أ- أن المصطلح ليس ضرورة أن يتفق عليه الناس ,كما هو سائد في تعريف المصطلح.إذ يمكن أن يكون هناك مصطلح يأتي من جهة ما جاهز الاصطلاحية.
ب- أنه في تاريخنا وعبر نصوص كثيرة وفي واقعنا وواقع غيرنا أيضا يوجد هذا الاستعمال للمصطلح إذ يوجد كثيرا مثل قولهم " هذه اللفظة في اصطلاح فلان".
ج – أن كل المذاهب و التيارات عندنا و عند غيرنا, تأسست على نصوص بعينها ,استعمل أصحابها فيها ألفاظا بعينها ,صارت بعد ,لاستعمالهم إياها بمفاهيم معينة داخل الرؤية العامة التي قدموها للناس, صارت لها دلالات خاصة ,أي مفاهيم خاصة ,تبناها من جاء بعد واستعملها ,فهي في الحقيقة لم تصر مصطلحات بسبب الاستعمال الذي طرأ بعد – و إن كان ذلك أكد اصطلاحاتها - و لكن صارت مصطلحات لذالك التخصيص المفهومي الذي كان لها من قبل المؤسس.
و هذا كثير ,و في التيارات و الذاهب .. فأي كلام عندنا أو عند غيرنا هو مؤسس على هذا الكلام.
2 – لماذا المصطلح القرآني أولوية؟
الأمر بسيط جدا , لأننا نحن الآن لا نفقه قرآننا و لا نفقه ديننا , و هذا عليه أمثلة كثيرة لدى النخبة و لدى العامة, و بتعبير القدماء لدى الخاصة و العامة , لقد بعدنا جدا عن كتاب ربنا , بعدنا على لمستوى الفهم , و بعدنا على المستوى العملي , و هو نتيجة لمستوى الفهم , و من ثم على مستوى الأحوال, نتيجة بعنا على المستوى الأعمال.
فلذلك وجب تجديد الفهم , من أجل تجديد العمل , من أجل تحسين الحال بصفة عامة.
نحن نحتاج إلى الدخول من باب الدخول "و إنما تؤت البيوت من أبوابها " فقبل أن ندخل إلى الجملة القرآنية , يجب أن نفتح باب الألفاظ القرآنية , إذ الجملة مكونة من ألفاظ وليس المقصود الألفاظ التي تكون في النص العادي ولكن المقصود الألفاظ المصطلحات التي تعبر عن مفاهيم والتي بها يتم الدخول إلى المفهوم الكلي ألنسقي للقرآن الكريم.
هناك نسق مفهومي لهذا الدين كامن في كتاب اله غز وجل وفي سنة رسول الله "ص" التي تبينه.
هو كامن يحتاج إلى تجلية جزئية والكلية.
هذا الأمر إذا لم يتم على وجهه الصحيح لم تتضح الصورة على وجهها الصحيح.
وقد تعرض المصطلح القرآني خلال أربعة عشر قرنا لاعتداءات متعددة بأشكال مختلفة صغرته , أو حرفته عن موضعه أو عن مفهومه أو جاءت ببدل عنه نهائيا وأهميته. وقد كان هذا كان موضوعا لعرض خاص قدم في جامعة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان:نحن والمصطلح القرآني".وذلك لبيان ماذا فعلنا عبر تاريخنا وفي واقعنا بالمصطلح القرآني.
3 - كيف ندرس المصطلح القرآني؟
الأمر بسيط أيضا ,لأنه مسطرا في هذا الكتيب الصغير"القرآن الكريم والدراسة المصطلحية "وخلاصته بالإشارة أن الدراسة المصطلحية مدارها على خمسة أركان:
الإحصاء أولا للفظ ثم بعد ذلك الدراسة المعجمية له ثم بعد ذلك الدراسة المفهومة له ثم بعد ذلك عرضه على نمط خاص ببيان تعريفه وبيان صفاته بأنواعها وبيان علاقاته بأنواعها وبيان ضمائمه بأنواعها مشتقاته بأنواعها.
وأخير بالدخول إلى عالم قاضيات بأبعاده.
هذا الأمر في حد ذاته يحتاج إلى كلام طويل عريض ويكفي أن أقول: إن معهد الدراسات المصطلحية قد خصص لكل ركن من تلك الأركان دورة تدريبية كاملة فيها أشياء متعددة وأمور كثيرة.
رابعا:أولوية الهدى المنهاجي:
الأولوية الثانية هي أولوية الهدى ألمنهاجي.
1 - ماذا أقصد بالهدى ألمنهاجي؟
أقصد بالتحديد ما جعله الله عز وجل طلبا في قوله: "اهدنا الصراط المستقيم " ,وهو الطلب الوحيد الإجباري الذي للمؤمن في حياته كلها , في جميع صلواته ذلك بأن الفاتحة كما تعلمون مؤسسة على هذا الدعاء ما قبل "أهدنا" مؤسس له وما بعد" أهدنا" مفصل له وليس في الفاتحة دعاء إلا "أهدنا الصراط المستقيم " ما قبلها يؤسس لأدب الدعاء وما بعدها يفصل في هذا الدعاءُ.
وليس في الكتاب بعد إلا " الهدى" قال تعالى: "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه الهدى للمتقين" وقال أيضا "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس بينات الهدى والفرقان" وقال جل جلاله:"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" ... إلى غير ذلك من الآيات.
فلذلك أقول:إني أقصد بالهدى المنهاجي تلك الطريقة المثلى للتفكير والتعبير والتدبير.
الفردي والجماعي في مختلف الأحوال هذا ما أقصد بالهدى المنهاجي.
2 - لماذا الهدى المنهاجي؟
¥