تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَبَاحَ لَهَا أَنْ تُبْدِيه مِنْ ذِرَاعهَا إِلَى قَدْر النِّصْف. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعهمْ إِجْمَاعًا , كَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ لَهَا أَنْ تُبْدِي مِنْ بَدَنهَا مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَة كَمَا ذَلِكَ لِلرِّجَالِ ; لِأَنَّ مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَة فَغَيْر حَرَام إِظْهَاره. وَإِذَا كَانَ لَهَا إِظْهَار ذَلِكَ , كَانَ مَعْلُومًا أَنَّهُ مِمَّا اسْتَثْنَاهُ اللَّه تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ: {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} لِأَنَّ كُلّ ذَلِكَ ظَاهِر مِنْهَا.

وهذه أمثلة ولا يخلوا تفسيره من أوله الى آخره من ذكر تلك الأوجه.فلا يمكن أن يوصف تفسير ابن جرير بانه تفسيرا بالمأثور كتفسير ابن ابي حاتم او الدر المنثور.

بل إن الممتبع لتفسير الطبري سيجد الآتي:

أنه يذكر الآية أو جزء منها ثم يذكر تفسيرها, إن كان لم يصله خلاف في ذلك , فإن كان عنده نقل عن الصحابة أاو التابعين فإنه يقول وبنحو ذلك قال أهل التأويل ويستدل بسنده إالى من وصله خبرهم في ذلك. أم إن كان خلافا قد وقع في بعض ما يتعلق بالتفسير فإنه يشير الى الخلاف. كالخلاف في المعنى اللغوي أو الاختلاف بكيفية ذلك الامر.

ومثال التفسير بما لا يستشهد عليه بقول:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيهِمْ اللَّه مِنْ فَضْله} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ} مَا يَنْكِحُونَ بِهِ النِّسَاء عَنْ إِتْيَان مَا حَرَّمَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَوَاحِش , {حَتَّى يُغْنِيهِمُ اللَّه مِنْ} سَعَة {فَضْله} وَيُوَسِّع عَلَيْهِمْ مِنْ رِزْقه.

وبما استشهد عليه بأقوال الصحابة أو التابعين ولم ينقل خلافا في التفسير:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِذَلِكَ: نِسَاؤُكُمْ مُزْدَرَع أَوْلَادكُمْ , فَأْتُوا مُزْدَرَعكُمْ كَيْفَ شِئْتُمْ , وَأَيْنَ شِئْتُمْ. وَإِنَّمَا عَنَى بِالْحَرْثِ الْمُزْدَرَع , وَالْحَرْث هُوَ الزَّرْع , وَلَكِنَّهُنَّ لَمَّا كُنَّ مِنْ أَسِبَاب الْحَرْث جُعِلْنَ حَرْثًا , إذْ كَانَ مَفْهُومًا مَعْنَى الْكَلَام. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 3446 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الْمُحَارِبِيَّ , قَالَ: ثنا ابْن الْمُبَارَك , عَنْ يُونُس , عَنْ عِكْرِمَة , عَنْ ابْن عَبَّاس: {فَأْتُوا حَرْثكُمْ} قَالَ: مَنْبَت الْوَلَد. 3447 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ: ثنا عَمْرو , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْث لَكُمْ} أَمَّا الْحَرْث فَهِيَ مَزْرَعَة يَحْرُث فِيهَا.

وبما ذكر الاختلاف في التفسير:

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره. وَالْمُطَلَّقَات اللَّوَاتِي طُلِّقْنَ بَعْد ابْتِنَاء أَزْوَاجهنَّ بِهِنَّ , وَإِفْضَائِهِمْ إلَيْهِنَّ إذَا كُنَّ ذَوَات حَيْض وَطُهْر , يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ عَنْ نِكَاح الْأَزْوَاج ثَلَاثَة قُرُوء. وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل الْقُرْء الَّذِي عَنَاهُ اللَّه بِقَوْلِهِ: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} فَقَالَ بَعْضهمْ: هُوَ الْحَيْض. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 3699 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى , عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه: {وَالْمُطَلَّقَات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَة قُرُوء} قَالَ: حِيَض. 3700 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا إسْحَاق , قَالَ: ثنا ابْن أَبِي جَعْفَر , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ الرَّبِيع: {ثَلَاثَة قُرُوء} أَيْ ثَلَاث حِيَض. يَقُول: تَعْتَدّ ثَلَاث حِيَض

ثم انه أكثر من ذكر الأخبار عن الصحابة والتابعين وبعد ذلك عرض القول الثاني:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير