تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المكان) وهذا استنباط قويٌّ،وفهم جيد،يؤيده الآيات الكثيرة الصريحة في ذلك ... (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) لم يذكر الجائي،لكن قد دلّت السنة أنه يؤتى بالنار تقاد بسبعين ألف زمام،كل زمام منها يقوده سبعون ألف ملك! وما أدراك ما قوة الملائكة،قوة ليست كقوة البشر،ولا كقوة الجن،بل هي أعظم وأعظم بكثير ... وقيادة النار بهذا العدد الكثير دليل على أنها عظيمة. وهذه النار إذا رأت أهلها من مكان بعيد سمعوا لها تعظياً وزفيراً،وليس زفيرها كزفير المعدات والطائرات،بل هو زفير تنخلع منه القلوب ... ؛ فلهذا أنذرنا الله تعالى منها. فهذه ثلاثة أمور،كلها إنذار: مجيء الرب جلّ جلاله،صفوف الملائكة،الإتيان بجهنم. (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) والمعنى: إذا جاء الله تعالى في يوم القيامة،وجاءت الملائكة صفوفاً صفوفا،وأحاطوا بالخلق،وحصلت الأهوال والأفزاع،يتذكر الإنسان أنه وعد بهذا اليوم،وأنه أعلم به من قبل الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وأنذروا وخوّفوا، ولكن من حقّت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن ولو جاءته كل آية،حينئذٍ يتذكر،لكن يقول الله ?: (وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) .. (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) يتمنى أنه قدم لحياته! وماهي حياته؟ أهي حياة الدنيا؟ لا والله! فالحياة الدنيا انتهت وانقضت،وليست الحياة الدنيا حياة في الواقع،فهي هموم وأكدار،كل صفو يعقبه كدر،كل عافية يتبعها مرض،كل اجتماع يعقبه تفرق! أين الآباء؟ أين الإخوان؟ أين الأبناء؟ أين الأزواج؟ هل هذه حياة؟! ... كل إنسان يتذكر أن مآله أحد أمرين: إما الموت،وإما الهرم! نحن نعرف أناساً كانوا شباباً في عنفوان الشباب، فعُمّروا لكن رجعوا إلى أرذل العمر، يرق لهم الإنسان إذا رآهم في حالة بؤس، حتى وإن كان عندهم من الأموال ما عندهم،وعندهم من الأهل ما عندهم،لكنهم في حالة بؤس ... الحياة هي ما بينها الله تعالى في قوله: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ [العنكبوت: 64] أي: لهي الحياة التامة (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ... إذن على الإنسان أن يستعد قبل أن يقول: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي).

وقد جمعت بعض مواعظ المفسرين،وضعت منها الموعظة الأولى،وستنزل البقية تباعاً ـ إن شاء الله ـ: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6403

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Sep 2006, 01:33 م]ـ

كلامك في محله أخي الكريم الدكتور عمر , والجوانب الوعظية بينة في تفسير الشيخ رحمه الله عموماً , إلا أنه أوضح فيما تفضلت به , وأضيف أيضا تفسيره الإذاعي والذي طبع فيما بعد باسم أحكام القرآن الكريم.

وما اشرت إليه كان يُلقيهِ أثناءَ افتتاحيّةِ لقاءِهِ: البابُ المفتوح، وهو لقاءٌ لم يَكُنْ خاصًّا بطلبةِ العلمِ، وإنّما هو لعامّةِ الناسِ، وقد بدأَ بتفسيرِ جزء عمّ، وبعد انتهائه مِنه بدأَ بسورة الحجراتِ (1) وماتَ رحمه الله ولَمْ يُتِمَّه حيثُ وصلَ فيه الآيةَ السادسة عشرة مِن سورة المجادلة ()، وعلى هذا فيكون ما فسَّرهُ مِن المفصَّلِ يزيدُ على النصفِ قليلاً.

وقد طُبِعَ مِنه حتّى الآن جزءُ عمَّ وأُلحِقَ به تفسير سورة الفاتحة؛ تحتَ عنوان: تفسير القرآن الكيم، والذي أراهُ تسميتهُ بـ: تفسيرُ المفصَّل، حيثُ أنّ طريقتهُ هنا تختلفُ عن طريقتهِ في تفسيرِ أوَّلِ القرآنِ وتعليقهِ على تفسير الجلالين، ويتبينُ هذا بذكرِ ملامح مَنهجهِ في هذا التفسير بما يلي:

1 - يذكرُ المعنى العام للآية بأسلوبٍ ميسّر مناسبٍ للمخاطَبين، حيث كانَ الشيخُ يُلقِيهِ على عامّةِ الناسِ في اللقاء المشهور: البابُ المفتوح، وهو لقاءٌ لم يكنْ خاصاً بطلبةِ العلم كما قدّمتُ، قالَ الشيخُ في تفسير سورة العاديات:" هذا هو التفسير اليسير لهذهِ السورة العظيمة ومَن أرادَ البَسْطَ فعليهِ بكتب التفاسير التي تَبْسُطُ القولَ في هذا، ونحنُ إنما نشير

إلى المعاني إشارةً مُوجَزة ". ()

وهو في هذا الجُزْء أَشْبَهَ طريقةَ شيخهِ عبد الرحمن السعدي في تفسيره.

2 - اعتنى الشيخُ بالجانبِ السلوكيّ والوعظيّ. ()

3 - لم يتعرّض الشيخُ لإعرابِ الآيات واستنباطِ الفوائدِ مِنها على عادتهِ في التفسير؛ إلاّ في القليلِ النَّادِر. ()

4 - يُنَبِّهُ على ما يقعُ فيه الناسُ مِن أخطاء سواء كانت أخطاء عملية () أو أخطاء قولية ()، وذلكَ عند مناسبتها لما يفسِّره الشيخُ من الآيات.

5 - اهتمّ بذِكْرِ المناسباتِ بين الآيات. ()

6 - اهتم بذِكْرِ القراءاتِ وتَوْجِيهها. ()

7 - الاكتفاءُ بالقولِ الراجحِ في الآية، وذكرُ الخلافِ عند الحاجة. ()

8 – يتعرّضُ أحيانًا لأسبابِ النزول. ()

................ حاشية

(1) المفصَّل يبدأُ مِن سورة (ق) على القولِ الراحجِ، وهو رأيُ ابن عثيمينَ رحمه الله، وقد بيّنَ أنّه إنّما بدأَ بسورة الحجراتِ نظرًا لاشتمالها على أحكامٍ كثيرة، مع العلم أنّ هناكَ قول بأنّ المفصَّلَ يبدأُ مِن سورة الحجرات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير