ولذلك كانت تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض السور بأسماء مختلفة هو من باب العلم الذي علمه الله كما علم أباه-آدم عليه السلام- " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً " [النساء: 113]
خامسا: تعدد الأسماء دال على شرف المسمى:
قال الامام البقاعي: " أنَّ الاسم دال على المسمى، وأن تعدد أسماء الشيء دال على شرفه " (7)
سادسا: أسماء السور هل هو توقيفي أواجتهادي.
والمسألة أيضا قديمة، وقد ذكر العلماء في هذه المسألة قولين.
القول الأول: أنها توقيفية وهو رأي الطبري، والزركشي، والسيوطي، والكثير من أهل العلم
يقول الطبري:" لسور القرآن أسماء سماها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم". (8)
ويقول الإمام الزركشي:" ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني؛ فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها، وهو بعيد " (9)
وقال السيوطي: "وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار" (10)
القول الثاني:وهو رأي عمر، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم
وتسميتهم لسورة الحشر بسورة النضير ولسورة التوبة بأسماء تفوق العشرة وقد نقل الإمام السيوطي في الاتقان كلامهم (11)، أما الامام البقاعي فإنه لم يفصح عن مذهبه في المسألة مع أهميتها في اكتشاف مقصد السورة ومن ثم اكتشاف وجوه المناسبات بين آيها.
سابعا: نموذج (أسماء سورة البقرة)
1 - البقرة: وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة. وهو أشهر أسمائها
2 - الزهراء:
عن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ:" اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. َوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ. وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ".قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ. (12)
قال الإمام القرطبي: للعلماء في تسمية «البقرة وآل عمران» بالَّزهرَاوَيْن ثلاثة أقوال:
الأول: أنهما النّيِّرتان، مأخوذ من الزّهْر والزُّهْرَةِ؛ فإمّا لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، أي من معانيهما. وإما لِما يترتب على قراءتهما من النور التامّ يوم القيامة، وهو القول الثاني.
الثالث: سُمّيتا بذلك لأنهما ?شركتا فيما تضمنه ?سم الله الأعظم، كما ذكره أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اسِمَ الله الأعظم في هاتين الآيتين "وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ" والتي في آل عمران " ?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ" أخرجه ابن ماجه " (13)
3 - سنام القرآن
- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام. " (14)
-عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت " ?للَّهُ لا إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَىُّ ?لْقَيُّومُ " [آل عمران:2] من تحت العرش فوصلت بها ـ أو فوصلت بسورة البقرة ـ ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفرله، واقرؤوها على موتاكم " (15)
- روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل شيءٍ سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي. " (16)
- عنْ عبدِاللَّهِ بن مسعود:" أنَّهُ قالَ: إنَّ لكلّ شيءٍ سَناماً، وإنَّ سنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلّ شيءٍ لُباباً، وإنَّ لبابَ القرآنَ المفصَّلُ. " (17)
قال ابن منظور: " سنام كل شيء أَعلاه؛ وفي شعر حسَّان:
¥