تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ضلالهم:" فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) " اما القول بأنه شاعر فهو فاسد من عدة وجوه فان الشاعر يموت وتذهب أشعاره او أغلبها ولكن هذا القران سيبقى بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ الله له بصدور العلماء وبسطور المصاحف بغذنه عز وجل. وكان عندهم الشعراء ولم يكن حال الشعراء عندهم الا بمنزلة المداحين واصحاب الابيات الفصيحة والبليغة التي ليس منها فائدة الا ما كان صياغة لحكمة وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال:"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) " فالرسول يخبرهم بالشيء ويعمله وليس ممن يلقي حكمة ليتكسب بها. فقولهم شاعر لم يكن الى هروبا من الرمضاء الى النار. فالشعراء يرتاح الناس من هجوهم ومن شعرهم بموتهم ويذهب شعرهم اما هذا النبي فان الله أخبره ان يقول لكم تربصوا بما زعمتم فانا متربص ومن معي من المؤمنين بما سيذيقكم الله من الخزي والعذاب في الدنيا ومن تمكين الله لنا عليكم.

فما لبث النبي ان ظهر عليهم ولما توفاه الله لم يضع شيء من هذا القران بل كان كما أخبر الله عنه " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ"

اما الجنون فهي أغرب مي ينسبه عاقل للنبي. فالأصحاء عجزوا عن الاتيان بمثله فما قدرة من لا يعقل بمثل هذا القران

"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ " فهذه تهمة لا يقولها الا من عمميت بصيرته واستكبر عن اتباع الحق وقد رد الله عليهم عند زعمهم "إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) " فاي حق يأتي به أهل الجنون وهل يصدق كلامهم كلام النبين من توحيد الله وبيان شرعه؟ فلا يصح لهم اتهامه صلى الله عليه وسلم بشيء من هذا .. وهل كان يستطيع أحد ان يكذب على الله بمثل هذا القران ويغفل الله عنه وعن فضحه؟ فهذا القران هو كلام الله عز وجل والرسول الذي أخبركم به الرسول:"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) "

اما السحر فقد بين الله عز وجل انه فعل الضعيف الذي لافلاح له حقيقة وقد بين في قصة موسى مع السحرة ان الساحر لا يفلح فهو يسحر أعين الناس ولا يغير الحقيقة يسلبهم أموالهم بفعله ولو كان صادقا لأفلح في سحر المال:"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ" فانى للساحر من الفلاح في دنياه وقد طرد من رحمة الآخرة. والسحرة اعرف الناس بما بأيديهم فكيف يعجزوا عن مثله؟ فلو كان سحرا لأتوا بمثله. وقد بين ربنا عز وجل ان السحرة آمنوا بموسى لما علموا بأن العصى ليست سحرا ولو كانت كذلك لبينوا خعتها او سعوا للاتيان بمثلها , فاين السحرة من الاتيان بمثل هذا القران؟ "قَالُوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير