تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) "فايمان سحرة فرعون لنبي الله موسى قصها الله علينا ليعلمنا كيف نعرف الامور ونميز سقيمها من صحيحها. وقد بين الله عز وجل اضطراب عقول أهل الكفر بالتفاتهم من حجة واهية الى أخرى واهية مثلها وضرب لنا مثلا الوليد بن المغيرة في قوله عن القران."نَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) " فقد فكر وقدر فما وفق في تفكيره ولا تقديره فلم يستقم ما فكر به ولا ما قدره فلم يبقى له الا ضم حاجبيه وكلح وجهه وعند ذلك زعم ان هذا انما هو سحر يؤخذ عمن سبق. فهذا قول البشر. فان كان كما زعم فلماذا لا يأتي بمثله؟ فكان ناتج استكباره كفره. وهذه الاية بينت موته على الكفر قبل سنوات من موته. وهي بمثل ما أخبر الله عن ابي جهل وابو لهب وهذا الوليد مثلهم فقد قدر الله لنبيه وللمؤمنين ان يعلموا موتهم على الكفر واستحقاقهم لجهنم وكما مر سابقا فان الله أخبر نبيه بظهوره على قريش وذلك كله دلالة على صدق النبي وبيان ان هذا كتاب أحكمت آياته: وانه ذكر مبارك انزله الله هدى للعالمين.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[24 May 2006, 12:13 م]ـ

وكان مشركي مكة قد جعلوا من رزق الله حلالا وحراما على غير ما شرع ربنا. فكان ما يبين ضلالهم وبعدهم عن الحق هو معرفة مصدر التحريم ومعرفة هذه الأحكام والتفكر فيها. فبين الله انهم انما فعلوا ذلك بأهوائهم " قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ " وذلك ان تحريم الشيء انما يكون من عند الله. فلماذا حرموا ذلك؟ هل هي بأمر الله؟ اذا لم تكن كذلك فهم يفتروا على الله بتحريمهم اياها. فهم حرموا انعاما على كل الناس فبين الله زيف نسبة ذلك لله ""مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " وذلك انهم انما حرموها اتباعا لآبائهم وبغير علم ولا هدى من الله. فهم قوم لا يعقلوا اذ لو عقلوا لبحثوا عن من حرم هذا.وهذه الانعام التي حرموها هي من جنس ما يأكلوا منه ولم تكن علة تؤثر في أكلها الا ما زعموا فكانوا لا يذبحونها ولا ينتفعوا ببعضها فبين الله عز وجل انهم يفتروا على الله الكذب بفعلهم اذ ليس عندهم علم وانما هي اهوائهم وتقليدهم الاعمى لبعضهم البعض:"وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) "وهذا اشد الجهل بان يجعل التحريم والتحليل تبعا للهوى فيحللوا ما يريدوا ويحرموا ما يريدوا افتراء على الله.فهذه جعلوها محرمة وتلك جعلوا ظهورها محرمة فلا يركبوها وأخرى لا يحجون عليها وزعموا ان ما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير