تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) " وما تمسكهم بالحياة هذا بمنجيهم من الموت. فلماذا لا يمنونه؟ ذلك بمعرفتهم عن حالهم ومعرفتهم بعذاب توعدوا به بسبب مخالفتهم. فالكبر والحسد يمنعهم من الدخول في الاسلام.

فبين الله عز وجل زيف ادعائهم اذ لو كانوا صادقين لتمنوا الموت. ولكن الله أخرج ما في قلوبهم مما أخفوه على الناس وبين شدة تمسكهم بالدنيا وكراهيتهم للأخرة. حتى اصبحوا أشد تمسكا ممن لايؤمن بحساب ولا عقاب.

ومن ذلك ما رده الله على اليهود بزعمهم على جبريل عليه السلام:" قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99) "

فانهم ان لآمنوا بجبريل فان الله هو الذي انزله وانما كرهوا ما انزل الله فعداوتهم لجبريل عداوة لرب جبريل الذي ارسله. وهو كفر بما أوجب الله عليهم. فكان كفرهم بآيات الله واضح وصريح فهم يؤمنوا بجبريل ويعلموا انه ملك وانه مرسل من عند الله فكيف يكفروا بما جائهم جبريل؟ فرد الله عليهم: " فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ " وهذه ايات بينات واضحات ولا يكفروا بها الاجحودا واعراضا وخروجا عن الحق الى الضلال.

ثم بين الله تعالى وجه جديدا بكفرهم فقد سبق وان ذكرت زعمهم بان الله عهد اليهم ان لا يؤمنوا برسول حتى يأتيهم بقربان وبين يدينا آية أخرى تبين حججهم الواهية:" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" فان كنتم تؤمنوا بما انزل عليكم فلم قتلتم الانبياء الذين جاؤكم ليحكموا بالتوراة بينكم:" إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) " فماذا فعلتم بالانبياء الذين حكموا بينكم بالتوراة؟:" لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70) " فليس تكذيبهم الا تبعا لأهوائهم وهو دليل على تكذيبهم لرسلهم لمجرد الهوى. فالقران مصدقا للتوراة فلم يمنعهم من اتباعهم الا الغضب الذي استحقوه بكفرهم بآيات الله. فلو جائهم محمد صلى الله عليه وسلم بالتوراة كما انزلت على موسى لما اتبعوه. فقد قتلوا الانبياء لهوى في قلوبهم وران لا يغسله الا ترك الكبر والرجوع الى الحق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير