تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 09:15 م]ـ

بارك الله فيكم يا أبا معاذ على هذه اللفتة حول سبب الحاجة إلى تفسير القرآن الكريم.

وأذكر أنني قرأت كلاماً ذكره الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله في كتابه (توجيه النظر) 1/ 86، وقد راجعته وها هو أنقله لكم بنصه لما فيه من الفائدة:

قال رحمه الله:

وها هنا بحث، وهو من المعلوم البيّن أن الله تعالى إنما خاطب خلقه بما يفهمونه، ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه، وأنزل كتاب كل قوم على لغتهم.

وإنما احتيج إلى التفسير لما سنذكره بعد تقرير قاعدةٍ، وهي أنَّ كل من وضع من البشر كتاباً، فإنما وضعه ليُفهم بذاته من غير شرح، وإنما احتيج إلى الشرح لأمور ثلاثة:

أحدها: كمال فضيلة المصنف، فإنه بجودة ذهنه وحسن عبارته، يتكلم على معان دقيقة، بكلام وجيز يراه كافياً في الدلالة على المطلوب، وغيره ليس في مرتبته، فربما عسر عليه فهم بعضها أو تعذر، فيحتاج إلى زيادة بسط في العبارة لتظهر تلك المعاني الخفية، ومن هنا شرح بعض العلماء تصنيفه.

وثانيها: حذف بعض مقدمات الأقيسة، اعتماداً على وضوحها، أو لأنها من علم آخر، وكذلك إهمال ترتيب بعض الأقيسة، وإغفال علل بعض القضايا، فيحتاج الشارح أن يذكر المقدمات المهملات، ويبين ما يمكن بيانه في ذلك العلم، وينبه على الغَنيَّةِ عن البيان، ويرشد إلى أماكن ما لا يتبين بذلك الموضع من المقدمات، ويرتب القياسات، ويعطي علل ما لا يعطي المصنف علله.

وثالثها: احتمال اللفظ لمعان تأويلية، كما هو الغالب على كثير من اللغات، أو لطافة المعنى عن أن يعبر عنه بلفظ يوضحه، أو للألفاظ المجازية واستعمال الدلالة الالتزامية، فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه. وقد يقع في بعض التصانيف ما لا يخلو البشر عنه من السهو والغلط والحذف لبعض المهمات وتكرار الشيء بعينه لغير ضرورة إلى غير ذلك مما يقع في الكتب المصنفة، فيحتاج الشارح أن ينبه على ذلك.

وإذا تقررت هذه القاعدة نقول: إن القرآن العظيم إنما أنزل باللسان العربي في زمن أفصح العرب، وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه، أما دقائق باطنه فإنما كانت تظهر لهم بعد البحث والنظر، وجودة التأمل والتدبر، مع سؤالهم النبي صلى الله عليه وسلم في الأكثر، ودعا لحبر الأمة فقال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل).

ولم ينقل إلينا عن الصدر الأول تفسير القرآن وتأويله بجملته، فنحن نحتاج إلى ما نوا يحتاجون إليه، زيادة على ما لم يكونوا يحتاجون إليه من أحكام الظواهر، لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم، فنحن أشد احتياجاً إلى التفسير.

ومعلوم أن تفسيره يكون من قبيل بسط الألفاظ الوجيزة، وكشف معانيها، وبعضه من قبيل ترجيح بعض الاحتمالات على بعض لبلاغته، وحسن معانيه، وهذا لا يستغني عن قانون عام يعول في تفسيره عليه، ويرجع في تأويله إليه، ومسبار تام يميز ذلك، وتتضح به المسالك، وقد أودعناه كتابنا المسمى (نُغَبُ الطائرِ من البحر الزاخر)، وأردفناه هنالك بالكلام على الحروف الواقعة مفردة في أوائل السور، اكتفاء بالمهم عن الإطناب لمن كان صحيح النظر).

توجيه النظر للجزائري 1/ 85 - 87، بعناية الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Nov 2009, 10:43 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم.

نسأل الله تعالى التوفيق و السداد.

جزاكم الله خيرا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Nov 2009, 01:26 م]ـ

قال الحق تبارك وتعالى

( ... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) سورة النحل من الآية (44)

إن في القرآن الكريم الكثير من الأوامر والأحكام المبهمة التي تحتاج إلى بيان وإن كانت وردت في ألفاظ واضحة المعنى، ولهذا كانت السنة ضرورة لبيان كتاب الله تعالى وهذا البيان هو نوع من التفسير الذي يحتاجه كل أحد في زمن التنزيل وبعده.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير