تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأبو عبيد البكري يؤلفُ كتابَه: (التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه).

وابن السِّيد يؤلفُ كتابَه: (الحُلَل في إصلاح الخَلَل مِنْ كتاب الجُمَل).

وابن الطراوة يؤلفُ كتابَه: (الإفصاح ببعض ما جاء مِن الخطأ في الإيضاح).

وابن هشام اللخمي يؤلفُ كتابَه: (الردّ على الزبيدي في لحن العوام).

وابن بري يؤلفُ عدةَ كتبٍ في مجالِ النقدِ، منها:

(التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح).

(اللباب للردِّ على ابن الخشاب في ردِّه على الحريري).

(غلط الضعفاء مِن الفقهاء).

وابن مضاء القرطبي يؤلفُ كتابَه: (الردّ على النحاة).

وغير ذلك كثير.

ومِن هؤلاءِ النقادِ القُدامى مَنْ كان مُتحلِّيًا بما يجبُ أنْ يتحلَّى به الناقدُ مِن الإنصاف، ودعمِ رأيه بالدليل.

يقولُ أبو عُبيد البكري: «هذا كتابٌ نبَّهتُ فيه على أوهام أبي عليّ ـ رحمه الله ـ في أماليه، تنبيهَ المُنصفِ لا المتعسفِ ولا المعاند، محتجًّا على جميعِ ذلك بالشاهدِ والدليلِ؛ فإنِّي رأيتُ مَنْ تولَّى مثلَ هذا مِن الردِّ على العلماء، والإصلاحِ لأغلاطِهم، والتنبيهِ على أوهامِهم، لم يعدِلْ في كثيرٍ مما ردَّه عليهم، ولا أنصف في جُمَلٍ مما نسبه إليهم ... » ([4]).

فيجبُ أنْ يتحلَّى الناقدُ «بروح الإنصاف التي تتجلَّى في النقدِ البنَّاء بعيدًا عما نقرؤه مِنْ غثاءِ النقدِ، الذي لا يكادُ يخرجُ عن أحدِ موقفين:

موقف التحيز؛ حيث يُكالُ المديحُ جزافًا دون حسابٍ على مبدأ:

وعينُ الرضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ ........................... ([5])

أو موقف التحيف؛ حيث يُصَبُّ الهجاءُ اعتباطًا دون أنْ يقتصرَ على الأثرِ الأدبي، بل يتجاوزه إلى تجريحِ المؤلِّفِ والنيلِ منه ... ، في أسلوبٍ أبعد ما يكون عن الموضوعية واللباقة الاجتماعية» ([6]).

وصدق الله العظيم إذ قال:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {[المائدة/8]، وقال أيضًا:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا {[الأحزاب/70].

ويجبُ أنْ يتصفَ الناقدُ بالتواضعِ، وألا يغترَّ بنفسِه ونقدِه، وأنْ يعتقدَ أنَّ قولَه صوابٌ يحتملُ الخطأ، وقول غيرِه خطأ يحتملُ الصوابَ ([7])، وأنْ يكونَ الحقُّ بغيتَه أينما كان.

حُكِي عن الإمام الشافعي قولُه: « ... ما ناظرتُ أحدًا قطُّ إلا أحببتُ أنْ يُوفَّقَ ويُسدَّدَ ويُعانَ ويكونَ عليه رعايةٌ مِن الله وحفظٌ، وما ناظرتُ أحدًا إلا ولم أبالِ بيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو لسانه» ([8]).

فالناقدُ يجبُ أنْ يتصفَ بالتواضع والنزاهة في نقده، وهذا ما تحلَّى به كثيرٌ مِن النقاد المحدثين.

والنقدُ يجبُ أنْ يتحلَّى بما يتحلَّى به الحوارُ مِنْ أدبٍ، فلا يكون فيه تسفيهٌ لعقلِ المؤلفِ وجورٌ عليه أو ازدراءٌ لآرائه واستهزاءٌ بأحكامِه أو وصفٌ بالغفلة، أو هجاؤه وتجريحُه أو غضٌّ مِنْ قدرِه ... إلخ.

فكما يوجدُ أدبٌ في الحوارِ يجبُ أيضًا أنْ يوجدَ أدبٌ في النقد.

ومِن الجهود التي ظهرتْ في ميدان النقد في العصر الحديث ([9]):

ـ الاستدراك على المعاجم العربية، للدكتور / محمد حسن جبل.

ـ بحوث وتحقيقات، للعلامة / عبد العزيز الميمني، أعدها للنشر / محمد عُزير شمس، تقديم/شاكر الفحام، مراجعة/محمد اليعملاوي.

ـ بحوث وتنبيهات، للأستاذ العلامة / أبو محفوظ الكريم المعصومي، نشر باعتناء الدكتور / محمد أجمل أيوب الإصلاحي.

ـ تحقيقات وتنبيهات في معجم لسان العرب، للأستاذ / عبد السلام محمد هارون.

ـ تعقيبات واستدراكات لطائفة من كتب التراث، للشيخ/ حمد الجاسر.

ـ التنبيهات والاستدراكات، للدكتور / علي بن سلطان الحكمي.

ـ رُؤًى نقدية في تحقيقاتِ كُتبٍ تراثيةٍ، للدكتور / محمد حُسين عبد العزيز المحرصاوي.

ـ شفاء الغليل فيما فات محققِّي (العين) للخليل، للدكتور / علي إبراهيم محمد.

ـ عثرات المنجد في الأدب والعلوم والأعلام، للأستاذ / إبراهيم القطان.

ـ على مرافئ التراث، للدكتور / أحمد محمد الضبيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير