3. وهذا المقطع ليس كغيره من المقاطع الأخرى، فهو لا ينقسم إلى بنيات لأنه لحمة واحدة، فهو من أوله إلى آخره يتناول قصة آدم عليه السلام ومن ثم فهو عبارة عن بنية واحدة مقسمة إلى مجموعة من العناصر هي:
? آدم عليه السلام هو خليفة الله في الأرض.
? الملائكة تعرف أن هذا المخلوق الجديد سيفسد في الأرض.
? الله وهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات.
? سجود الملائكة لآدم عليه السلام.
? استكبار إبليس عن السجود لآدم عليه السلام.
? عصيان آدم عليه السلام لربه بأكله من الشجرة.
? نزول آدم وإبليس - لعنه الله- إلى الأرض.
? توبة الله تعالى على آدم عليه السلام.
وبعد ذلك يستطرد سيد قطب إلى الحديث عن الإيحاءات والتصورات والحقائق المستخلصة من قصة آدم عليه السلام. ويمكننا ان نجملها في ما يلي:
? آدم عليه السلام مخلوق ابتداء لعمارة الأرض، وقد ابتلي بالأكل من الشجرة تربية له، وإعدادا له لمواجهة الغواية، وتذوق سوء العاقبة ومعرفة عدوه، والالتجاء بعد ذلك كله إلى الله تعالى.
? استأثر الله تعالى بمعرفة الغيب، والعقل البشري ليس في موسوعه معرفته أو الاطلاع عليه.
? الإنسان هو سيد هذه الأرض، ودوره فيها هو الدور الأول.
? إرادة الإنسان هي مناط العهد مع الله تعالى، وهي مناط التكليف والجزاء.
? الإنسان هو نفسه ميدان المعركة بين عهد الله وغواية الشيطان، بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل.
? الخطيئة فردية والتوبة هي الأخرى فردية.
ويختم المقطع بخاتمة قصيرة يوضح فيها أن قصة آدم عليه السلام تضمنت ثروة «من الحقائق والتصورات القويمة، وثروة من الإيحاءات والتوجيهات الكريمة، وثروة من الأسس التي يقوم عليها تصور اجتماعي وأوضاع اجتماعية، يحكمها الخلق والخير والفضيلة، ومن هذا الطرف نستطيع أن ندرك أهمية القصص القرآنية في تركيز قواعد للتصور الإسلامي، وإيضاح القيم التي يرتكز عليها، وهي القيم التي تليق بعالم صادر عن الله، متجه إلى الله، صائر إلى الله في نهاية المطاف، عقد الاستخلاف فيه قائم على تلقي الهدى من الله والتقيد بمنهجه في الحياة، ومفرق الطريق فيه أن يسمع الإنسان ويطيع ما يتلقاه من الله، أو أن يسمع الإنسان ويطيع لما يمليه عليه الشيطان، وليس هناك طريق ثالث إما لله وإما للشيطان، إما الهدى وإما الضلال، وإما الحق وإما الباطل، وإما الفلاح وإما الخسران، وهذه الحقيقة هي التي يعبر عنها القرآن كله، بوصفها الحقيقة الأولى، التي تقوم عليها سائر التصورات، وسائر الأوضاع في عالم الإنسان» (1).
ج- المقطع الثالث:
1. سرد الآيات المكونة للمقطع وهي من الآية 40 إلى الآية 74.
2. مقدمة المقطع وهي تتضمن الموضوعات التالية:
* محاربة اليهود للإسلام منذ أن هاجر الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ إلى المدينة.
* تذكير اليهود بنعم الله عليهم.
* حملة القرآن على اليهود. أسبابها وأهدافها.
* إعجاز القرآن يتمثل في التناسق الفني والنفسي في الأداء والأسلوب.
3. تقسيم المقطع إلى ثلاث بنيات:
- البنية الأولى وتشمل العناصر الآتية:
* اليهود تلقوا نعم الله تعالى عليهم بالكفر والجحود.
* دعوة بني إسرائيل إلى الوفاء بعهد الله عليهم.
* دعوتهم إلى الإيمان برسالة محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
* نهى الله تعالى بني إسرائيل عن المتاجرة بدينه.
* دعوتهم إلى الاندماج في موكب الإيمان.
وبعد ذلك يستطرد سيد قطب إلى الحديث عن آفتين هما:
* آفة المتاجرة بالدين.
* آفة التفريق بين القول والفعل، وبين العقيدة والسلوك.
واما العنصر الأخير من عناصر البنية الأولى فيتعلق بدعوة اليهود خاصة، والناس عامة إلى الاستعادة بالصبر والصلاة، واليقين بلقاء الله تعالى:
- البنية الثانية: وتشمل العناصر التالية:
* تذكير بني إسرائيل بما أنعمه عليهم، وتخويفهم من يوم القيامة.
* قصة اتخاذ بني إسرائيل موسى ـ عليه السلام ـ برؤية الله تعالى جهرة.
* عصيانهم الله تعالى بدخولهم القرية الموعودة على غير الهيأة التي أمرهم الله بها.
* تيسير الله تعالى لبني إسرائيل الطعام في الصحراء، والظل في الهاجرة كما من عليهم بإفاضة الرى على يد موسى ـ عليه السلام ـ.
* ادعاء اليهود بأنهم هم وحدهم المهتدون.
¥