تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولو ركَّز القارئ لهذا الكتاب على جملة من هذه الموضوعات؛ خصوصًا (القواعد العلمية، وحجج الترجيح أو الرد على الأقوال، وكذا حجج قبول القراءة أو ردها) = لخرج بفائدة عظيمة، وتدريبات عملية على كيفية التعامل مع أقوال المفسرين.

والموضوع في ذلك يطول، ولعل فيما ذكرته موجزًا غُنية، والحمد لله رب العالمين.

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2006, 10:09 م]ـ

رعاك الله يا أبا عبدالملك.

وأحب الإشارة إلى أن للدكتور مساعد الطيار درساً أسبوعياً قديماً في تفسير الطبري هذا، وهو به خبير وفقه الله وزاده علماً وفقهاً في كتابه، وكم لأبي عبدالملك عندي وعند غيري من يدٍ بيضاء لا نجازيه عليها إلا بالدعاء جزاه الله خيراً.

إن التعرف على منهج الطبري يحتاج إلى طول صحبة لهذا التفسير، وليتكم يا أبا عبدالملك تساهمون في بيان منهج الطبري، ولا سيما دقائق المنهج التي لم أجد من حررها فيمن كتب في منهجه بحسب اطلاعي القاصر. وقد كنت أتمنى أن يكون كتاب الشيخ محمود محمد شاكر الذي أشار إلى أنه يكتبه قد خرج للناس، فإن العلامة محمود شاكر من القلائل الذين يحسنون قراءة كتب السلف ويتوغلون في مطاوي مسالك مناهج المؤلفين كالطبري. فإنه قد ذكر في مقدمة تحقيقه لتفسير الطبري عظمة هذا التفسير، وتخوفه من تحقيقه والتعليق عليه، فقال: (وكان من قصة أول ما قطعني عن المضي في إصدار هذا الجزء في ميعاده سنة 1380 من الهجرة، أني كنت حين بدأت نشر تفسير أبي جعفر الطبري، على مثل حد السيف من التخوف لهذا الكتاب الجليل، فأمسكت نفسي عن التعليق على بعض مسائله، مخافة أن يزل القلم، أو يزيغ بي الرأي).

وإنك لتجد في كلام محمود شاكر في مقدمة تحقيقه ما يشير إلى مدى أنسه منذ كان صغيراً بتفسير الطبري، وتعال معي أخي الحبيب لقول محمود شاكر في مقدمة تحقيقه لتفسير الطبري:

(اللّهُم اغفر لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وتغمّده برحمتك، واجعله من السابقين المقرَّبين في جنّات النعيم، فقد كان - ما عَلِمْنا- من الذين بَيَّنوا كتابَك للناس ولم يكتموه، ولم يشتَرُوا به ثَمَنًا قليلا من مَتاع هذه الحياةِ الدنيا؛ ومن الذين أدَّوْا ما لزمهم من حقِّك، وذادُوا عن سنة نبِّيك؛ ومن الذين ورَّثوا الخلَفَ من بعدهم علم ما عَلموا، وحَمَّلوهم أمانةَ ما حَمَلوا، وخلعُوا لك الأندادَ، وكفَروا بالطاغوتِ، ونَضَحوا عن دينك، وذبُّوا عن شريعتك، وأفضَوْا إليك ربَّنا وهمْ بميثاقك آخذون، وعلى عهدك محافظون، يرجون رَحْمتَك ويخافُون عذابَك. فاعفُ اللهمّ عنا وعنهم، واغفر لنَا ولهم، وارحمنا وارحمهم، أنت مولانَا فانصرنَا على القومِ الكافرين.

كان أبو جعفر رضي الله عنه يقول: "إِنّي لأعجبُ مَمنْ قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟ ". ومنذ هداني الله إلى الاشتغال بطلب العلم، وأنا أصاحب أبا جعفر في كتابيه: كتاب التفسير، وكتاب التاريخ. فقرأتُ تفسيره صغيرًا وكبيرًا، وما قرأتُه مرَّةً إلا وأنا أسمعُ صوته يتخطّى إليّ القرون: إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذُّ بقراءته؟ فكنتُ أجدُ في تفسيره مصداقَ قوله رضي الله عنه)

ولعمري إن هذا كلام واقم محب لهذا الإمام ولهذا التفسير وما أجدره بهذا الحب وهذه العناية.

ثم قال محمود شاكر مشيراً إلى ما في منهج الطبري من الغموض أحياناً، وأنه عزم على صنع كتاب في منهجه في التفسير:

(وكنتُ أحبُّ أن أبيّن ما انفردَ به الطبريّ من القول في تأويل بعض الآياتِ، وأشرح ما أَغْفَله المفسّرون غيرُه، ولكني خفتُ أن يكونَ ذلك سببًا في زيادة الكتاب طولا على طوله؛ مع أني أَرَى أن هذا أمرٌ يكشف عن كتاب الطبري، ويزيدنا معرفة بالطبري المفسّر، وبمنهجه الذي اشتقّه في التفسير، ولم اختلف المفسّرون من بعده، فأغفلوا ما حرصَ هو على بيانه؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير