تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومما يدل على ذلك -أيضاً- استدراكه على نفسه فقد يقرر شيئاً، أو يفوته شيء، أو يتبين له الصواب، أو يظهر له مزيد فائدة فيما بعد؛ فتراه بعد ذلك ينبه القارئ، ويوصيه بأن يُلحق الفائدة الجديدة بنظيراتها مما سبق تفسيره.

ولا ريب أن طول مدة التأليف تمده بما يستجد له من المعارف والأبحاث.

36 - تعاهده لتفسيره بالتهذيب، والتشذيب، والزيادة: وهذه الفقرة قريبة من السابقة؛ فيظهر من خلال التتبع أنه بعد أن فرغ من تفسيره صار يتعاهده بالتشذيب، والتهذيب قبل أن يطبع، بدليل أنه قد أشار في خاتمة التفسير أنه انتهى منه عام 1380هـ، ومع ذلك يورد فوائد ونقولاً من كتب ثم يحيل إليها في الهامش، وربما ذكر تاريخ طباعة تلك الكتب المحال إليها وهي تحمل تاريخاً حديثاً بالنسبة لتاريخ انتهائه من التفسير، أي أنها صدرت بعد انتهائه من تفسيره.

مثال ذلك ما نجده في تفسير سورة الإسراء 15/ 19، حيث نقل كلاماً من كتاب، ثم عزا إليه في الهامش، وقال: =حرَّره عارف عارف في المجلة المسماة: (رسالة العلم) بالمملكة الأردنية عدد 2 من السنة 12 كانون الأول سنة 1968م+ ا-هـ.

وهذه السنة الميلادية توافق بالتاريخ الهجري سنة 1388هـ تقريباً.

وهذا يعني أنه أضاف هذه الفائدة بعد فراغه من التفسير بثمان سنوات.

37 - كثرة النقول: فالتفسير طافح بالنقول عن الأئمة والعلماء في شتى الفنون سواءٌ كانت شرعية، أو لغوية، أو بلاغية، أو غيرها من فروع العلم والثقافة العامة.

38 - كثرة الاستشهاد: سواء بالأشعار، أو الأمثال، أو الحوادث العامة، فجاء تفسيره حافلاً بالشواهد من هذا القبيل، كما في قصة الوزير الأندلسي محمد بن الخطيب السلماني مع ملك المغرب، انظر 1/ 482 - 483 من التفسير.

39 - التكرار: فكثيراً ما يورد الشاهد، أو القصة، أو الحادثة في أكثر من موضع ومناسبة.

كما في استشهاده ببيت عمرو بن معدي كرب:

أمن ريحانة الداعي السميع .... يؤرقني وأصحابي هجوع

وكما في بيت الأحوص:

وإذا تزول تزول عن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران

وكما في بيت بشار:

بكِّرا صاحبيَّ قبل الهجير ... إن ذاك النجاح في التبكير

وكما في استشهاده بقصة سيف الدولة مع المتنبي في بيتيه اللذين يقول فيهما:

وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضَّاح وثغرك باسم

إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة المكررة.

فهذا هو مجمل منهج الشيخ ابن عاشور في تفسيره، وخلاصة مزاياه، وما اشتمل عليه.

ولم أُكثر من إيراد الأمثلة، والشواهد على ما ذُكر؛ رغبة في الإيجاز.

ومن خلال ذلك يتضح لنا أن ابن عاشور يرى أن القرآن كتاب هدى وإصلاح، ومنبع علوم وآداب.

ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[06 Oct 2006, 03:04 م]ـ

جزاك الله خيرا يا شيخ محمد شوقتني لقراءة الكتاب.

ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Oct 2006, 09:31 م]ـ

شكر للشيخ الكريم ما جاد به من الفوائد القيمة , خاصة تلك النظرة المنصفة , والتفصيل الجيد في بيان عقيدة ابن عاشور رحمه الله.

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Oct 2006, 10:35 ص]ـ

للرفع

ولا يعرف الكتاب حقاً إلا من قرأه حقاً ..

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Oct 2006, 06:39 م]ـ

هذا التفسير بحق أحسن تفاسير المعاصرين، والمؤلف ـ غفرالله له ـ قد أفنى حياة طويلة في كتابته، ومن عجائبه أنك لا تكاد تخطئ شيئًا جديدًا او تحريرًا مفيدًا في الآية تلو الآية، كما يعجب القارئ من اتحاد نفس المؤلف، وبقائه على صبغة واحدة في التأليف من أول الكتاب إلى آخره؛ لأنك ترى الكثرة الكاثرة من التفاسير يستدُّ ساعد مؤلفيها في أولها، ثم سرعان ما تضعف تلك الساعد فتقل التحريرات، ويقل التفسيرفيعضها تجد البقرة في مجلد، وما سواها من سور القرآن في سبع مجلدات.

وهذا النفس المتواصل يدل على طول بال، وحرص على التحقيق والتحرير، ولا يعرف قدر هذا التفسير إلا من عرف مشكلات التفسير، فوجد الحلَّ عندهذا النحرير.

ـ[الراية]ــــــــ[13 Jul 2008, 01:37 م]ـ

ابن عاشور ومنهجه في تفسيره التحرير والتنوير

عبدالله بن ابراهيم الريس

رسالة ماجستير من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية

كلية اصول الدين - قسم القران وعلومه

عام 1408هـ

ولا اعلم عن طبعها؟

ـ[أحمد بوعود]ــــــــ[13 Jul 2008, 05:13 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير