كما بيّنَ الشيخُ رحمه الله خطأ تقديمِ النساءِ على الرجالِ في الذِّكْرِ كَقولِهم: أيُّهَا السيدات ُوالسادة، وبيانُ أنّ الصوابَ تقديمُ الرجالِ كما قدَّمَهُم الله في كتابهِ أخْذًا مِن قوله {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ} (النساء: من الآية7).
ثانيًا: الردُّ على الدعواتِ المنحرفةِ
عند تفسيره لقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ
تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} (المائدة: من الآية15)
قالَ:" فالذينَ يطنطنون الآيةَ ويريدونَ أنْ يُقرِّبُوا بينَ الأديانِ ويقولونَ إنّ الله سَمَّاهُم أهلَ كتابٍ زَعْمًا مِنهم أو إيهامًا مِنهم أنّ ذلكَ مِن بابِ التكريمِ لهم والرِّضَا بما هم عليهِ: نقولُ: إنّ الله لم يُخاطبهم بذلكَ تكريمًا لهم وكيفَ يكونُ ذلكَ إكرامًا لهم واللهُ يقولُ: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة:60)، لكنْ ناداهم بهذا الوصفِ إقامةً للحُجَّةِ عليهم، وأنّ تَصرُّفَهُم أبعد ما يكون عن العقلِ؛ لأنّ أهلَ الكتابِ يجبُ أنْ يكونوا أوّلَ عاملٍ بهِ ". (3)
وعند تفسيره لآيةِ الدَّيْنِ، ذكرَ مِن فوائدها:" دَحْرُ أولئكَ الذينَ يقولونَ: إنّ الإسلامَ ما هو إلاّ أعمالٌ خاصّةٌ بعبادةِ الله عز وجل، وبالأحوالِ الشخصيةِ؛ كالمواريثِ، وما أشبهها؛ وأمّا المعاملاتُ فيجبُ أنْ تكونَ خاضعةً للعصرِ، والحالِ؛ وعلى هذا فينسلخونَ مِن أحكامِ الإسلامِ فيما يتعلقُ بالبيوعِ، والإجاراتِ وغيرها، إلى الأحكامِ الوضعيةِ المبنيةِ على الظلم والجهل ". (4)
وعند تفسيره لقوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} (البقرة: من الآية223)
ذكرَ مِن فوائدها:" أنّهُ ينبغي للإنسانِ أنْ يُحاولَ كثرةَ النَّسْلِ؛ لقوله تعالى {حَرْثٌ لَكُمْ}، وإذا كانت حَرْثًا فهل الإنسانُ عندما يَحرثُ أرضًا يُقلِّلُ مِن الزَّرْعِ أو يُكثِرُ مِن الزَّرْع؟
فالجواب: الإنسانُ عندما يَحرثُ أرضًا يُكثِرُ مِن الزرعِ ويُؤيِّدُ هذا قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم [تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلُودَ] (5)؛ وأمّا القولُ بتحديدِ النَّسْلِ فهذا لا شكَّ أنّه مِن دَسَائِسِ أعداءِ المسلمين يُريدونَ مِن المسلمينَ ألاَّ يَكْثُرُوا؛ لأنّهم إذا كَثُرُوا أَرْعَبُوهُم، واسْتَغْنَوا بأنفسهم عنهم: حَرَثُوا الأرضَ، وشَغَّلوا التجارةَ، وحصلَ بذلكَ ارتفاعٌ للاقتصادِ،وغير ذلكَ مِن المصالحِ؛ فإذا بَقُوا مُسْتَحْسِرِينَ قَلِيلِينَ صَارُوا أَذِلَّةً، وصَارُوا مُحتاجِينَ لغيرهم في كُلِّ شيءٍ؛ ثم هل الأمرُ بِيَدِ الإنسانِ في بَقاءِ النَّسْلِ الذي حَدَّدَهُ؟! فقد يَموتُ هؤلاءِ المحدَّدُونَ؛ فلا يبقى للإنسانِ نَسْلٌ ". (6)
ومِمَّا ذكرهُ أيضًا في هذا البابِ:
- الردُّ على القوميّةِ العربية. (7)
- الردُّ على الشُّيُوعِيِّنَ المنكرينَ للخالقِ. (8)
- تحريمُ الاشتراكيّةِ والدعوةِ إليها، مع بيان خطئها، وبيانُ حكمةِ الله في جَعْلِ الناسِ فقراءَ وأغنياء. (9)
- بُطلان توهّمِ مَن حكَّمَ القوانينَ الوضعيّة وظَنَّ أنّ بها صالح الأمّةِ. (10)
- الردُّ على دُعاةِ تحرير المرأةِ وبيانُ أنّ أساليبهم مُشابهةٌ لأساليبِ اليهودِ والنصارى. (11)
- التحذيرُ مِن النصرانيّةِ ودُعاتها. (12)
- الردُّ على مَن قالَ: إنّ تطبيقَ الحدودِ تشويهٍ للمجتمع. (13)
ثالثًا: الردُّ عى بعض النَّظريَّاتِ الشائعةِ
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ? وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ? لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (يّس:38 - 40)
¥