تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبما أن علم تشريح الأجنة بكامله لم يظهر إلا منذ نحو قرن تقريبا ولم يكتشف هذه الحقيقة إلا حديثا فمن أخبر محمدا أو من أخبر غيره من بقية الأمم بشيء من هذا.

هذا الاكتشاف هو اكتشاف لإعجاز علمي في القرآن الكريم يثبت أن هذا القرآن ليس إن من عند الله تعالى.

3 - كيف نكتشف الإعجاز العلمي؟

لابد أولا من تفوق في التخصص إذ القوة في التخصص أي تخصص في أي علم من العلوم تفضي بصاحبها إلى اكتشاف المجهول.

ثم أيضا التفوق في تذوق القرآن بما يستلزم ذلك من إتقان للغة العربية ومن علوم الآية بصفة عامة. ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

ثم بعد ذلك وقبل ذلك اليقين لأنه إذا حضر التفوق في التخصص والتفوق في التذوق ولم يحضر اليقين أي الإيمان بما في هذا القرآن إلى درجة اليقين فإنه لا يحصل الاهتداء " قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء واللذين لا يومنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولائك ينادون من مكان بعيد".

سادسا: أولوية إعداد النصوص

الأولوية الرابعة هي أولوية إعداد النصوص.

1 - ماذا اقصد بإعداد النصوص؟

المقصود بإعداد النصوص في هذه الإشارات هو تصييرها صالحة للاعتماد العلمي. ولا يكون ذلك إلا بالتوثيق والتحقيق والتكشيف.

2 - لماذا يجب إعداد النصوص؟

لماذا لابد من إعداد النصوص: نصوص الدراسات القرآنية؟ ذلك لتحقيق شرط العملية في مادة الخام والاستكمال الشخصية النصية لتخصص فتحضر المادة كلها لتعم الأحكام وتحضر موثقة محققة لتصح الأحكام وتحضر مكشفة ليسهل جمع ما تفرق من المادة الخام.

3 - كيف تعد النصوص للدراسة؟

المراحل الثلاث:

مرحلة توثيق النسبة أي توثيق نسبة النص إلى صاحبه.

ثم مرحلة توثيق المتن وهو ما يسمى بالتحقيق عادة لأنا نريد أن نستوثق من أن هذا النص لفلان. وإلا فجميع النتائج ستفسد سنحكم على عصرنا حكما غير صحيح أو على شخصية ما أو اتجاه أو تيار .. ثم ينبغي أن نستوثق من أن هذا النص هو أقرب شيء للنص الذي خرج من قلم صاحبه إن لم يكن يطابقه.

ثم مرحلة ثالثة ينبغي أن نخضع هذا النص لعملية تكشيف في مستوياتها الأربعة تكشيف أسماء الأعيان وتكشيف الموضوعات وتكشيف النقول وتكشيف المصطلحات. وفي ذلك الفوائد يطول الكلام فيها.

سابعا: أولوية تكميل أصول البيان

الأولوية الخامسة هي أولوية تكميل أصول البيان.

1 - ما المقصود بأصول البيان؟

أقصد بأصول البيان ما تعرفونه من أصول التفسير وأزعم أن لفظة البيان هي اللفظة الأنسب للمراد "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه " وهي اللفظة التي ترددت في القرآن كثيرا. أما التفسير فلم يرد إلا مرة واحدة وفي سياق بعينيه لا صلة له بهذا الموضوع.

2 - لماذا أصول البيان؟

السبب هو أن هذا الأمر لما يحسم فيه ولما يجمع حتى الساعة وينظم في صورة نظرية متكاملة لفهم القرآن حق الفهم. لقد خدم الحديث، حديث رسول "ص" وخدم النحو وخدمت البلاغة حتى قالوا إنها علوم نضجت واحترقت. لكن علم بيان القرآن لم ينضج ولم يحترق, و ما زال الباب مفتوحا على مصراعيه.

وإني بحمد الله تعالى لعلى علم بما هو كائن.

فلماذا نكمل أصول البيان إذن , لأجل نقصانها في الواقع, ولضرورتها للاستنباط الصحيح.

3 - كيف نكمل أصول البيان؟

لابد أن نجمع المتفرق و هو في مقدمات أصول التفسير و في بواطن كتب التفسير و في كتب علوم القرآن بأشكالها و ألوانها و في كتب الأصول و في كتب اللغة و في غير ذالك. هو مفرق في عدد من العلوم. و القواعد الأصولية كثير منها أصول تفسيرية أي أصول بيانية.

ثم بعد ذالك لابد أن نخلص الملتبس و لابد أن نضيف الناقص.

و على سبيل المثال: فقد بقي جهد مدرستين خارج الإطار:جهد مدرسة المقاصد و جهد المدرسة الاجتماعية المعاصرة. فجهودهما مشتتة لما تجمع لتلحق بالضوابط العامة.

ثم من بعد ذالك لابد من عمليات للتمحيص و التقعيد و التصنيف قبل أن يصاغ كل الناتج في صورة نظرية شاملة كاملة.

ثامنا: خاتمة فيها قبل الأولويات

أولا: تكوين الأطر العلمية القوية الأمينة المؤهلة: و هذا أمر فيه كلام عريض لابد أن نحرس على أن ندفع بالمعدن الممتازة إلى مجال العلوم الشرعية"لأن التصفية بلغة اليوم تتم في التاسعة أي في نهاية مرحلة الإعدادي هناك" يصفى " العلم الشرعي "التصفية الجسدية ".أي إن خيرة العقول يذهب بها إلى اختصاص الرياضيات أو يذهب بها إلى العلوم التجريبية وما بقي يعطى للعلوم الأدبية وما يلحق بها من علوم شرعية على قاعدة " ويجعلون لله ما يكرهون".

فتكوين الأطر القوية الأمينة إذن لابد منه. و هو يبدأ باختيار المعدن الكريمة و تأهيلها التأهيل العالي. لابد من تحررنا من ضغط الخبز و من ضغط غير الخبز لابد من تحررنا من كل الضغوط لنستطيع أن نأتي بما ينفع الناس و يمكث في الأرض.

ثانيا: اعتماد العلمية والمنهجية و التكاملية في البحث:

العملية بشروطها التي أشير إليها قبل بأن نلتزم بصحة المقدمات و صحة الطريقة و صحة النتائج. و تبعا لذالك نهيئ ما يلزم لذالك.

و المنهجية تتجلى في أنك تسير بطريقة معينة انطلاقا من الجزئيات لتركيب الكليات و ترسم الطريق عبر مراحل يفضي بعضها إلى بعض.

و التكاملية تعني التنسيق في العمل و التكامل فيه, فإذا اشتغل مثلا بالأذن فينبغي أن يشتغل الآخر بالعين والآخر اليد و الآخر الرجل وهكذا. نحن بحاجة إلى التكامل في البحث. وإن هذه النقطة فيها نقص كبير و فيها كوارث ليس التكرار الكثير في البحوث الذي يقع حتى الكلية الواحدة و الشعبة الواحدة.

و أخيرا استصحاب الرؤية الشاملة في المسألة العلمية بمعنى ألا ننظر إلى موضوعنا مجردا عن غيره أو إلى تخصصنا مجردا عن غيره أو إلى المكان الذي نبحث فيه مجردا عن غيره وهكذا ... و هكذا .. و بالله التوفيق

المصدر http://www.adarsalquran.net/

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير