تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الملائكة، ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? البشر، هذا الآن تفسير أو

ليس بتفسير؟ هذا تفسير، طبعاً كما قلنا اختلاف أوجه، لكن ماذا سيبنى على اختلاف

الأوجه هذه؟ الآن هو قال: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي من

الجنابة والحدث، هذا الآن قوله: "من الجنابة" والحدث يدخل في التفسير ولا ما يدخل؟

يدخل؛ لأن معنى التطهير ما هو؟ ما المراد بالمطهرون هنا؟ ولذلك قال: لفظ الآية خبر

ومعناه الطلب، قال: والمراد بالقرآن هاهنا: المصحف، إذن كل هذا الكلام في الحقيقة

تفسير.

لكن لو رجعنا إلى المثال الأول الذي ذكره سنلاحظ أنه فسر المطهرون بمن؟ بالملائكة،

ثم بنى على تفسيره بالملائكة عبارة قال: ولهذا استنبط العلماء -رحمهم الله- ثم ذكر

ما استنبطوه أن المحدث لا يمس المصحف. الآن لما نأتي إلى التفسير من جعل المطهرون

البشر، قال: لا المحدث لا يمس المصحف، نعتبر كلامه الآن تفسير ولا استنباط؟ تفسير،

إذن يكون من صلب التفسير. من قال: أن المراد بالمطهرون الملائكة، ثم قال: يؤخذ من

هذه الآية أن المحدث لا يمس المصحف، هذا استنباط، إذن خرج عن التفسير على هذا

الوجه، فإذن تمايزت المعلومات بسبب اختلاف الوجه التفسيري.

أيضاً عندنا نص آخر لو نقرأه لننظر.

يقول: وقوله تعالى: ? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ

?15?? [المطففين: 15] أي: لهم يوم القيامة منزل ونزل سجين ثم هم يوم القيامة مع ذلك

محجوبون عن رؤية ربهم، وخالقهم.

قال الإمام أبو عبد الله الشافعي في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه -عز وجل-

يومئذ، وهذا الذي قاله الإمام الشافعي -رحمه الله- في غاية الحسن، وهو استدلال

بمفهوم هذه الآية كما دل عليه منطوق قوله: ? وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ?22?

إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ?23?? [القيامة: 22، 23].

نعم، هذا المثال الآن الكلام الأول إلى قوله: "وخالقهم" لأنه قال: "لهم يوم القيامة

منزل ونزل الذي هو سجين، ثم قال: الحديث مهم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية

ربهم وخالقهم، هذا الآن تفسير؟ أو خارج عن حد التفسير؟ هذا تفسير.

طيب لو نأتي الآن إلى قول الإمام أبي عبد الله الشافعي -رحمه الله تعالى- طبعاً هو

جاءه كما يقال جاءه رسالة من الصعيد عن هذه الآية، فقال: لما حجب قوما في حال السخط

دل على أن قوماً يرونه في حال الرضا، هذا كلام الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-،

كلامه الآن هل تعده من التفسير أو من الاستنباط؟ تعده من الاستنباط، لاحظ الآن أنا

جئت بهذا المثال قصداً لأنه قد يقول قائل: المفهوم من الآية يدخل في ماذا؟ في

التفسير، ما دام المفهوم لا يخالف هذا المنطوق أو النص، التنازع الذي قد يقع مثلاً

بيني وبينك في هذا المثال، هل يؤثر على أصل القضية عندي وعندك في أن ما كان من

المعلومات فيه بيان فهو من التفسير؟ نقول لا يؤثر، إذا اتفقنا على الأصل، فقد نختلف

في ماذا؟ في الأمثلة، قد تقول أنت هذا المثال أنا عندي أنه يدخل، لأن الآية دلت

عليه دلالة واضحة جداً جداً، وهذا قال به الشافعي ونسب أيضاً إلى مالك، وقال به

غيرهم من السلف، بل لم يخالف الشافعي أحد في هذا الذي ذكره من أهل السنة، فنقول: قد

نتنازع نحن في هذا المثال، لكن لا يؤثر على الأصل، فإذا اتفقت معي على الأصل الذي

ذكرته لك قبل قليل، وهو أن ما كان بياناً للمعاني فهو التفسير، وما خرج عن حد

البيان فهو ليس من التفسير فلا يؤثر الاختلاف في مثال من الأمثلة، ولهذا الأول نحن

استعرضنا أمثلة كثيرة قد نختلف في بعض الأمثلة ولابد لأن وجهات النظر تختلف، لكننا

نكون متفقين على ماذا؟ على الأصل السابق الذي ذكرناه.

نأتي الآن إلى الموضوع الأخير فيما يتعلق بهذه القضية التي ذكرناها إلى أنه قسمنا

صلب التفسير وعلوم القرآن وعلوم أخرى، والعلوم الأخرى قلنا إنها علوم إسلامية وعلوم

عامة.

قد يقول قائل: ما الفائدة من تقسيم معلومات كتب التفسير؟ ماذا نستفيد؟ بعد ذلك الآن

ذكرت لنا أن هناك صلب تفسير، وذكرت أنا هناك علوم القرآن في كتب التفسير، وذكرت أن

فيه علوم أخرى، سواء كانت علوم إسلامية أو غير إسلامية يعني علوم متنوعة، أياً كانت

فما الفائدة من هذا؟ نعم.

معرفة ما هو من صلب التفسير من غيره من الروايات التي يمكن أن نستغني عنها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير