الْكِتَابِ ? ثم استطرد لما ذكر أنه القرآن وأنه في اللوح المحفوظ استطرد بعد ذلك
إلى ماذا؟ إلى قضية مس هذا الكتاب ثم بعد ذلك استطرد إلى قضية مس المصحف، فإذن هذه
الاستطرادات التي ذكرها ابن كثير -رحمه الله تعالى- وإن كانت مفيدة، وإن كنا أيضاً
لما يأتي مفسر نقول: يحسن ذكرها للناس ليستفيدوا، لكن مقصد أن نقول الآن هنا أنها
ليست من ماذا؟ ليست من صلب التفسير.
إذن الضابط عندنا الآن هو قضية البيان، وخذها قاعدة، أنه أي معلومة إذا أنت فقدتها
لا تؤثر على فهم المعنى فليست من صلب التفسير، ولكن إذا فقدتها تأثر فهم المعنى
عندك، فإنها تعتبر من صلب التفسير.
لو بدأت مثلاً في سورة الأنفال ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? [الأنفال: 1]،
الآن عندنا في قوله: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأنْفَالِ ? أمران، المعنى اللغوي،
والمراد السياقي، ما هو المعنى اللغوي للأنفال؟ لو أنت فقدت هذه المعلومة ما هو
النفل في اللغة؟ النفل الزيادة، فإذن لا شك أنه يتأثر عندك الفهم، إذا فهمت أن
الزيادة قد نقول نحن أردنا أن نفسر تفسيراً لفظياً قلنا يسألونك عن الزيادة، ما
اتضح المعنى إلى الآن، نحن نحتاج -ما زلنا إلى ماذا؟ - إلى معناً آخر الذي هو المعنى
السياقي، لما رجعنا إلى المعنى السياقي، سنجد أن العلماء اختلفوا في تحديد المعنى
السياقي للأنفال هنا، ما هو؟ على أقوال: بغض النظر عن هذا الاختلاف الذي كان على
أقوال، إذا نظرنا إلى جميع أقوالهم، هل هي فيها بيان أو لا؟ بدل من قال الأنفال
الغنائم، يعني جعل جميع الغنائم هي المسئولة عنها، ماذا يكون المعنى؟ يسألونك عن
الغنائم، تبين المعنى ولا ما تبين؟
تبين.
تبين، إذن الآن من قال بأنه الغنائم نقول تبين.
بعض العلماء قال: الأنفال هي الزيادة التي يزيدها الإمام بعد تقسيم الغنيمة، إذن ما
جعل الأنفال هي نفس الغنيمة، إنما هي ما يكون بعد تقسيم الغنيمة، فإذن من قال بهذا
القول يكون بيَّن المعنى ولا ما بين؟ أيضاً بين، الذي نريد أن نصل إليه أن اختلاف
المفسرين في أوجه التفسير يدخل في صلب التفسير؛ لأن كل واحد منهم بين المعنى،
اختلافهم لا يؤثر على أن هذه المعلومات تدخل في صلب التفسير.
طيب، فإذن المقصد من ذلك أن ننتبه إلى أن أي معلومة لها أثر في الفهم فتدخل في
الصلب، وأي معلومة إذا أنا فقدتها لا تؤثر على فقد المعنى، هنا لا تدخل في صلب
التفسير.
على سبيل المثال نأخذ مثال لما لو فقدناه في قول مثلاً ? إِنَّمَا النَّسِيءُ
زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ? [التوبة: 37]، أيضاً لو أردنا أن نفسر تفسيراً لفظيا
قلنا: ? إِنَّمَا النَّسِيءُ ? ما معنى "النسيء" في اللغة؟ التأخير، إنما التأخير
زيادة في الكفر، ما المراد أي تأخير؟ تأخير ماذا؟ الأشهر الحرم، فإذا الآن عرفنا ما
المراد بالتأخير في هذه الآية أن المراد أن تأخير الأشهر الحرم زيادة في الكفر
فكانوا يعني ينسئون شهر محرم أنه بعد ذي الحجة ويجعلون شهر سفر بدلاً عنه.
طيب، لو لم نعلم من هو أول رجل فعل هذا الفعل من العرب؟ ما عرفنا من هو، هل يؤثر
على فهم المعنى؟ طيب إذا عرفنا من هو هل يزيدنا في فهم المعنى؟ أيضاً لا يزيدنا.
فإذن المقصد من ذلك أنه عندنا بعض المعلومات تذكر في كتب التفسير لا تؤثر على فهم
المعنى الذي هو صلب التفسير.
هذا باختصار ما يتعلق بقضية الفوائد التي نستفيدها من ما يتعلق بقضية صلب التفسير.
نأتي الآن إلى مثال آخر قرأناه، وهو مثال ابن كثير -رحمه الله تعالى- الذي قرأه
الأخ الكريم كان فيه كما لاحظنا الذي هو تفسير لقوله: ? وَإِنَّهُ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ?4?? لو تكرمت يا أخي الكريم تقرأ المثال
الثاني مرتبط به.
نعم، وقال في تفسير قوله تعالى: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
وقال آخرون: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79?? أي: من الجنابة والحدث،
قالوا: ولفظ الآية خبر، ومعناها الطلب، قالوا: والمراد بالقرآن ها هنا المصحف.
طبعاً هذا القول الآخر، القول الأول هو الذي ذكره في تفسير الآية الأولى، ولما جاء
عند القول الثاني ذكر القولين، القول الأول المراد بهم: الملائكة، والقول الثاني
المراد بهم البشر.
الذي نريد على أن نصل إليه لما نقول: ? لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ?79??
¥