جميع الكتب المنزلة على انبيائه وجعل لكل منها ايات تبين للناس اقوالهم واعمالهم
وعبادتهم باللفظ والعدد كي يجتنبوها
قال تعالى:
(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين
يديه ومن خلفه رصدا ((ليعلم)) ان قد ابلغو رسالات ربهم واحاظ بما لديهم
واحصى كل شيء عددا)
ثامناً:
البيان بالحساب هو الحكمة والحكمة فيها خير كثير وهي التي يلهم الله من يشاء
لفهمها من عباده ليدعو الناس بها
قال تعالى:
(يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب)
وقال جل ذكره:
(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)
وقال تعالى:
(ولقد ءاتينا لقمان الحكمة ان اشكر لله)
تاسعاً:
الحكمة من البيان بالحساب
1 - انه يبين الآيات المتشابهات بالآيات المحكمة.
2 - انه يزيدها بيانا وتفصيلا الى بيانها اللفظي لأن العدد نابع من احرفها.
3 - انه يزيل عن آيات شرع الله ودينه وأحكامه ما نسب أليها من تأويلات زائغة
وتفاسير محرفة وروايات مكذوبة على الله ورسوله.
4 - انه يبين للعباد اقوال المنافقين وشرعهم ودينهم من صلاة وزكاة وصوم وحج
... الخ التي أضلو بها الكثير من الناس باسم الإسلام والاسلام منهم براء كي
يحذروهم ويتبرأو منهم ومن شرعهم ودينهم وفتاواهم الضالة
قال تعالى:
(ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى للاسلام والله لا يهدي القوم
الظالمين يريدون ليطفئو نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)
5 - انه يخرص ألسنة المؤولين والمحرفين لأنهم لن يستطيعو أن يأتو بمثله ليجادلو
به ولو اجتمع على ذلك شياطين الإنس و الجن.
قال تعالى
(قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتو بمثل هذا القرءان لا ياتون بمثله ولو
كان بعضهم لبعض ظهيرا)
عاشراً:
الله يختص لفهم علمه من يشاء من العباد ليقوم بتبليغه للناس , فقد اختص الله آدم
بتعليمه للأسماء وجعله معلما لمن هم اقدم منه في الخلق واخلص منه في العبودية
واقرب منه منزلة إليه جلت قدرته , وما ذلك إلا درسا وتعليما للناس لكي لا يساء
الضن بالعلم الذي يمنحه الله من يشاء من عباده , حتى لا يقال كيف فلان من
الناس فهم شيئا لم نفهمه ,لأن الاعتبار للعلم الرباني وليس للعبد ولو كان نبيًا
قال تعالى
(وعلم ءادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان
كنتم صادقين قالو سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا ءادم
انبئهم باسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات
والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون).
الحق ما شهدت به الأعداء
أولا:-
روى ابن كثيرفي كتابه البداية والنهاية عند قوله تعالى (الم {1} غُلِبَتِ لرُّومُ {2}) ... 1 - 2 الروم
أن أبو شامة قال في الروضتين: وقد تكلم شيخنا أبو الحسن علي بن محمد
السخاوي في تفسيره الاول فقال:
وقع في تفسير أبي الحكم الأندلسي – يعني ابن برجان- في أول سورة الروم أخبار
عن فتح بيت المقدس وانه ينزع من أيدي النصارى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
قال: وقد ذكر في تفسير سورة القدر أنه لوعلم الوقت الذي نزل فيه القرءان لعلم
الوقت الذي يرفع فيه قلت: ابن برجان ذكر هذا في تفسيره في حدود سنة ثنتين
وعشرين وخمسمائة ويقال إن الملك نور الدين أوقف على ذلك فطمع أن يعيش إلى
سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة لان مولده في سنة إحدى عشر وخمسمائة فتهيأ
لأسباب ذلك حتى أنه اعد منبرا عظيما لبيت المقدس إذا فتحه وقد تحقق ذلك
ثانيا:-
جاء في تفسير البيضاوي بفاتحة سورة البقرة أنه عليه الصلاة والسلام لما أتاه
اليهود تلا عليهم قوله تعالى (الم {1}) ... 1 البقرة
فحسبوها فقالوا كيف ندخل في دين مدته إحدى وسبعون سنه فتبسم رسول الله
ولم ينكرعليهم فقالوا فهل غيرها فقال (المص) (الر) (المر) فقالوا خلطت علينا
فلا ندري بأيها نأخذ يقول البيضاوي معقبا على ذلك فأن تلاوته إياها بهذا الترتيب
عليهم وتقريرهم على استنباطهم يعتبر أن رسول الله قد أقر اليهود في استنباطهم
هذا الحديث أخرجه البخاري في تاريخه وابن جرير عن طريق ابن إسحاق الكلبي
ثالثا:-
جاء في كتاب (إسلامنا) للدكتور مصطفى الرفاعي ما ذكره صاحب كتاب مشارق
¥