تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) " فان صورتها بايد وارجل فلا ايد تبطش ولا ارجل تمشي وان رسمت لها عينان فانها اعين عمياء وان صوروها بآذان فانها تبقى صماء وهذه الامور كلها أقر بها قوم ابراهيم عليه السلام "قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ "

فليس من هؤلاء الأصنام شيء يستحق العبادة وانما يستحق العبادة الذي لا يحتاج من عباده شيء ولا يعجزه من امرهم شيء.

"إنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) "

هذا اسلوب القرأن في كشف زيف كل من يعبد من دون الله عز وجل. واذا نظرنا الى دعوة ابراهيم لقومه وآيات سورة الأعراف علمنا ان الحجة الشرعية موجهة للعقول بالدرجة الأولى بطريقة سهلة لا يعجز عن فهمها أحد ولا تعجز أحدا في فهمها. فهو اسلوب سهل وعقلي يسند الحجة فيها الى ما يتفق الناس عليه. لا ما يفهمه قوم ويغيب عن آخرين ولا ما يحتاج لفهم مصطلحات وتعقيد المور لاستنتاج لا يفهم ولا يتفق عليه كما يفعل أهل الفلسفة والكلام.

فاثبات وجود الله سهل واثبات ان ما يعبد من دون الله لا يستحق العبادة أسهل وان كان الناس تنوعو بمعبوداتهم.

ولم تكن الأصنام وحدها تعبد من دون الله بل عبدت الشمس والقمر والنجوم. وقد يكون من يعبد مثل هذه الأجرام السماوية ينظر اليها نظرة مختلفة. فليس بمقدور الانسان تدميرها و لا يقال عنها ما يقال عن الاصنام من ان بني آدم يصنعونها بأيديهم ويخربونها بأيديهم وينحتونها حسب أهواءهم. ولعل قول ابراهيم لقومه عن هذه الأجرام بيان شاف في عدم أهلية هذه للعبادة:"وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) " هو الطريق السليم بالتعرف الى هذه السماء وما تحويها والارض وما عليها. فاذا نظر في السماء فشاهد امرا أعجبه يجب عليه ان ينزل هذا الامر منزله ويذكر قدرة الله على الخلق وعجز المخلوق عن الكمال , وضعفه وعدم اهليته للعبادة من دون الله تعالى:"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) " انه كوكب دري جميل ولا تطاله الأيدي وهو مضيء يعطي النفس بهجة بالنظر اليه ولكن هل يكون هذا يستحق العبادة؟ لم يستقك الامر يوما ولا بضع ساعات حتى غاب الكوكب الدري وذهب معه بهجة النفس وغاب عن الاعين. اين ذهبت ايها الكوكب وما حجبك عنا؟ وهل يحب الذي يحتجب دون عباده فلا يؤتيهم رزقهم وييسر أمورهم؟ لذلك كرهه ابراهيم وقال لقومه لا أحب الغائب"فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) " فالقمر اشد ضياء وأقرب للنفوس من الكواكب البعيدة ولكنه مثله مثلها يغيب بعد طلوعه , وأي ضالا أشد من ان لا يهتدي الانسان لخالقه " فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) " فهذه الشمس أكبر من هذا القمر وأكبر من ذلك الكوكب الذري و ولكنها تغيب بعد طلوعها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير