ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من ألف القران لأجابهم بجواب مما يمكن لبشر ان يجيبه عليه من مثل ما يقوله الفلاسفة او غيرهم. ولكن جواب القران كان دليلا ان هذا الامر ليس شيء مما تقولوا يا بني آدم وسيظهر عجزكم وقلة علمكم بذلك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 May 2006, 11:51 ص]ـ
من ذلك سؤالهم عن الساعة متى موعدها:"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) "فليس علمها من اختصاصكم ولا يمكنكم ان تعرفوا موعدها لا بعلم من عندكم ولا أعلمها الله لأحد حتى يعلمكم. فان سؤالكم عنها سؤال من لا بما ليس بمقدور احد ان يعلمه الا الله فهل يحق السؤال عن أمر اخبر الله انفراده بعلمه وانه لن يعلم احد بل ستأتيكم فجئة وانتم عنها غافلين." يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) " فليس مفيدا لهم معرفة وقتها وهم لها مكذبين بل الحذر واتباع داعي الله النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يطلب منكم ولأجله انزل الله لكم هذا الهدى فاتبعوه. فان ايامكم تمضي وستأتيكم ساعتكم يوم أجلكم وقد تدركم او تدرك غيركم فلا ينفعكم ندم بعد ذلك.
والذي يلاحظ ان سؤالهم عن الروح وعن وقت الساعة ليس فيه فائدة تدعوهم للإيمان بالله. فان أخبرهم ما هي الروح لا يمكنهم التأكد من صحة كلامه لانهم لم يؤمنوا بالواضحات البينات من قبل. وان أخبرهم وقت الساعة فانه لن يفعلوا أكثر من انتظارها اذا أخبرهم بأمد قريب او اان أخبركم بأمد بعيد فستقولو متى هو. اذا فما الفائدة من السؤال. وهل كان السؤال مما يمكن ادراكه؟ وكيف يطلب معرفة ما استأثره الله لنفسه من علم ولم يعلم به أحد وأخبرهم انه لن يعرفها أحد الا الله؟
" وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
فليس سؤالهم مما فيه فائدة ولا سبيل لمعرفته. فان انتظرت حتى تدرك الساعة فانك اهلكت نفسك لانك وصلت الحساب وضيعت العمل.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 May 2006, 08:49 م]ـ
ومن اسلوب القران بيان حال المخالف من أهل شرك والحاد وأهل كتاب.
فقد بين كذب اليهود من تبيان حالهم ورد عليهم بكذبهم وافترائهم على الله غير الحق:
"وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" فكان الرد على زعمهم ان كنتم أخذتم عهدا فبينوه فان الله لن يخلف وعده. ولكن هذا ليس كما تزعمون وانما تقولوا على الله ما لا تعلموا وما لم ينزله عليكم بكتاب. فكان بيان حالهم من عجزهم عن اظهار عهد لهم بالجنة لمجرد انهم يهود وبين الله عز وجل ان من احاطت به خطيئته من شرك او كفر دخل النار وخلد فيها
وزبين تعالى لهم قولا آخر: وهو اختصاصهم برحمة الله دون غيرهم:
"قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) " فطلب الله من رسوله ان يخبرهم بتمني الموت. وبين عدم تمنيهم وبين سببه. فعلمهم بحالهم بيان على ضلالهم لذا قال الله عنهم " قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا
¥