تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

علم البلاغة مثلاً، هل نحتاج علم البلاغة من حيث هو علم؟ الآن نتكلم بجملته، هل

نحتاج إلى علم البلاغة في بيان معاني القرآن؟

لا.

الأصل لا .. ، متى نحتاج علم البلاغة؟

يعني ما هو العلم الذي هو ألصق بعلم البلاغة من علوم القرآن؟ نحن نتكلم الآن عن

علاقتها بعلوم القرآن.

علم اللغة.

لا .. ، يوجد علم عندنا مسمى معنون الذي هو ما يسمى بعلم إعجاز القرآن، بمعنى أنه إذا

كان أحد طلبة العلم يريد أن يتخصص في إعجاز القرآن، هل يستطيع أن يتخصص في إعجاز

القرآن دون أن يعرف علم البلاغة؟ لا يمكن، لماذا؟ لأن علم البلاغة لو رجعنا إلى

تاريخه نجد أنه انبثق من البحث في إعجاز القرآن أصلاً، فإذن لا يحتاج المفسر إلى

علم البلاغة بتفاصيله مثل ما يحتاجه من يريد أن يبين عن إعجاز القرآن؛ لأن المفسر

يبين المعاني، ومن يبحث في إعجاز القرآن يبين ما بعد هذه المعاني، المعاني

الثانوية، يعني ما بعد هذه المعاني، لكن لا يعني هذا أن كل تفاصيل علم البلاغة لا

نحتاجها في التفسير، لا ... ؛ لأن بعض المسائل أو بعض القضايا التي من صلب التفسير

مرتبطة بعلم البلاغة ارتباطاً وثيقاً، يجب أن يفهم هذا.

إذن نعيد مرة أخرى نقول: لو قلنا: لا نحتاج علم البلاغة بتفاصيله، وإن كنا نحتاج

بعض القضايا في علم البلاغة في بعض الآيات لبيان المعنى، أما بيان الإعجاز، فهذا

لاشك أنه يعتبر من الأصل، يعني أصل في بيان إعجاز القرآن.

علم النحو كذلك، وإن كان أبو حيان -رحمه الله تعالى- يعني أبان في مقدمة تفسيره أنه

العلم الذي إذا عرفه المفسر استطاع أن يفسر القرآن، فنقول: نعم إنه يعين لا شك على

فهم القرآن، الذي هو علم النحو، لكن هل كل مفسر يحتاج إلى تفاصيل علم النحو جميعاً؟

نقول أيضاً لا ... ، لا يحتاج، وإن كان يحتاج إلى أصول علم النحو؛ لأنه لا يمكن أن

يأتي مفسر لا يعرف الفاعل من المفعول، أو لا يعرف متى يرفع الاسم إلى غيره، لا يوجد

مفسر بهذه المثابة، لأن الأصل المفسر أن يكون عالماً بهذه الأصول النحوية العامة،

أما الاختلافات النحوية وما يتعلق أو ما يدخل في علم الصرف من دقائق، فهذا الأصل أن

المفسر لا يحتاجه، أن الأصل في المفسر أنه لا يحتاج، وأن هذا علم قائم بذاته، لكن

لو كنا نأتي إلى إعراب القرآن، من علوم القرآن إعراب القرآن، نقول: من أراد أن يبين

أو يدرس إعراب القرآن لا يحتاج علم النحو، هذا صحيح؟ نقول: لا ... ، لأنه أصلاً إعراب

القرآن هو النحو نفسه، فإذن المقصد من ذلك أننا نبين العلاقات بين هذه العلوم التي

قال بعض العلماء إنها من الأصول التي يحتاجها المفسر.

كذلك علم أصول الفقه، هل المفسر يحتاج إلى أصول الفقه؟

نعم.

بقدر ما يبين المعنى، إذن ليس تواصيه علم أصول الفقه، ولهذا لو تلاحظ هل يمكن أن

تقول لي: ما هو التفسير الذي يمثل اتجاه أصول الفقه في كتب المفسرين؟ واضح جداً أو

بارز أن هذا كتاب قد أراد أن يبين ما يتعلق بأصول الفقه من خلال التفسير؟

القرطبي.

القرطبي فقه؛ لأنه بين الأحكام الشرعية، غير القرطبي؟ فيه عندنا من المعاصرين

القريبين جداً الذي هو "أضواء البيان" صاحب "أضواء البيان" الشيخ الشنقيطي -رحمه

الله تعالى- قصد إلى بيان مسائل أصول الفقه في كتابه، لكن لما ننظر إلى هذه المسائل

التي ذكرها في كثير من الأحيان مرتبطة بالحكم الشرعي، والمستنبطات من القرآن، وليس

بصلب المعنى، لكن أيضاً نفس القضية نقول: أنه لا شك أننا قد نحتاج قضايا في أصول

الفقه لبيان المعنى، فإذن كل هذه المذكورات، وكذلك مع الفقه أننا نأخذ منها ما

نحتاجه في بيان المعنى، لكن لا يلزم أن يكون المفسر متقناً لجميع هذه العلوم، لكن

لو أتقن جميع هذه العلوم التي يذكرها من يذكر ما يحتاجه المفسر، لصار مجتهداً

مطلقاً، يعني العلوم المذكورة لو تأملناها، هي ليس في الحقيقة شروط للمفسر، أو

العلوم التي يحتاجها المفسر، إنما هي العلوم التي يحتاجها من؟ المجتهد؛ ولهذا ذكروا

خمسة عشر علماً، منها العلوم التي ذكرها الآن العلوم الخمسة، وذكروا علم السير،

وعلم السنة وعلم التاريخ، وعلم أيضاً ...

العروض.

لا ... العروض ما أذكرهم ذكروه، لكن مجموعة علوم ذكروها، كلها لو تأملناها هي في

الحقيقة هي للمجتهد المطلق، وليست لمن؟ للمفسر، ولذلك كنا قلنا نفسر أن المبين عن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير