره د.عبد الله درازفي تعليقه على الموافقات حول كلمة " يشوش "
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما - آمين-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزولا عند رغبة شيخنا الشهري:
علال بوربيق - إمام أستاذ -
السنة الثانية ماجستيربقسم الكتاب والسنة
وأرجو من شيخنا، أن يقوم بتعديل ما أضفته ليظهر في كل المشاركات، فإنني ما اهتديت لما ذكره في طريقة التعديل، و له منا جزيل الشكر
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[29 Apr 2006, 09:25 م]ـ
ومن عادات القرآن أن ترد كلمة " خلق " في الأشياء التي يخرجها الله من العدم إلى الوجود، يقول العلامة الطاهر بن عاشور: " أُطلِقَ " الخلق " في القرآن وكلام الشريعة على إيجاد الأشياء المعدومة فهو إخراج الأشياء من العدم إلى الوجود إخراجا لا صنعة فيه للبشر" التحرير والتنوير (2/ 191)
بينما تطلق كلمة " جعل " على التصرف في الشيء المخلوق بعد خلقه، ولا يقول أحد إن هذا أخذ من الوضع العربي للفظة، نقول: بل عرف هذا بإستعمالات القرآن لها، وباستصحاب هذه العادة القرآنية يزول الإشكال الواقع في بعض الآيات، ولنضرب لذلك مثلا:
قال تعالى:" يَاأَيُّهَا?لنَّاسُ ?تَّقُواْ رَبَّكُمُ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ ?لَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَ?لأَرْحَامَ إِنَّ ?للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " النساء [1]
وقال:"هُوَ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" الأعراف [189].
فالآية الأولى لما تعرضت لمسألة بداية الخلق استُعمِلَ فيها كلمة " خلق " في الموضعين بينما الآية الثانية استُعمِلَ فيها كلمتي " خلق " و " جعل "، لأن الآية الثانية لاتتعرض لقضية الخلق كما يظهر للكثير، بل هي في معرض الإمتنان الذي امتن الله به على آدم عليه السلام بحواء بعد خلقها، وذلك بقرينة قوية ذُكرتْ في الآية وهي قوله:" ليسكن إليها"، فأتى السياق بلفظ " جعل " بدل من لفظ "خلق".
وقد تفطن الطاهربن عاشور إلى هذا فقال:" وعبر في جانب الأنثى بفعل جعل، لأن المقصود جعل الأنثى زوجا للذكر، لا الإخبار عن كون الله خلقها، لأن ذلك قد علم من قوله " هُوَ ?لَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ " (7/ 1690)
وبهذا تظهرفائدة اعتبار المقام في الخطاب، والتي كثيرا ما نبه عليها الأصوليون في بعض مباحثهم؛ فمقام الإمتنان غير مقام ذكرالأحكام من حلال وحرام فقول الله مثلا " وَهُوَ ?لَّذِي سَخَّرَ ?لْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً " فاطر [12] لا يؤخذ منه حكم أن " غير الطري حرام " لأن المقام مقام امتنان، بقرينة قوله " سخر" فلا مفهوم له كما هي عبارة الأصوليين.
وباستصحاب هذه العادة القرآنية، شد انتباهي تكرر كلمة "خلق " في آيات خلق الجنين في بطن أمه لعدة مرات-ولم تتكررفي غيرها- قال تعالى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا ?لإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا ?لنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ?لْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ?لْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ?لْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ?للَّهُ أَحْسَنُ ?لْخَالِقِينَ " المومنون [14]، وهذا يدل على العناية الفائقة من رب العالمين للجنين فكأنه في كل طورمن الأطوار يخرجه من العدم، فكل طور بالنسبة للاحقه في الحكم كالعدم فَتَبَارَكَ ?للَّهُ أَحْسَنُ ?لْخَالِقِينَ.
فتدبر القرآن إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرآن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال مفدي زكريا:
فليت فلسطين تخطو خطانا وتطوي كما قد طوينا السنينا
اللهم إن اليهود قد طغت، وعتت، وتجبرت
اللهم أفرغ على إخواننا صبرا، وثبت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين-آمين-
¥