تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا يظلم أحدا عز وجل" قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) " ولم يكن أهل الشرك قد حرموا ذلك وحده بل تعدوا ذلك الى تحريم امر لا يفعله انسان الا بعد ازالة الرحمة من قلبه " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" ولم يكن ذلك الا بعد ان تلبس عليهم الحرام والحلال فبدؤا بالسوائب والبحائر وانتهى بهم الامر الى قتل اولادهم " وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) " فقد قتلوا اولادهم بطرق شتى: فوئدوا البنات وقتلوا اولادهم خوف ان يعيلهم وخوفا عليهم من الفقر "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا" وكانت المؤودة أغلب قتلهم " وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) " فبين الله تعالى ان ذلك افساد الحياة وانما لبس عليهم دينهم وتخبطتهم الشياطين بفعلهم ولبسوا عليهم ادراك الحقائق فخسروا الدنيا بتحريم الرزق من مال وبنين وخسروا الآخرة بالشرك فارشدهم الله عز وجل للحق ليتبعوه فسألهم: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) وبعد ان بين كذبهم في انهم يفتروا على الله الكذب بين عز وجل شرعه الحنيف: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)} وبين عز وجال حال المشركين بفعلهم وبين ناتج ذلك: " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) "

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 May 2006, 11:56 ص]ـ

كان أهل الشرك وأهل الكتاب يزعموا بانهم على منهج ابراهيم عليه السلام. فبين الله تعالى كذبهم وخروجهم عن ملة ابراهيم عليه السلام. وبين لهم ان ملة ابراهيم هي افضل ملة. "وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ" وهذا أمر متفق عليه بينهم الا ان أهل الكتاب كانوا يزعموا ان ابراهيم هو على ملتهم من يهودية ونصرانية. وبين الله عز وجل ملة ابراهيم السمحاء التي هي التسليم لله بكل شيء" إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " فكان مخلصا مطيعا خاضعا لله رب العالمين. فبين الله عز وجل ان اليهود والنصارى يدعون الى غير ملة ابرهيم الحنيفية السمحاء فهم يدعون الى اليهودية والنصرانية والمشركون من اهل مكة يدعون للشرك بالله " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) " وزعموا ان ابراهيم كان على ملتهم فكذبهم الله عز وجل نافيا ذلك عن ابراهيم عليه السلام ومكذبا المشركين بزعمهم انهم على ملته بما هم فيه من شرك والحاد.

فبين الله الحجة على أهل الكتاب بما يغني عن مجادلتهم في فعلهم ودينهم. فابراهيم عليه السلام مات قبل اليهودية وقبل النصرانية فكيف ينسب الى أحدهما؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير