تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في بطون بعض الانعام خالصة للذكور دون الاناث سواء أكان يقصد به اللبن ام الاجنة التي تولد فتحريمها على الاناث انما هو تبعا لقولهم لا يطعمها الا من نشاء فحرموا ذلك مطلقا على الاناث وأحلوها للذكور ولكن ان تكن هذه ما في بطون هذه الانعام ميتة فهم قد يطعمو الاناث ان شائوا فحرموا الاناث منها الا ان كانت ميتة فيحلون لهم أكلها بأذنهم. وزعموا ان الله هو الذي أمرهم فقال الله عز وجل سيجزيكم ايمها الكفار كذبكم فان الله حكيم فيما يشرع عليم بما يصلح أحوال الناس فلوا عقلوا لعلموا ان الله لم يحرم ذلك. ولم يكن ذلك الامر الوحيد الذي فعله أهل الشرك بل جعلوا لله نصيب من ذبائحهم وجعلوا لشراكهم من اوثان نصيب! " وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " فهؤلاء مع سخفهم جعلوا لله نصيبا مما ذبحوا وما زرعوا فكان نصيب الهتهم يصل لآلهتهم وان كان شيء شيء لله فيصل الى الله وقد يصل شيء منه لآلهتهم من النصيب الذي جعلوه لله. فكذبهم هذا يعني انهم يفضلوا آلهتهم التي لا تستحق العبادة ولا أن تسمى آلهة على الله. فبين الله كذب حجتهم فسألهم:" ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) " فاي ذلك حرم الله؟ لم يحرم منه شيء لانه خلق ذلك كله لكم لتركبوا ظهورها وتذكروا اسم الله اذا استويتم عليها ولحمها لكم حلال فهذه أنعام خلقها الله لكم وهو ما بينه عز وجل في الاية السابقة:"وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" فان أهل الكفر سيبوا السوائب وبحروا البحائر و حرموا الوصيلة و الحام وهذه مثلها مثل هذه الانعام التي حرموا بعضها وحرموا ركوب بعضها والانتفاع بلبن بعضها وجعلوا بعضها حرام على الاناث منهم.

فانهم ان زعموا تحريم الذكور من هذه الاصناف فانهم يكونوا كذبوا انفسهم بانهم يستمتعوا بلحوم هذه الذكور ويركبوها وان زعمو حرمة الاناث فانهم يكذبوا انفسهم بانهم يشربوا البانها ويركبوها وان زعموا حرمة كل ما حوته أرحام اناث هذه الانعام بان كذبهم. فالانعام هي سواء وهي اما ذكور واما اناث فما جعلهم يميزوا انعام عن غيرها الا اتباع لكفر وجدوا ابائهم عليه وافتراء على الله عز وجل فلذلك قال لهم في الاولى نبؤني بعلم وفي الثانية سألهم سؤال المتهكم بهم أم كنتم شهداء اذ وصاكم الله بهذا؟ فلم يكن يمكنهم القول بان الله وصاهم بهذا اذ ليس عندهم سيء يدل عليه وبطل زعمهم بتحريم بعض الانعام دون بعض من نفس النوع والجنس بما سيبوا السوائب وبحروا البحائر ووصلوا الوصائل وتركوا الحام من الركوب فحموا ظهورها.فبعد ذلك اي ضلال هو شرممن افرى على الله الكذب فحرم ذلك على الناس وانما خلقها الله لينتفع الناس بها. ثم طلب الله منهم ان يبينوا فقال لهم: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ" فبين عز وجل انهم لا يملكوا شهادة وان زعموا فانهم يشهدو زورا. فانهم كذبوا بآيات الله وأنكروا البعث وجعلوا لله انداد وساوو بهم الخالق فان الله عز وجل انما حرم من هذه الانعام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير