تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[22 May 2006, 08:19 م]ـ

ومن أسلوب القران وضع الناس على الحقيقة وتذكيرهم بها. فعجزهم عن الاتيان بمثل هذا القران دليل واضح على صدق النبي صلى الله عليه وسلم لذا فان القران يصدمهم بالحقيقة التي لا بد لهم من التسليم بها:" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ" فيأتيهم الجواب مباشرة " بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ" فهذا الاسلوب هو بيان للحقيقة التي ينبغي ان يسلم لها الجميع لان عجزهم عن الاتيان بمثله وضعهم اما خيارين: الاول الايمان به. والثاني الكفر به " وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ" فلا يبقى في منتصف الطريق أحد لان الشك هو تكذيب لحال النبي فالشاك لا يقال عنه مؤمن بل هو لا يؤمن بصدق النبي فلذلك هو شاك " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ" فالشك لا يكون حالة ثالثة. فمن أمن وأصلح فأجره على الله ومن كفر به فانه مضطر لبيان سبب كفره. ةقد سبق الاشارة الى رد زعمهم أن النبي أخذ القران من أهل الكتاب او قولهم عنه اساطير الأولين. والرد على أنه من إفتراء النبي بزعمهم.وقد زعموا مزاعم لا يستقيم لها حال كقولهم شاعر او مجنون او ساحر او مسحور او تنزلت به الشياطين. فبين عز وجل قدر القران وحاله وكيف أنزل "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ" فقد أحكمه الله من الخلل والزلل فليس هو مثل شيء من كتب البشر التي لا تخلوا من أخطاء البشر. وجهلهم بأمور فلا يكون كتاب من كتبهم محكما بل يعتريه الخلل او الزلل وهذا حال كتبنا وكلماتنا الا اذا كانت كلام الله او من كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم." ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" فهذا القران فيه الطريق التي لا يزوغ عنها الا هالك وهذا القران هداية لأهل التقوى يؤمنوا به ويعملوا به. فأي كتاب للبشر يهدي الى الحق بمثله " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ " وهو مصدقا لما أنزل الله على الرسل من قبل لا معارضة لها. فأعجب شيء ان ينسب مثل هذا الكتاب الحكيم الى غير الله " وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ "فالذي ينكره بحاجة ان يبين مواضع الزلل ويبحث عن الخلل الذي لا يوجد في كتاب الله , او ان يأتي بمثله. ولما عجزوا ظهر أثر استكبارهم: فقال بعضهم تنزلت به الشياطين وهو ليس بمقدور البشر " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) " فالشياطين لا تستطيع ان تأتي به لبعدها عن خالقها وهذا القران فوق مقام البشر من جن وانس والجن حجبت من أن تخبر أحدا من أهل الأرض بخبر الكهانة فلا الجن ولا الانس تقدر عليه:" قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً" فدخول الجن في الطلب وجعل الانس والجن بعضهم لبعض معينا لا يجعلهم يأتوا بمثله فكيف يقال تنزلت به الشياطين. وعزل الجن عن السمع وعدم امكان الجن التكلم بمثله او استراق السمع من أهل السماء هو دليل انه صلى الله عليه وسلم ليس كاهنا , ولا ممن تلبسته الشياطين بل هو يتكلم بكلام رب العالمين الذي نزل به الروح الامين. " هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223) "فأين هذا الافك في القران حسب زعمكم؟. وزعمو على النبي غير الكهانة فقالوا ماأخبر الله من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير