تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد ذهب إلى ذلك كثير من المفسرين، وهذا القول فيه نظر؛ فإن الروايات التي ساقت القصة معلولة، وأحسنها وهي رواية أحمد عن الحارث بن ضرار الخزاعي، وفي إسنادها مجهول، وقد أنكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه "العواصم من القواصم" (ص102) هذه القصة قال: "وقد اختلف فيه، فقيل: نزلت في ذلك -أي في شأن الوليد. وقيل: في علي والوليد في قصة أخرى- وقيل: إن الوليد سيق يوم الفتح في جملة الصبيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح روءسهم وبرك عليهم إلا هو فقال: إنه كان على رأسي خلوق، فامتنع صلى الله عليه وسلم من مسه، فمن يكون في مثل هذه السنن يرسل مصدقا، وبهذا الاختلاف يسقط العلماء الأحاديث القوية، وكيف يفسق رجل هذا الكلام؟ فكيف برجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كلام على الوليد بن عقبة في الأنوار الكاشفة (ص263) أثبت فيه أنه لم يؤثر له رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملة ما نفاه هذا الحديث الذي ذكره ابن العربي.

الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع

الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م.

ولي وقفة مع تحسين العلامة الألباني للحديث الذي رواه الامام أحمد والبزار وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني واللفظ له قال:

2335 - حدثنا يعقوب بن حميد نا عيسى عن جده عن أبيه علقمة رضي الله عنه قال: بعث إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدق أموالنا فسار حتى إذا كان قريبا منا وذلك بعد وقعة المريسيع رجع فركبنا في أثره وسقنا طائفة من صدقاتنا ونفقات يحملونها فقدم قبلهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيت قوما في جاهليتهم جدوا القتال ومنعوا الصدقة فلم يغير ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ الآية قال وأتى المصطلقيون النبي صلى الله عليه وسلم على أثر الوليد بطائفة من فرائضهم يسوقونها ونفقات يحملونها فذكروا ذلك له وأنهم خرجوا يطلبون الوليد بصدقاتهم فلم يجدوه قال فرفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان معهم وقالوا يا رسول الله بلغنا مخرج رسولك فسررنا بذلك وقلنا نتلقاه فبلغنا رجعته فخفنا أن يكون ذلك سخطة علينا وعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يشتروا منه ما بقي فقبل منهم الفرائض وقال ارجعوا بنفقاتكم فإنا لا نبيع شيئا من الصدقات حتى نقبضه فرجعوا إلى أهاليهم وبعث إليهم من قبض بقية صدقاتهم.

(الآحاد والمثاني [جزء 4 - صفحة 309]

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير