تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلما عرفوا ان النبي جاء بشريعة مصدقة لما معهم ولكن انزلها الله حنفية على دين ابراهيم ارداوا ان يعرضوا بطريقة مختلفة:" وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74) " ايمان اول النهار وكفر آخره ليحدثوا ريبة في قلوب المؤمنين. وعقدوا على انفسهم بالخفاء عدم تصديق الا من تبع دينهم ولا يأمنوهم بشيء.

فرد الله عليهم ان هذا الهدى انما هو من عند الله وهو الذي بيده هداية الناس وبيده الرحمة والفضل. فان خفتم ان يؤتى أحد بمثل ما اوتيتم فان الله يؤتي فضله من يشاء وان خفتم ان يحاجوكم وهو واسع المغفرة وعلمه وسع كل شيء يعلم ما تخفون وما تعلنون.

فبين سرهم وفضح مقولتهم وبين انهم يعلمو ضلال انفسهم من خوفهم بان يحتج عليهم المسلمون بما في ايديهم فيقولوا لهم في كتبك هذا وفي كتبكم هذا كما فضحهم في قصة الزناة الذين اخفوا حكمهم المعروف في كتبهم وأرادوا ان يحتكموا الى غير ما في التوراة من رجم الزناة فقال الله معنفا لهم:" وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) " فبين ان الحكم عندهم في التوراة وانهم استحفظوا على كتاب الله وأمروا بتطبيق أحكامه وعدم الخوف من الناس ولكنهم بدلوا وكذبوا وكفروا.

فكان اسلوب القران بالحتجاج عليهم بما أخفوا من كتبهم وبمخالفة حالهم عن مقالهم وبين سبب كفرهم.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[31 May 2006, 09:30 ص]ـ

ومن اسلوب القران ابطال دعوة اهل الكتاب الى دينهم وذلك ببيان تركهم شرع الله وعدم اتباعهم ما انزل اليهم:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) " فكيف يدعو هؤلاء الى اليهودية او النصرانية وهم لا يتبعوا ما انزل اليهم: اما اليهود فقد سبق الاشارة الى قتلهم الانبياء واتباعهم باطلهم اما النصارى فقد أخبر الله انهم تركوا نصيبا مما أعطاهم الله من كتاب:"وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) " وبين الله عز وجل ان أهل الكتاب ليسوا ذو خبرة في كتبهم بل تركوا ذلك لبعضهم وان منهم قوم لا يعرفون الكتاب لانهم لا يعرفون قراءته ولا يعرفون ما فيه فليس لهم منه الا ما تتمنى انفسهم وما غرهم من دينهم من ما كان يفتريه عليهم احبارهم ورهبانهم "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) "فبين الله حالهم وتوعد الذين استحفظوا على كتاب الله فخانوا الله وكذبوا على الناس " فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير