تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كلام الله في العلوم التي ستحتاجها لاشك أنها أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد

أن يستنبط، من أراد أن يفسر العلوم عنده ستكون أقل من العلوم التي يحتاجها من أراد

أن يستنبط، فالاستنباط له جانب آخر.

والسيوطي -رحمه الله تعالى- في مقدمة كتابه "الإكليل" بيًّن الفرق بين علم التفسير

وعلم الاستنباط، مما يدل على الفرق بين حاجة المفسر لعلوم وحاجة المستنبط لعلوم غير

علوم المفسر.

هذه إشارة سريعة لما يتعلق بهذه العلوم الإسلامية، وكما قلت يحسن أن ينتبه السامع

إلى أنه لا يقال إن المفسر لا يحتاجها بالكلية، لكن نقول: يحتاج منها بقدر ما يبين

فيه المعاني.

عندنا بعد ذلك نأتي إلى موضوعات على العلم، ما هي موضوعات أصول التفسير؟

أيضاً لو رجعنا إلى ما كُتب من كتب في أصول التفسير سنجد أن من كتب من العلماء

المتقدمين وكذلك من كتب من المعاصرين لا شك أنه وقع فيه تباين في موضوعات كتبهم في

المادة العلمية، مثل ما ذكرنا في كتب التفسير، فأيضا هل كل ما كتب باسم أصول

التفسير هو من أصول التفسير أو لا؟

نحن إذا نظرنا الآن إلى أصول التفسير سنجد أنها مرتبطة بموضوعات هذا العلم، سنجد

أنها مرتبطة بماذا؟ بتعريف أصول التفسير، ويبدو أننا نسينا قضية التعريف أصول

التفسير، فنرجع إليه الآن لا بأس، إذن نرجع الآن إلى تعريف أصول التفسير، لما عرفنا

الآن الأصل وعرفنا التفسير، نأتي الآن إلى تعريف الأصول التي هي أصول التفسير. فما

هي أصول التفسير؟

لو قال قائل: هي أصول فهم المعنى، إذا أردنا أن نختصر اختصاراً شديداً نقول: صحيح،

أصول فهم المعنى، لكن هذا لا يكفي في التعريف، لا يبين لنا ما المراد بأصول التفسير

لكن لو قلنا هي الأسس العلمية التي يرجع إليها المفسر حال الاختلاف في التفسير وحال

بيانه للمعاني.

لماذا قلنا: الأسس العلمية حال الاختلاف في التفسير وحال بيان المعاني؟ لأن الآن

يكون عندنا جانبان:

الجانب الأول: أن نعرف هذا الاختلاف الوارد في التفسير ما هو الصحيح منه، فإن احتاج

إلى أسس نرجع لها ونحتكم إليها لنعرف ما هو الصحيح؟

ثم إذا أردت أن أفسر ما هي الأصول التي أعتمد عليها لأبين أفسر، فإذن لا شك أنه

سيكون عندنا أصول معتبرة، وأصول غير معتبرة، على سبيل المثال لما نأتي إلى قضية

الأصول غير المعتبرة مثلاً، التفسير الباطني، هل هو من الأصول المعتبرة في التفسير؟

هل يلزم أن يكون لكل آية باطن، وأن هذا الباطن لا يعلمه إلا القلة من الناس؟

لا يلزم

من اختصم، لا يلزم، مع أن هذا من أصول تفسير الباطنية لو رجعنا إلى التفاسير نجد أن

أصول تفاسير الباطنية أن هذا من أصول التفسير عندهم، أن هناك باطن، وهذا الباطن لا

يعلمه إلى بعض الناس، وطبعاً يختلفون بعد ذلك في من هم هذا البعض فمثلاً إذا كانوا

من الصوفية فينسبونه مثلاً إلى مثل علي -رضي الله عنه- وإلى بعض أئمتهم المتصوفة

إذا كانوا من غلاة الصوفية، وإذا كانوا من غلاة الباطنية فينسبونه أيضاً إلى علي بن

أبي طالب وإلى بعض من زعموا أنه هو الذي آمن بعلي بن أبي طالب، وقس على ذلك ما يقع

عندهم من مثل هذه التهويات المبنية على هذا الأصل.

المقصد من ذلك أنه نقول أن الأسس العلمية التي نرجع إليها حال الاختلاف في التفسير

لماذا؟ لكي نعرف المعنى الصحيح مما وقع فيه الاختلاف، وكذلك حتى تفسير القرآن لكي

نفسر القرآن على صواب، ما يقع عندنا خلل، لأن أي مفسر يأتي ويفسر القرآن، وليس عنده

أصول يمشي عليها، فلا شك أنه سيقع عنده ماذا؟ خلل، على سبيل المثال، وسيأتينا -إن

شاء الله- لاحقاً، إذا ورد تفسير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كأصل، هل يجوز

القول بخلافه؟ نقول: لا يجوز، هذه قاعدة، فأنت الآن إذا جئت تفسر، وجاءك تفسير عن

النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا تفعل؟ تقف عنده، تذكر هذا التفسير وتقف عنده؛ لأنه

عندك الآن أصل، لكن لو لم يكن هذا الأصل عندك، يعني هذا الأصل منتقض عندك، وترى أنه

يجوز مخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقع خلل ولا ما يقع خلل؟ لا شك أنه يقع

خلل عندما نخالف الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

فإذن المقصد من ذلك أنه قد تكون هناك بعض الأصول التي يقع فيها خلل، لكن نريد الآن

الأسس العلمية الصحيحة التي نتعامل بها حال اختلاف التفسير أو حال بيان كلام الله

-سبحانه وتعالى-.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير